العدد 2775
الجمعة 20 مايو 2016
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
حوار مع وزير الإعلام... خطوة في الطريق الصحيح
الجمعة 20 مايو 2016



رغم كل المتغيرات التي تطرأ في الساحة وتعدد وسائل التواصل المسموعة والمرئية مازلنا نفتقد الاتصال المباشر والتبادل المشترك للحقائق والأفكار والآراء بين الموظف والمسؤول، كثيرهم لا يزال يجهل مفاهيم الشراكة وتقبلها من الطرف الآخر، إدارات تصدر أوامرها وتفرض تعليماتها للعاملين دون مناقشة ومصارحة لما يدور في ذهن الموظف أو أخذ صندوق الاقتراحات والشكاوى في عين الاعتبار، يتربعون على الكراسي ولا يدركون حجم معاناة الموظف، وحجم العقبات التي تعترض تطوير الأقسام وتنميتها، يسيرون وفق أهوائهم ومصالحهم، لا يكفلون لنا دقة الأداء في العمل، ولا جدية في تحسين الإنتاجية، لتكون المحصلة تراجعا ينعكس بالسلب على الفرد والمجتمع.
قبل أيام شهدت البحرين خطوة محسوبة للجميع تعد الأولى من نوعها على اليوتيوب وعلى المستوى الرسمي، وذلك من خلال حوار مفتوح وصريح مع وزير شؤون الإعلام علي الرميحي وبمشاركة عدد من طلبة الإعلام بمملكة البحرين، إنها نقلة نوعية في الإعلام البحريني تتناسب مع المستوى التقني الحديث وتلائم لغة الجيل الواعد ومتطلباته.
خطوة تؤكد أن الإعلام الرسمي بدأ يسير في المسار السليم بكسره الحواجز وفتح المجال للتواصل مع المواطن، وإيصال المعلومات الصحيحة وغير المغلوطة للمشاهدين بسرعة وشفافية، لقاء وزير الإعلام حضي بتفاعل كبير حيث وصل وسم (#حوار_مع_وزير_الاعلام) إلى المرتبة الثانية في أكثر الموضوعات تداولا trending  في البحرين وذلك خلال ساعة.
التفاعل الإيجابي دليل واضح على حاجة المجتمع لتوصيل رسائلة بطرق حديثة مباشرة وسريعة، خصوصاً في ظل تراجع الأداء البرلماني الذي فشل في إيصال صوت المواطن، وفي ظل هذا الكم الهائل من الإشاعات والمغالطات التي تواجه مجتمعنا من الإعلام المضاد.
وكي تستكمل هذه الخطوة الإيجابية نجاحها يجب تحفيز استمراريتها، والإسراع في تحويلها من مرحلة مناقشة إلى تنفيذ وتغيير فعلي لا يبطل أهميتها وأهدافها.
إنها تجربة جديدة تبشر بالخير، نتمنى أن تحذو حذوها كل وزارات الدولة ومؤسساتها، فنحن اليوم بحاجة لوزراء ومدراء ومسؤولين يتفهمون الأساليب الحديثة في المكاشفة والمصارحة، ليس فقط من خلال فتح الأبواب، بل بفتح الهواتف والمتابعة باهتمام لما يدور في وسائل التواصل وما يثار من نواقص وجدل حول القسم أو الوزارة التابعة، وذلك لن يحدث ما لم تكن هناك نوايا إصلاحية جادة شغلها الشاغل البناء والتطوير من أجل نهضة الوطن والمواطن، وها هي قيادتنا الرشيدة  قدوة لنا في هذا المجال، أبواب ومجالس مفتوحة لأية مقترحات أو شكاوى. ليتهم يقتدون بنهجهم فالكثير من مشكلات وهموم العاملين والمواطنين تتطلب آذانا صاغية وعملا دؤوبا لتداركها وتخطيها .

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .