في التقرير الذي أصدرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عن العام الماضي احتلت البحرين المرتبة الثانية على المستوى العربي في تصنيف الدول من حيث مستوى التعليم، فيما جاءت في المرتبة 57 عالميًا.
هذا الإنجاز يُحسب للسياسات الحكومية التي تتجه بشكل كبير للاستثمار في الموارد البشرية، من خلال اهتمامها بتجويد الخدمات التعليمية الحكومية المقدمة للمواطنين في مختلف المناطق والمراحل، مما جعل البحرين من أوائل الدول أيضًا في توفير التعليم للجميع والقضاء على الأمية.
وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي أعلن الأسبوع الماضي أن نسبة النجاح في الثانوية العامة بلغت 95 %، وهي نسبة مرتفعة تشير إلى أن مستويات التحصيل العلمي في ارتفاع، وأن مناخات التعلم باتت في أحسن بيئاتها.
تقدم إلى امتحانات المرحلة الثانوية في المستوى الثالث الثانوي، وفقا للأرقام التي أعلنها النعيمي،6111 طالبًا وطالبة، استطاع اجتياز الشهادة منهم في الدور الأول 5809 طالبًا وطالبة، والرقم مرشح للارتفاع في امتحانات الإعادة.
في بهو الجريدة الذي استقبل المتفوقين والمتفوقات، التقيت أحد أولياء الأمور، تحدث لي بارتياح كبير قائلا “إن المدارس الحكومية اليوم تنافس بشكل كبير المدارس الخاصة، وجميع ظروف النجاح والتفوق مهيأة للطلاب، لم أشعر يوما أني بحاجة لإدخال أبنائي مدارس خاصة”.
إن الدور الكبير يعود إلى المبادرات التي قادتها وزارة التربية على مستوى برامج التحسين ومتابعة الأداء، إضافة إلى زيادة أيام التمدرس التي جاءت متفقة مع المعايير العالمية، ما أتاح للطلاب فرصة أكبر للتحصيل.
ولك أن تعرف أن مدرسة السنابس الابتدائية للبنات التي تشكو من قدم المباني مثلا، حصلت على تقدير ممتاز في تقييم هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب، وهو أمر يبعث على الفخر ويؤكد أن الطاقات التعليمية قادرة على الإنجاز تحت أصعب الظروف.
 في شأن المدرسة، أكدت الحكومة أنها تبحث موقعًا لبناء أخرى تفي باحتياجات المنطقة التي تضم نحو 489 طالبة بدلا من المدرسة المستأجرة، ونتمنى أن تسرّع الجهات الحكومية ذات العلاقة جهودها لبناء مدرسة جديدة.
في الواقع، يستحق الوزير النعيمي وطاقمه والمنتسبون لسلك التعليم تهنئة كبيرة على هذا النجاح المستمر، فبفضل جهودهم المخلصة أصبحت البحرين في مستويات متقدمة في جميع مجالات التعليم، ودائمًا ما يترقب المواطنون الأفضل مع كل عام دراسي.