العدد 2782
الجمعة 27 مايو 2016
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
الملازم “علي خميس” وضريبة الوﻻء
الجمعة 27 مايو 2016

قبل أيام قامت أذناب إيران في البحرين بعمل إجرامي يستهدف ضابط شرطة برتبة (ملازم أول) في سترة بعدد من الطلقات النارية، وأسفرت عن نقله إلى العناية المركزة متأثرا بإصابات خطيرة، بعدها بساعات قامت الخلية الإرهابية “سرايا المختار” بكل وقاحة بإصدار بيان يتبنى هذا العمل الإرهابي.
استحضرت وأنا أقرأ البيان قول الله عز وجل: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً).
مللنا ونحن نكتب في هذا الموضوع، حتى اوشكت أقلامنا على التمرد، وبتنا عاجزين عن إضافة جديد، ترى هل للدولة اعتبارات تتخطى اجتهاداتنا كأفراد؟! هل ستكون في الأفق أنباء تثلج الصدور من خلال تطبيق قانون صارم حيالهم وحيال كل مذنب ؟! وهل سيكون جزاؤهم من جنس أعمالهم؟!
لنا عبرة في قصة موسى عليه السلام والعبد الصالح، وهدهد سليمان عليه السلام القائل له: (أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بهِ).. فعندما يغيب التطبيق يتساوى العلم بالشيء والجهل به.
لن نقف طويلا أمام هذا المشهد المكرر والممل، ولكن لنعرج بعض الشيء إلى مسألة الاستفادة من منهج الآخر حتى لو كان خصماً، فلا عيب في هذا، ومنها في الحادثة الأخيرة مسألة تصفية الجبهة الداخلية، فقولهم في البيان: “تمكن المجاهدون في المقاومة الإسلامية سرايا المختار من استهدافه برتبة ملازم عبر كمين محكم تم استدراجه بدقة عاليه، واستخدم فيه المجاهدون السلاح المناسب للعملية”، إنهم يعدون المستهدَف وهو من بني جلدتهم يأتي في سياق تصفية الجبهة الداخلية في اعتقادهم، لنتساءل بعدها ومعنا العقلاء، إذا كيف يعتقد هؤلاء فيمن يخالفهم في المذهب، إذا كان هذا شأنهم مع بني جلدتهم، فقط لأنه رفض المشاركة في شر أعمالهم، ومن هنا يتضح لنا أن الإرهاب لا دين له.
وماذا نفهم من قولهم “عبر كمين محكم” سوى أننا “مخترقون” ! الا يدعونا هذا الأمر إلى مراجعة جادة لتصفية الداخل قبل مواجهة الخارج، بمعنى تصفية الجبهة الداخلية من الخونة؟!
أما قولهم “استخدم فيه المجاهدون السلاح المناسب للعملية” فحدث بلا حرج، فكيف نقنع المواطن البسيط بالأمن وهو الذي قرأ ويقرأ عن اطنان الأسلحة التي تم الكشف عنها ومصادرتها، وهي ربما بمجموعها تكفي لتسليح دولة، ثم يرى هؤلاء يتبجحون بهذا القول؟!
للأسف لقد أضحت دماء الأبرياء لعبة في الدهاليز للمتاجرة بها، تدفع أرواحها ثمناً لولائها ووطنيتها، نعم تخطينا الكثير حتى باتت أوضاعنا الأمنية أكثر استقراراً، بفضل الله ثم قيادتنا الحكيمة وجهود وزارة الداخلية وأفرادها بتضحياتهم العظيمة ومواقفهم السخية وجهودهم الحثيثة لحفظ الأمن، إلا أن هناك من يعمد إشعال النار، ويعمل ليلا ونهارا لتأجيج الفتنة مدعوماً بأموال ضخمة سعياً للعودة بنا إلى الوراء!!
باليقظة والحزم وتطبيق القصاص قد نقلع بعضاً من جذورها المنحرفة، فالحيل الدفاعية والأساليب التأديبية المتبعة اليوم لم تعد تأتي أكلها، فهناك من لا يزال يعيش في أوهام وأحلام لن يصحو منها ما لم تصح الدولة بتحديث طرقها في المواجهة وتطبيق شرع الله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .