العدد 2751
الثلاثاء 26 أبريل 2016
banner
روسيا والنجاح السوري القصير المدى (1)
الثلاثاء 26 أبريل 2016

حققت روسيا اهدافها في سوريا، اقلّه في المدى القصير. في المدى الطويل، ليس معروفا ما الذي يمكن ان يحصل، خصوصا ان الاكثرية الساحقة من ابناء الشعب السوري لا يمكن ان تنسى المشاركة الروسية في الحرب التي يتعرّض لها شعب بكامله.
بالنسبة الى موسكو، لم يعد في الامكان البحث في مستقبل سوريا بمعزل عنها، خصوصا في ضوء 3 تطورات في غاية الاهمية على الصعيد الايراني والاميركي والاسرائيلي.
اقتنعت ايران بأنّ سقوط بشّار الاسد نهائيا بات متوقّفا على موسكو. كان عليها الاستنجاد بها لإنقاذ ما يمكن انقاذه من بقايا النظام السوري الأقلّوي الذي يعني لها الكثير.
لولا التدخل العسكري الروسي، لما كان رئيس النظام السوري لا يزال في دمشق، ولما كان قادرا على اجراء انتخابات من النوع الصوري لا هدف لها سوى اثبات انّه مازال حيّا يرزق.
اما اميركيا، فقد وجدت ادارة باراك اوباما ان اكثر ما يناسبها هو التفرّج على عملية تفتيت سوريا. ولذلك تركت لروسيا التصرّف بالطريقة التي تراها مناسبة من منطلق انّ سوريا ليست همّا اميركيا وأن ابادة شعب وتهجيره من ارضه مسألة فيها نظر. ترفض ادارة اوباما ادراك بديهيات من نوع ان لا حرب ناجحة على “داعش” وعلى الارهاب عموما من دون الانتهاء من النظام السوري. هذا النظام اقتات منذ نصف قرن، اي منذ كان حافظ الاسد لا يزال وزيرا للدفاع، من الارهاب ومن ابتزاز العالم مستخدما هذا السلاح الذي لا يمكن الا ان يرتد على اصحابه عاجلا ام آجلا.
على الصعيد الاسرائيلي، يتأكّد كلّ يوم عمق التنسيق بين فلاديمير بوتين وبنيامين نتانياهو في شأن كلّ ما له علاقة بسوريا ومستقبلها. لا وجود لأي اعتراض روسي من ايّ نوع كان على اعتبار “بيبي” هضبة الجولان السورية ارضا اسرائيلية “الى الابد”.
ثمّة واقع لم يعد في الامكان تجاوزه. يتمثل هذا الواقع في انّ سوريا التي عرفناها لم تعد قائمة. السؤال الآن ما الذي تسعى موسكو الى تحقيقه من اجل ضمان مصالحها في المدى البعيد، بعدما ضمنت هذه المصالح في المدى القصير؟
الجواب انّ الثمن لضمان هذه المصالح يكون تنسيقا طويل المدى مع اسرائيل يتناول بشكل خاص الجولان. الجولان بوليصة تأمين للنظام السوري وذلك منذ استيلاء اسرائيل عليه في العام 1967 في ظروف، اقلّ ما يمكن ان توصف به، انّها مريبة.
افشل حافظ الاسد كلّ محاولة لاستعادة الجولان وذلك من اجل المحافظة على النظام من جهة وتوريث سوريا الى بشّار الاسد من جهة اخرى. تاجر النظام السوري طويلا بما سمّي “وديعة رابين”. لم يكن النظام يريد يوما استعادة الجولان. وهذا ما كانت تعرفه اسرائيل التي لعبت لعبته.
إيلاف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .