+A
A-

اختصاصي جراحة الصدر د. حامد عقيل

إعداد‭: ‬حسن‭ ‬فضل

د‭. ‬حامد‭ ‬عقيل‭ ‬علي‭ ‬اختصاصي‭ ‬جراحة‭ ‬صدر‭ ‬مرخص‭ ‬طبيًا‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭. ‬وهو‭ ‬كفاءة‭ ‬بحرينية‭ ‬بتخصصات‭ ‬جراحية‭ ‬دقيقة‭ ‬ونادرة‭. ‬أمضى‭ ‬13‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬والتدريب‭ ‬حاز‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬الطب‭ ‬العام‭ ‬وماجستير‭ ‬الجراحة‭ ‬العامة‭ ‬وماجستير‭ ‬جراحة‭ ‬الأورام‭ ‬ودكتوراه‭ ‬في‭ ‬الجراحة‭ ‬التخصصية‭ - ‬جراحة‭ ‬الصدر‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬سومي‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭. ‬عمل‭ ‬لمدة‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬أستاذا‭ ‬جامعيا‭ ‬ومحاضرا‭ ‬وأستاذا‭ ‬وطبيبا‭ ‬استشاريا‭ ‬في‭ ‬جراحة‭ ‬الأورام‭ ‬وجراحة‭ ‬الصدر‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬سومي‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وأجرى‭ ‬عمليات‭ ‬في‭ ‬جراحة‭ ‬الصدر‭ ‬والأورام،‭ ‬وعمل‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬البحوث‭. ‬

د‭. ‬عيسى‭ ‬أمين‭ ‬استشاري‭ ‬المسالك‭ ‬البولية‭ ‬كان‭ ‬مرشده،‭ ‬ومديرة‭ ‬مدرسة‭ ‬العلاء‭ ‬الحضرمي‭ ‬الابتدائية‭ ‬للبنين‭ ‬عائشة‭ ‬عبدالغني‭ ‬كانت‭ ‬ملهمته‭. ‬

لديه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬بحوث‭ ‬طبية‭ ‬عالمية‭ ‬في‭ ‬الجراحة‭ ‬تحت‭ ‬تخصص‭ ‬جراحة‭ ‬الأورام‭ ‬نشرت‭ ‬عالميًا‭ ‬ومعترف‭ ‬بها‭ ‬طبيًا‭ ‬مع‭ ‬براءة‭ ‬اختراع‭ ‬في‭ ‬الجراحة،‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬بروفيسور‭ ‬وعالم‭ ‬في‭ ‬الجراحة،‭ ‬وهي‭ ‬أعلى‭ ‬درجة‭ ‬ورتبة‭ ‬علمية‭ ‬ومهنية‭ ‬وأكاديمية‭ ‬يحصل‭ ‬عليها‭ ‬طبيب‭ ‬أجنبي‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬طبيب‭ ‬بحريني‭ ‬يتدرب‭ ‬على‭ ‬الجراحة‭ ‬الروبوتية‭ ‬في‭ ‬جراحة‭ ‬الصدر،‭ ‬وأول‭ ‬طبيب‭ ‬بحريني‭ ‬يتخصص‭ ‬في‭ ‬جراحة‭ ‬الصدر،‭ ‬ومرخص‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭.‬

 

ساهم‭ ‬د‭. ‬حامد‭ ‬مع‭ ‬الكادر‭ ‬الطبي‭ ‬الأوكراني‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬كادر‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬وأطباء‭ ‬من‭ ‬ألمانيا‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان‭ ‬المتضررين‭ ‬من‭ ‬انفجار‭ ‬مفاعل‭ ‬تشرنوبل‭ ‬وآثار‭ ‬الإشعاع‭ ‬النووي،‭ ‬ولديه‭ ‬شهادات‭ ‬إتمام‭ ‬التدريب‭ ‬لجراحة‭ ‬الصدر‭ ‬وجراحة‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬بمنظار‭. ‬ويطمح‭ ‬لإجراء‭ ‬أول‭ ‬عملية‭ ‬زراعة‭ ‬رئة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭. ‬

كانوا‭ ‬يلقبونه‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬سومي‭ ‬الأوكراني‭ ‬بالطبيب‭ ‬الملاك،‭ ‬وأحيانًا‭ ‬الطبيب‭ ‬القديس؛‭ ‬لإسهاماته‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المرضى‭. ‬‮«‬صحتنا‮»‬‭ ‬التقت‭ ‬به‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬معه‭.‬

 

ما‭ ‬سبب‭ ‬اختيارك‭ ‬مجال‭ ‬الطب‭ ‬واختيار‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بالتحديد؟‭ ‬

سبب‭ ‬اختياري‭ ‬مجال‭ ‬الطب‭ ‬هو‭ ‬خدمة‭ ‬الناس‭. ‬كنت‭ ‬أحب‭ ‬قراءة‭ ‬الموضوعات‭ ‬الطبية،‭ ‬حتى‭ ‬ألعابي‭ ‬وأنا‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الابتدائي‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬أشاهدها‭ ‬كانت‭ ‬برامج‭ ‬طبية‭. ‬وسبب‭ ‬اختياري‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬لأن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المشهود‭ ‬لها‭ ‬بالطب،‭ ‬وقدمت‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬ونلت‭ ‬القبول،‭ ‬فالتحقت‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وهناك‭ ‬انفتح‭ ‬لي‭ ‬مجال‭ ‬واسع‭ ‬بالمجال‭ ‬العلمي‭ ‬والدراسة‭ ‬والتخصص‭ ‬في‭ ‬الطب،‭ ‬وأشياء‭ ‬كثيرة‭ ‬تعلمتها‭ ‬وتعرفت‭ ‬على‭ ‬زملاء‭ ‬أطباء‭ ‬من‭ ‬الخارج‭.‬

وهنا‭ ‬تأخذني‭ ‬ذاكرتي‭ ‬إلى‭ ‬حفل‭ ‬تكریم‭ ‬الطلبة‭ ‬المتفوقین‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬العلاء‭ ‬الحضرمي‭ ‬الابتدائية‭ ‬للبنين‭ ‬وكلمة‭ ‬أستاذتي‭ ‬الفاضلة‭ ‬مدیرة‭ ‬المدرسة‭ ‬الأستاذة‭ ‬عائشة‭ ‬عبدالغني‭ ‬حفظها‭ ‬الله‭ ‬ورعاها‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬التكریم،‭ ‬وحثها‭ ‬لنا‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬العلم‭ ‬النافع‭ ‬أینما‭ ‬وجد‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬الأرض‭ ‬وجلب‭ ‬آخر‭ ‬ما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬من‭ ‬علم‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬والمتقدمة؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬مجتمع‭ ‬قوي‭ ‬ومحصن‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬حمایة‭ ‬نفسه،‭ ‬وتحقيق‭ ‬تقدمه‭ ‬وازدهاره‭ ‬لیواكب‭ ‬التقدم‭ ‬الحضاري‭. ‬وختمت‭ ‬كلامها‭ (‬أريدكم‭ ‬ترفعون‭ ‬علم‭ ‬بلادكم‭ ‬البحرین‭ ‬عالیًا‭ ‬أینما‭ ‬كنتم‭). ‬لقد‭ ‬تأثرت‭ ‬كثيرا‭ ‬بكلام‭ ‬مدرستي‭ ‬وعاهدت‭ ‬نفسي‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬كلامها‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة،‭ ‬فبعد‭ ‬التخرج‭ ‬من‭ ‬الثانوية‭ ‬توجهت‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬الطب‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الدراسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬في‭ ‬الجراحة‭ ‬والتخصصية‭ ‬في‭ ‬الجراحة‭ ‬الصدریة‭ ‬وجراحة‭ ‬الأورام‭.‬

عرفنا‭ ‬أنك‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬تخصصات‭ ‬نادرة،‭ ‬كيف‭ ‬اخترت‭ ‬القسم‭ ‬المناسب؟‭ ‬فمجال‭ ‬الطب‭ ‬به‭ ‬تخصصات‭ ‬عديدة،‭ ‬فلماذا‭ ‬اخترت‭ ‬قسم‭ ‬جراحة‭ ‬الأورام‭ ‬والصدر؟‭ ‬

هذا‭ ‬سؤال‭ ‬مهم؛‭ ‬وسبب‭ ‬اختياري‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬من‭ ‬البداية‭ ‬أعرف‭ ‬أن‭ ‬هذين‭ ‬التخصصين‭ ‬يحتاجان‭ ‬سنوات‭ ‬عدة‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬حتى‭ ‬تتخصص‭ ‬فيهما‭. ‬بداية‭ ‬حياتي‭ ‬درست‭ ‬الطب‭ ‬العام،‭ ‬وفي‭ ‬المرحلة‭ ‬الخامسة‭ ‬قبل‭ ‬مرحلة‭ ‬التخرج،‭ ‬وكما‭ ‬تعرفون‭ ‬دراسة‭ ‬الطب‭ ‬6‭ ‬سنوات،‭ ‬كان‭ ‬لدينا‭ ‬مقرر‭ ‬عن‭ ‬الأورام‭ ‬يدرس‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الجراحة،‭ ‬وكنت‭ ‬متفوقاً‭ ‬فيه،‭ ‬حيث‭ ‬حصدت‭ ‬أعلى‭ ‬درجة‭ ‬لطالب‭ ‬يحصل‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مادة‭ ‬الأورام‭. ‬فأحببت‭ ‬المادة‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أعشقها‭ ‬وأميل‭ ‬إليها‭ ‬ومتفوق‭ ‬فيها،‭ ‬والأطباء‭ ‬هناك‭ ‬متعاونون‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭.‬

وقتها‭ ‬كنت‭ ‬على‭ ‬اتصال‭ ‬دائم‭ ‬مع‭ ‬د‭. ‬عيسى‭ ‬أمين‭ ‬استشاري‭ ‬المسالك‭ ‬البولية‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬العسكري،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬شجعني‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬الطب‭ ‬وكنت‭ ‬دائمًا‭ ‬على‭ ‬تواصل‭ ‬معه‭.‬

فقبل‭ ‬دراسة‭ ‬الطب‭ ‬ذهبت‭ ‬لعيادة‭ ‬د‭. ‬عيسى‭ ‬أمين،‭ ‬وأخبرته‭ ‬أنني‭ ‬أريد‭ ‬دراسة‭ ‬الطب،‭ ‬وطلبت‭ ‬نصيحته،‭ ‬واستمعت‭ ‬لخبرته‭ ‬ونصائحه‭. ‬وكل‭ ‬سنة‭ ‬كنت‭ ‬أعود‭ ‬فيها‭ ‬للبحرين،‭ ‬كنت‭ ‬أحرص‭ ‬على‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬زيارته‭. ‬حتى‭ ‬تخرجت‭ ‬طبيبا‭ ‬عاما،‭ ‬وعندما‭ ‬عدت‭ ‬ذهبت‭ ‬مباشرة‭ ‬إليه‭ ‬إلى‭ ‬العيادة،‭ ‬أخبرته‭ ‬أنني‭ ‬أنهيت‭ ‬دراسة‭ ‬الطب‭ ‬العام‭ ‬وطلبت‭ ‬نصيحته‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬التخصص‭ ‬المناسب‭ ‬وسلمته‭ ‬شهادتي،‭ ‬وعندما‭ ‬عاين‭ ‬درجاتي‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الأورام‭ ‬وجدها‭ ‬مرتفعة‭ ‬فسألني‭ ‬عن‭ ‬ميولي،‭ ‬فأجبت‭ "‬جراحة‭ ‬الأورام‭". ‬فأخبرني‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬مهم‭ ‬جدًا‭ ‬ومطلوب‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬والبحرين‭ ‬محتاجة‭ ‬إلى‭ ‬جراح‭ ‬أورام‭. ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬موجودا‭ ‬جراح‭ ‬أورام،‭ ‬فكان‭ ‬قسم‭ ‬الجراحة‭ ‬العامة‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يجري‭ ‬عمليات‭ ‬جراحة‭ ‬الأورام،‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬جراح‭ ‬أورام‭ ‬وقسم‭ ‬جراحة‭ ‬أورام،‭ ‬فأخذت‭ ‬بنصيحته‭ ‬وتخصصت‭ ‬في‭ ‬جراحة‭ ‬الأورام،‭ ‬فعندما‭ ‬تنتهي‭ ‬من‭ ‬الجراحة‭ ‬العامة،‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬فرعي‭ ‬وهو‭ ‬جراحة‭ ‬الأورام،‭ ‬وأنهيت‭ ‬دراسة‭ ‬تخصص‭ ‬جراحة‭ ‬الأورام،‭ ‬وصادف‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬القسم‭ ‬هو‭ ‬جراح‭ ‬صدر‭ ‬وجراح‭ ‬أورام،‭ ‬فرغبت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬جراحة‭ ‬الصدر،‭ ‬وتخصصت‭ ‬في‭ ‬التخصص‭ ‬الفرعي‭ ‬الآخر‭ ‬جراحة‭ ‬الصدر،‭ ‬فالماجستير‭ ‬في‭ ‬جراحة‭ ‬الأورام‭ ‬والدكتوراه‭ ‬في‭ ‬الجراحة‭ ‬بالتخصص‭ ‬الفرع‭ (‬جراحة‭ ‬الصدر‭)‬،‭ ‬هما‭ ‬تخصصان‭ ‬نادران‭.‬

 

ما‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها؟‭ ‬

كانت‭ ‬أولى‭ ‬الصعوبات‭ ‬التأقلم‭ ‬مع‭ ‬الجو‭ ‬البارد‭ ‬هناك،‭ ‬فكما‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬الجو‭ ‬عندنا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬حار،‭ ‬وأول‭ ‬ما‭ ‬فاجأني‭ ‬الجو،‭ ‬وحين‭ ‬وصلت‭ ‬كان‭ ‬باردا‭ ‬جدا‭. ‬ولغة‭ ‬البلد‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أعرفها،‭ ‬فالناس‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬يتحدثون‭ ‬باللغة‭ ‬الروسية‭ ‬والأوكرانية،‭ ‬كنت‭ ‬لا‭ ‬أجيدها‭ ‬وواجهت‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬دراستي،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الدراسة‭ ‬باللغة‭ ‬الروسية،‭ ‬فالتحقت‭ ‬لدراسة‭ ‬اللغة‭ ‬الروسية،‭ ‬وبعدها‭ ‬التحقت‭ ‬لدراسة‭ ‬الطب،‭ ‬فاللغة‭ ‬كانت‭ ‬إحدى‭ ‬الصعوبات،‭ ‬فكنت‭ ‬بجانب‭ ‬قراءة‭ ‬الكتب‭ ‬الطبية‭ ‬باللغة‭ ‬الروسية‭ ‬أقرا‭ ‬أيضًا‭ ‬الكتب‭ ‬الطبية‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كنت‭ ‬أجد‭ ‬صعوبة‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬الممارسة‭ ‬تعتاد‭.‬

 

كم‭ ‬استغرقت‭ ‬مدة‭ ‬الدراسة؟‭ ‬

مدة‭ ‬الدراسة‭ ‬كانت‭ ‬13‭ ‬سنة‭ ‬حصلت‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬الطب‭ ‬العام‭ ‬والماجستير‭ ‬في‭ ‬الجراحة‭ ‬العامة‭ ‬وماجستير‭ ‬جراحة‭ ‬الأورام‭ ‬والدكتوراه‭ ‬في‭ ‬الجراحة‭ ‬التخصصية‭ (‬جراحة‭ ‬الصدر‭).‬

هل‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا؟‭ ‬

نعم‭ ‬عملت‭ ‬لمدة‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬أستاذا‭ ‬جامعيا‭ ‬ومحاضرا‭ ‬وأستاذا‭ ‬وطبيبا‭ ‬استشاريا‭ ‬في‭ ‬جراحة‭ ‬الأورام‭ ‬وجراحة‭ ‬الصدر‭ ‬وأجري‭ ‬عمليات،‭ ‬وعملت‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬البحوث‭.‬

 

ما‭ ‬أهم‭ ‬إنجازاتك‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا؟‭ ‬

عملت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬وأجريت‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬‮٣٠٠٠‬‭ ‬عملية‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬الجراحة‭ ‬الصدرية‭ ‬وجراحة‭ ‬الأورام،‭ ‬وقمت‭ ‬بتدريس‭ ‬طلاب‭ ‬السنة‭ ‬الخامسة‭ ‬مادة‭ ‬الأورام‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الأورام‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬سوم‭ ‬الحكومية،‭ ‬وكنت‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬الفريق‭ ‬العلمي‭ ‬الجراحي‭ ‬ومحاضرا‭ ‬وأستاذا‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الجراحة‭ ‬والأورام‭ ‬في‭ ‬الجامعة،‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬أعمل‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬وقيادة‭ ‬وتوجيه‭ ‬الجراحين‭ ‬الجدد‭ ‬والأطباء‭ ‬المقيمين‭ ‬بتخصص‭ ‬الجراحة‭ ‬والأورام،‭ ‬وكنت‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬بقسم‭ ‬الجراحة‭. ‬

لدي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬بحوث‭ ‬طبية‭ ‬عالمية‭ ‬في‭ ‬الجراحة‭ ‬تحت‭ ‬تخصص‭ ‬جراحة‭ ‬الأورام‭ ‬نشرت‭ ‬عالميًا‭ ‬ومعترف‭ ‬بها‭ ‬طبيًا‭ ‬مع‭ ‬براءة‭ ‬اختراع‭ ‬في‭ ‬الجراحة،‭ ‬وبراءة‭ ‬الاختراع‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الصمغ‭ ‬في‭ ‬الجراحة،‭ ‬وهذا‭ ‬الصمغ‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬في‭ ‬التئام‭ ‬الجرح‭ ‬وعدم‭ ‬حدوث‭ ‬الالتهابات‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬الجراحة‭ ‬والمضاعفات،‭ ‬وأثمرت‭ ‬نجاح‭ ‬عمليات‭ ‬كثيرة،‭ ‬بجانب‭ ‬وضع‭ ‬معادلة‭ ‬رياضية‭ ‬لحساب‭ ‬المشكلات‭ ‬والمضاعفات‭ ‬في‭ ‬الجراحة،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬العمليات‭ ‬المتضمنة‭ ‬براءة‭ ‬اختراع،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬تجرى‭ ‬على‭ ‬الرئة‭ ‬والقولون،‭ ‬والطريقة‭ ‬التي‭ ‬استخدمتها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الجراحة‭ ‬في‭ ‬براءة‭ ‬الاختراع‭ ‬كانت‭ ‬محل‭ ‬اهتمام‭ ‬بالغ‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وبحوثي‭ ‬موثقة‭ ‬في‭ ‬المكتبة‭ ‬الأوكرانية‭.‬

وكوني‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬الفريق‭ ‬العلمي‭ ‬الجراحي‭ ‬ولدي‭ ‬براءة‭ ‬اختراع‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬بروفيسور‭ ‬وعالم‭ ‬في‭ ‬الجراحة،‭ ‬وهي‭ ‬أعلى‭ ‬درجة‭ ‬ورتبة‭ ‬علمية‭ ‬ومهنية‭ ‬وأكاديمية‭ ‬يحصل‭ ‬عليها‭ ‬طبيب‭ ‬أجنبي‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وشرفت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬المؤتمرات‭ ‬التي‭ ‬تجرى‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وعلم‭ ‬البحرين‭ ‬كان‭ ‬مرفوعا‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬كوني‭ ‬أول‭ ‬طبيب‭ ‬بحريني‭.‬

وساهمت‭ ‬أيضا‭ ‬هناك‭ ‬مع‭ ‬الكادر‭ ‬الطبي‭ ‬الأوكراني‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬كادر‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬وأطباء‭ ‬من‭ ‬ألمانيا‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان‭ ‬المتضررين‭ ‬من‭ ‬انفجار‭ ‬مفاعل‭ ‬تشرنوبل‭ ‬وآثار‭ ‬الإشعاع‭ ‬النووي،‭ ‬والمفاعل‭ ‬تشرنوبل‭ ‬انفجر‭ ‬العام‭ ‬1986‭ ‬وهذا‭ ‬الانفجار‭ ‬سبب‭ ‬أضرارا‭ ‬وآثارا‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬هذه‭ ‬والناس،‭ ‬فكان‭ ‬عملا‭ ‬إنسانيا‭ ‬أن‭ ‬نعالج‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان‭. ‬وكون‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أطباء‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬وألمانيا‭ ‬هذا‭ ‬خلق‭ ‬لي‭ ‬فرصة‭ ‬لتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والتعلم‭ ‬منهم،‭ ‬فكانت‭ ‬فرصة‭ ‬للتدرب‭ ‬وكسب‭ ‬الخبرات،‭ ‬ومساهمتي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬العمليات،‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬طفلة‭ ‬أجدادها‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬عاشوا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬وكان‭ ‬عند‭ ‬البنت‭ ‬سرطان‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬بسبب‭ ‬الإشعاعات‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬آثار‭ ‬في‭ ‬الجيل‭ ‬الثالث‭ ‬والبنت‭ ‬كان‭ ‬عمرها‭ ‬14‭ ‬سنة‭.‬

ومن‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬أذكر‭ ‬أنني‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬دراستي‭ ‬وحتى‭ ‬بعد‭ ‬عودتي‭ ‬للبحرين‭ ‬لم‭ ‬أتوقف‭ ‬عن‭ ‬التدريب،‭ ‬فذهبت‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬للتعلم‭ ‬والتدرب‭ ‬على‭ ‬جهاز‭ ‬دافنشسي‭ ‬للجراحة‭ ‬الروبوتية‭ ‬للجراحة‭ ‬في‭ ‬الصدر،‭ ‬وأنا‭ ‬حاليًا‭ ‬أول‭ ‬طبيب‭ ‬بحريني‭ ‬أتدرب‭ ‬على‭ ‬الجراحة‭ ‬الروبوتية‭ ‬في‭ ‬جراحة‭ ‬الصدر‭.‬

وأتطلع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬جهاز‭ ‬دافنشسي‭ ‬للجراحة‭ ‬الروبوتية‭ ‬في‭ ‬جراحة‭ ‬الصدر‭ ‬موجودا‭ ‬في‭ ‬البحرين؛‭ ‬حتى‭ ‬يتاح‭ ‬لنا‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬جراحة‭ ‬الصدر،‭ ‬وهذه‭ ‬الجراحة‭ ‬متوافرة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬ومتوافرة‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬حديثا،‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬توفيره‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

 

ما‭ ‬جهودكم‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا؟‭ ‬

كنت‭ ‬أبذل‭ ‬كل‭ ‬جهدي‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الأرواح،‭ ‬فمعاناة‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان‭ ‬كبيرة‭ ‬ومؤلمة،‭ ‬ويحتاجون‭ ‬لعلاج‭ ‬نفسي‭ ‬وجراحي،‭ ‬وأتابع‭ ‬المرضى‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬اضطرني‭ ‬الذهاب‭ ‬لمنزلهم،‭ ‬وأحيانًا‭ ‬تكون‭ ‬مساعدات‭ ‬خيرية‭ ‬للأطفال‭ ‬في‭ ‬العلاج،‭ ‬فكما‭ ‬تعرف‭ ‬علاج‭ ‬السرطان‭ ‬مكلف،‭ ‬فمن‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬تحمل‭ ‬تكاليف‭ ‬العمليات‭ ‬وذوو‭ ‬الاحتياجات‭ ‬بنفسي‭ ‬أتكفل‭ ‬بإجراء‭ ‬العملية‭ ‬وبعلاجهم،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬بمقدوري‭ ‬أتكفل‭ ‬بمصروف‭ ‬الأدوية‭ ‬سواء‭ ‬بمدخولي‭ ‬أو‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭. ‬كنت‭ ‬أجري‭ ‬العمليات‭ ‬الجراحية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مقابل‭ ‬للمرضى‭ ‬المحتاجين‭ ‬لوجه‭ ‬الله‭ ‬ولداعي‭ ‬الإنسانية،‭ ‬فالطب‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬خدمة‭ ‬إنسانية‭.‬

تحدث‭ ‬عن‭ ‬تجربتك‭ ‬في‭ ‬التدريب؟‭ ‬

كنت‭ ‬أعمل‭ ‬في‭ ‬الجامعة،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬المهام‭ ‬على‭ ‬عاتقي‭ ‬تدريب‭ ‬الأطباء‭ ‬الذين‭ ‬سيتخصصون‭ ‬في‭ ‬الجراحة‭ ‬في‭ ‬الأورام‭ ‬أو‭ ‬الصدر،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬عبر‭ ‬إلقاء‭ ‬المحاضرات‭ ‬والإشراف‭ ‬على‭ ‬تدريبهم،‭ ‬وكذلك‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬أساليب‭ ‬التدريب‭ ‬تمكين‭ ‬الأطباء‭ ‬من‭ ‬مشاهدة‭ ‬العمليات‭ ‬الجراحية‭ ‬مباشرةً‭ ‬من‭ ‬مستشفيات‭ ‬جامعية‭ ‬عالمية‭ ‬لتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والتعليم،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬التخصصات‭ ‬الجراحية‭ ‬النادرة‭ ‬متاحا‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬حتى‭ ‬نثري‭ ‬بالتطور‭ ‬الجراحي‭ ‬فنكون‭ ‬مواكبين‭ ‬للتطور‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬دائمًا‭.‬

عملت‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬علم‭ ‬الأوبئة‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الجراحة‭ ‬الصدرية‭ ‬وعالجت‭ ‬حالات‭ ‬حرجة‭ ‬متعلقة‭ ‬بنقص‭ ‬الأكسجين‭ ‬والتهاب‭ ‬الصدر‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬سومي‭ ‬قسم‭ ‬الجراحة‭ ‬سنة‭ ‬2008‭ ‬إلى‭ ‬2015‭ ‬

 

كما‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬ناءٍ‭ ‬لمرضى‭ ‬السل،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬مرض‭ ‬السل‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬الأوبئة‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬نائية‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬ينتشر؛‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المستشفى‭ ‬حالات‭ ‬التهاب‭ ‬الصدر‭ ‬وسائل‭ ‬تحت‭ ‬الرئة،‭ ‬فمنحتني‭ ‬التجربة‭ ‬والخبرة‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬الأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالصدر‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭. ‬لدي‭ ‬شهادات‭ ‬إتمام‭ ‬التدريب‭ ‬لجراحة‭ ‬الصدر‭ ‬وجراحة‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬بمنظار‭. ‬وهذه‭ ‬طريقة‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬تجرى‭ ‬ولا‭ ‬تترك‭ ‬أثرا،‭ ‬وهي‭ ‬عملية‭ ‬ممتازة‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تبقي‭ ‬أثرا،‭ ‬فعادة‭ ‬عمليات‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬تكون‭ ‬بفتح‭ ‬أسفل‭ ‬الرقبة‭ ‬وتخاط‭ ‬بطريقة‭ ‬تجميلية؛‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬أثر؛‭ ‬ولكن‭ ‬عملية‭ ‬جراحة‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬بالمنظار‭ ‬طريقة‭ ‬جدًا‭ ‬مميزة‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يبقى‭ ‬أثر‭.‬

عمليات‭ ‬المنظار‭ ‬تجرى‭ ‬لمن‭ ‬لديه‭ ‬ورم‭ ‬حميد؛‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬سرطان‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬لا‭ ‬تحبذ‭ ‬ولا‭ ‬تناسبهم‭ ‬هذه‭ ‬العملية؛‭ ‬لأنه‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مكان‭ ‬انتشار‭ ‬للسرطان‭ ‬فيحتاجون‭ ‬للطرق‭ ‬التقليدية،‭ ‬وأما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الورم‭ ‬حميدا‭ ‬أو‭ ‬تضخما‭ ‬والأنواع‭ ‬الأخرى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تجرى‭ ‬هذه‭ ‬العملية،‭ ‬وتترك‭ ‬أثرا‭ ‬نفسيا‭ ‬طيبا،‭ ‬ومن‭ ‬إيجابيتها‭ ‬أن‭ ‬الغدد‭ ‬جارات‭ ‬الدرقية‭ ‬لا‭ ‬تتأثر،‭ ‬فجراحة‭ ‬المنظار‭ ‬نستطيع‭ ‬القول‭ ‬إنها‭ ‬بشرى‭ ‬وأمل‭ ‬لمرضى‭ ‬تضخم‭ ‬الغدة‭ ‬الدرقية‭ ‬والورم‭ ‬الحميد‭. ‬

 

بعد‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬الطويلة‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬العلاج،‭ ‬والتدرج‭ ‬العلمي‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬لدرجة‭ ‬بروفيسور،‭ ‬ماذا‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬إلى‭ ‬البحرين؟‭ ‬

البحرين‭ ‬مهما‭ ‬تقدم‭ ‬لها‭ ‬لا‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬توفي‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الخير‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬لنا،‭ ‬ولكن‭ ‬أسعى‭ ‬وأود‭ ‬أن‭ ‬أقدم‭ ‬لها‭ ‬خبرتي‭ ‬التي‭ ‬تعلمتها‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التخصص‭ ‬في‭ ‬جراحة‭ ‬الأورام‭ ‬وجراحة‭ ‬الصدر‭ ‬وأساهم‭ ‬برفع‭ ‬وتطور‭ ‬المنظومة‭ ‬الطبية‭ ‬الجراحية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬زملائي‭ ‬الأطباء،‭ ‬وأساهم‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬الأطباء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التخصص،‭ ‬والبحرين‭ ‬دائما‭ ‬سباقة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأمور‭.‬

وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬أستطيع‭ ‬إجراء‭ ‬عملية‭ ‬جراحة‭ ‬الرئة‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬الإنجازات‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬يشكر‭ ‬عليها‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬جائحة‭ ‬وباء‭ ‬كورونا،‭ ‬فأتمنى‭ ‬أن‭ ‬تتاح‭ ‬لي‭ ‬الفرصة‭ ‬ونعمل‭ ‬معًا‭ ‬مع‭ ‬قسم‭ ‬جراحة‭ ‬الصدر‭ ‬على‭ ‬تجهيز‭ ‬طاقم‭ ‬مؤهل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عال‭ ‬من‭ ‬الكفاءة‭ ‬حتى‭ ‬نستطيع‭ ‬إجراء‭ ‬هذه‭ ‬العملية،‭ ‬فإذا‭ ‬وصلنا‭ ‬لهذا‭ ‬المستوى‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬عندنا‭ ‬جهاز‭ ‬الروبوت‭ ‬بجانب‭ ‬أننا‭ ‬نستطيع‭ ‬إجراء‭ ‬عملية‭ ‬زراعة‭ ‬الرئة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬فستكون‭ ‬أول‭ ‬زراعة‭ ‬رئة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬فأتمنى‭ ‬أن‭ ‬تتاح‭ ‬الفرصة‭.‬

 

وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬تتاح‭ ‬الفرصة‭ ‬كذلك‭ ‬لمواكبة‭ ‬عمل‭ ‬الخير‭ ‬مع‭ ‬المؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬خصوصًا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬سباقة‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬الخير،‭ ‬وأن‭ ‬يتاح‭ ‬لنا‭ ‬إجراء‭ ‬العمليات‭ ‬لمرضى‭ ‬السرطان‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فقط‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬خارج‭ ‬البحرين،‭ ‬فهذا‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان،‭ ‬ونتعاون‭ ‬مع‭ ‬المؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬عمليات‭ ‬لمرضى‭ ‬السرطان‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬التكفل‭ ‬بهذه‭ ‬العمليات‭ ‬كعمل‭ ‬خيري،‭ ‬خصوصًا‭ ‬هناك‭ ‬أطفال‭. ‬وأشكر‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬قرينة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬على‭ ‬دعمها‭ ‬الدائم‭ ‬لمرضى‭ ‬السرطان،‭ ‬وهي‭ ‬الرئيسة‭ ‬الفخرية‭ ‬لجمعية‭ ‬البحرين‭ ‬لمكافحة‭ ‬السرطان،‭ ‬ودعمها‭ ‬اللا‭ ‬محدود،‭ ‬وقد‭ ‬حضرت‭ ‬المؤتمر‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬السادس‭ ‬للسرطان‭ ‬بدعوة‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬د‭. ‬عبدالرحمن‭ ‬فخرو‭ ‬استشاري‭ ‬الجراحة‭ ‬العامة‭ ‬ورئيس‭ ‬الجمعية‭.‬

كونك‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الإنساني،‭ ‬هل‭ ‬مرت‭ ‬عليك‭ ‬قصة‭ ‬إنسانية‭ ‬مؤثرة‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬ذاكرتك؟‭ ‬

أتذكر‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬طبيب‭ ‬جراحة‭ ‬أورام‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬الأورام،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مذيعة‭ ‬من‭ ‬التلفزيون‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬موجودة‭ ‬لإجراء‭ ‬لقاء،‭ ‬وبعد‭ ‬إجراء‭ ‬اللقاء‭ ‬كانت‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬والدها،‭ ‬وتقول‭ ‬إنه‭ ‬متعب‭ ‬ويعاني‭ ‬من‭ ‬سرطان‭ ‬الحنجرة،‭ ‬وهناك‭ ‬دواء‭ ‬للعلاج‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬متوافرا‭ ‬حينها‭ ‬في‭ ‬الصيدلية،‭ ‬فسمع‭ ‬طلاب‭ ‬الطب‭ ‬حديثها‭ ‬فأخبروها‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬طبيبا‭ ‬جراح‭ ‬أورام‭ ‬في‭ ‬السكن‭ ‬الجامعي‭ ‬قد‭ ‬يستطيع‭ ‬مساعدتها،‭ ‬فطلبت‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يرشدونها‭ ‬إليه،‭ ‬فأرشدوها‭ ‬لمكان‭ ‬سكني،‭ ‬وطرقت‭ ‬الباب‭ ‬وكنت‭ ‬مندهشًا‭ ‬لكون‭ ‬هذه‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬يطرق‭ ‬الباب‭ ‬شخص‭ ‬غريب،‭ ‬فأخبرتني‭ ‬أنهم‭ ‬أخبروها‭ ‬أنني‭ ‬جراح‭ ‬أورام‭ ‬فوالدها‭ ‬مريض‭ ‬ويعاني‭ ‬من‭ ‬السرطان‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬علاج،‭ ‬والعلاج‭ ‬غير‭ ‬متوافر‭ ‬حاليا،‭ ‬وسألتني‭ ‬هل‭ ‬أستطيع‭ ‬مساعدتها،‭ ‬فأبديت‭ ‬موافقتي‭. ‬

في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬ذهبت‭ ‬للمستشفى‭ ‬ووفرت‭ ‬العلاج‭ ‬الذي‭ ‬طلبته‭ ‬واتصلت‭ ‬لها‭ ‬بعد‭ ‬يومين‭ ‬وحضرت‭ ‬المستشفى‭ ‬وسلمتها‭ ‬العلاج‭ ‬مجانا‭ ‬وشكرتني‭. ‬مرت‭ ‬الأيام‭ ‬ووردني‭ ‬اتصال‭ ‬وذهبت‭ ‬للمستشفى‭ ‬فصادف‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬البنت‭ ‬ذاتها،‭ ‬أمها‭ ‬أصيبت‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي‭ ‬وعاينتها‭ ‬وأجريت‭ ‬العملية‭ ‬لها‭ ‬مجانا‭ ‬والعلاج‭ ‬كان‭ ‬كله‭ ‬بالفحوصات‭ ‬وتكفلت‭ ‬لها‭ ‬بالعلاج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تشافت‭ ‬وكنت‭ ‬وقتها‭ ‬أستعد‭ ‬للدكتوراه،‭ ‬وكانت‭ ‬والدة‭ ‬البنت‭ ‬تدعو‭ ‬لي‭ ‬بالتوفيق‭ ‬في‭ ‬الدكتوراه‭ ‬بعدما‭ ‬أجريت‭ ‬العملية‭ ‬وتشافت‭ ‬المريضة‭.‬

بعد‭ ‬أشهر‭ ‬كان‭ ‬عندي‭ ‬مناقشة‭ ‬رسالة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬وكنت‭ ‬سأقدمها‭ ‬بعد‭ ‬5‭ ‬أيام‭. ‬ولكي‭ ‬تقدم‭ ‬الدكتوراه‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬ترتدي‭ ‬‮«‬بدلة‮»‬،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬عندي‭ ‬واحدة‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬عندي‭ ‬القدرة‭ ‬المالية‭ ‬لشرائها،‭ ‬وكان‭ ‬عندي‭ ‬بدلتي‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬طبيبا‭ ‬عاما،‭ ‬وكانت‭ ‬صغيرة‭. ‬كانت‭ ‬علاقتي‭ ‬وطيدة‭ ‬بالمرضى‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬شفائهم،‭ ‬فاتصلت‭ ‬بي‭ ‬والدة‭ ‬الإعلامية‭ ‬وسألت‭ ‬عن‭ ‬أحوالي‭ ‬وطلبت‭ ‬مني‭ ‬أن‭ ‬أزورها‭ ‬عند‭ ‬البيت‭ ‬وأعطتني‭ ‬العنوان‭ ‬وذهبت،‭ ‬ونزلت‭ ‬لي‭ ‬ابنتها،‭ ‬وقالت‭ ‬لي‭ ‬إن‭ ‬أمها‭ ‬تقول‭ ‬إنني‭ ‬لم‭ ‬أقبل‭ ‬أن‭ ‬أقبض‭ ‬أي‭ ‬ثمن‭ ‬للعلاج‭ ‬وساعدتها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تشافت‭ ‬وإنهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬كيف‭ ‬يشكروني،‭ ‬فأخبرتهم‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬للشكر‭ ‬فهذا‭ ‬عمل‭ ‬إنساني‭ ‬وأنا‭ ‬أخدم‭ ‬الناس‭ ‬وأعالجهم‭ ‬ولم‭ ‬أعمل‭ ‬إلا‭ ‬الواجب،‭ ‬فأخبرتني‭ ‬بأن‭ ‬نذهب‭ ‬إلى‭ ‬السوق،‭ ‬فذهبت‭ ‬معها‭ ‬وتفاجأت‭ ‬عندما‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬محل‭ ‬بدلات‭ ‬وأن‭ ‬أمها‭ ‬أوصتها‭ ‬أن‭ ‬تشتري‭ ‬لي‭ ‬بدلة‭ ‬وتريد‭ ‬مني‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬في‭ ‬أبهى‭ ‬صورة‭ ‬أثناء‭ ‬مناقشة‭ ‬الدكتوراه،‭ ‬كوني‭ ‬كنت‭ ‬وحيدًا‭ ‬ومغتربًا‭. ‬أخبرتهم‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬لهذا‭ ‬ومع‭ ‬إصرارها‭ ‬قبلت‭ ‬الهدية،‭ ‬وأخبرتني‭ ‬أنهم‭ ‬فخورين‭ ‬بي‭. ‬ذهبت‭ ‬وناقشت‭ ‬الدكتوراه،‭ ‬وهذا‭ ‬موقف‭ ‬محفور‭ ‬في‭ ‬ذاكرتي‭ ‬وما‭ ‬زلت‭ ‬محتفظا‭ ‬بالبدلة‭. ‬

وقصة‭ ‬إنسانية‭ ‬أخرى‭ ‬لبنت‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬سرطان‭ ‬الجلد‭ ‬في‭ ‬اليد‭ ‬والأطباء‭ ‬قرروا‭ ‬بتر‭ ‬يدها‭. ‬فحصت‭ ‬الحالة‭ ‬واستطعت‭ ‬تفادي‭ ‬بتر‭ ‬يدها‭ ‬وشفيت‭ ‬تماما،‭ ‬بحيث‭ ‬عالجنا‭ ‬الجزء‭ ‬المصاب‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬البتر‭. ‬طلبت‭ ‬مني‭ ‬البنت‭ ‬أن‭ ‬أكتب‭ ‬لها‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬عبارات‭ ‬حتى‭ ‬تتذكرني‭ ‬عند‭ ‬رجوعي‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬فتظل‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬ذكرى‭ ‬جميلة‭. ‬وعندما‭ ‬رجعت‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬ظلت‭ ‬تتواصل‭ ‬معي‭. ‬والبنت‭ ‬الآن‭ ‬عادت‭ ‬لحياتها‭ ‬الطبيعية‭ ‬وتزوجت‭.‬

 

هل‭ ‬اهتم‭ ‬الإعلام‭ ‬الأوكراني‭ ‬بك‭ ‬كونك‭ ‬طالبا‭ ‬وطبيبا‭ ‬أجنبيا‭ ‬له‭ ‬إسهامات‭ ‬علمية‭ ‬وإنسانية‭ ‬وبتفوق؟‭ ‬

أذكر‭ ‬وقت‭ ‬رجوعي‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬للتدرب‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬جراحات‭ ‬الروبوت،‭ ‬خرجت‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬وكنت‭ ‬معروفا‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬كوني‭ ‬الطبيب‭ ‬الأجنبي‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬الذي‭ ‬يعالج‭ ‬في‭ ‬جراحة‭ ‬الأورام،‭ ‬فالتقتني‭ ‬هناك‭ ‬بالصدفة‭ ‬مذيعتان‭ ‬من‭ ‬التلفزيون‭ ‬الأوكراني‭ ‬وأجرتا‭ ‬لقاء‭ ‬مباشرا‭ ‬وتحدثتا‭ ‬عن‭ ‬طبيب‭ ‬بحريني‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬خدم‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬7‭ ‬سنين،‭ ‬كان‭ ‬أستاذا‭ ‬وطبيبا‭ ‬وأجرى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬وساهم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ونفتخر‭ ‬كونه‭ ‬طبيبا‭ ‬درس‭ ‬وتخرج‭ ‬وعمل‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بإخلاص‭ ‬وتفان‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬المرضى‭.‬

 

ما‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬المجتمع‭ ‬الأوكراني‭ ‬كونك‭ ‬طبيبا‭ ‬أجنبيا‭ ‬يقدم‭ ‬خدمات‭ ‬إنسانية؟‭ ‬

كانوا‭ ‬يلقبوني‭ ‬بالطبيب‭ ‬الملاك‭ ‬وأحيانًا‭ ‬الطبيب‭ ‬القديس،‭ ‬ويحترموني‭ ‬مع‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان،‭ ‬حتى‭ ‬الأكل‭ ‬يجلبونه‭ ‬لي‭ ‬من‭ ‬مزارعهم‭..‬‭ ‬أتذكر‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المرات‭ ‬سألتني‭ ‬مريضة‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬سكني،‭ ‬فأخبرتها‭ ‬أنه‭ ‬سكن‭ ‬الجامعة،‭ ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬تفاجأت‭ ‬أن‭ ‬صالة‭ ‬الاستقبال‭ ‬بالسكن‭ ‬اتصلوا‭ ‬بي‭ ‬وأخبروني‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شخصا‭ ‬في‭ ‬الأسفل‭ ‬ينتظرني،‭ ‬فنزلت‭ ‬وتفاجأت‭ ‬بالمريضة‭ ‬ومعها‭ ‬خضروات‭ ‬وفواكه‭ ‬من‭ ‬مزرعتها‭ ‬وقالت‭ ‬‮«‬أنت‭ ‬وحيد‭ ‬وبعيد‭ ‬عن‭ ‬أمك‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وأنت‭ ‬تساعدنا‭ ‬دون‭ ‬مقابل،‭ ‬فأتمنى‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬مزرعتنا‮»‬،‭ ‬فشكرتها‭ ‬وهي‭ ‬كانت‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬وخجلت‭ ‬لأنها‭ ‬قطعت‭ ‬المسافة‭ ‬لتوصل‭ ‬لي‭ ‬هذا‭.‬

المجتمع‭ ‬الأوكراني‭ ‬يقدرني‭ ‬كطبيب‭ ‬كثيرًا‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬سومي‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وكانوا‭ ‬دائمًا‭ ‬يستضيفونني‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭ ‬ويثون‭ ‬على‭ ‬إسهاماتي‭ ‬الطبية‭ ‬والإنسانية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وما‭ ‬زالوا‭ ‬ومع‭ ‬كوني‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يبعثون‭ ‬لي‭ ‬رسائل‭ ‬ويطلبون‭ ‬استشارت،ي‭ ‬وكذلك‭ ‬الطلاب‭ ‬ممن‭ ‬درستهم‭ ‬يرسلون‭ ‬لي‭ ‬الحالات‭ ‬للاستشارة‭.‬