+A
A-
الإثنين 10 يناير 2011
ملاعب ليست للكرة
اللعبـــة الشعبيـــة الأولـــى فــي العالـــم “غريبـــة” فـــي أستراليـــا
بعد ستة أيام من التجول في مدينة وولنغونغ شاهدت أخيراً كرة القدم تركل. أربعة أطفال يلعبون الكرة على الشاطئ. أكثر من 284 ألف نسمة يسكنون في هذه المدينة الأسترالية التي تقع بين العاصمة الإدارية كانبيرا والعاصمة الاقتصادية سيدني. كانت المدينة مشغولة لحظة وصولي يوم الأحد 26 ديسمبر 2010 بمباريات التحدي في الكريكيت بين أستراليا وإنجلترا. شاشات التلفاز في مطار سيدني تنقل إحدى هذه المباريات، و»إلين» سائق التاكسي الأسترالي كان مشغولاً بمتابعة المباراة عبر راديو السيارة دون أن يحاول إزعاجنا.
يجب حسم المباريات الخمس التي تستضيفها أستراليا هذه المرة لصالح أحد المنتخبين. الخبر الرياضي الأول في كل نشرة عن هذه المباريات، ولكن لا أخبارَ عن كرة القدم.
لعبة الرجبي تنافس الكريكيت هنا، بل تتفوق عليها. شباب وولنغونغ المليئة بالملاعب الخضراء متيَّمون بلعبة الرجبي. في إحدى حدائق المدينة توقف أربعة شبان وفتاة للعب، في الحقيقة الفتاة الشقراء التي كانت ترتدي سروالاً قصيراً جداً بسبب ارتفاع درجة الحرارة، جلست تتابع أصدقاءها. الكرة «المحدبة» تتهادى بين الأربعة الذين انقسموا إلى فريقين. كانت مباراة أشبه بالتمرين، على عكس ما نشاهده في مباريات هذه اللعبة الحافلة بالخشونة والإصابات.
استمر شغفي بالبحث عن اللعبة الشعبية الأولى في العالم التي هي بالتأكيد ليست كذلك هنا. في أحد منازل المدينة تحدثت مع «تايسون» صاحب الأعوام الأربعة. الطفل الذي لا يمكن أن يكون أسترالياً، إنه يملك كرة قدم صغيرة رُسم عليها شعار منتخب إسبانيا تحت كلمة «أبطال» بالإسبانية، إضافة إلى كرتي رجبي.
دفعتني كرة القدم لسؤال «تايسون» فيما إذا كان يحب أن يلعب معي بها، لكنه قال (لا) بطريقة توحي وكأنه لا شأنَ له بهذه اللعبة. بعد يومين تمكنت من إقناعه، ذهبنا للعب الكرة لكن بـ»اليد» وليس بالقدم!! فهو يعرف كيف يلعب الرجبي بقدمه، لكن كرة القدم لديه تلعب باليد.
والده الشاب لم يكن أكثر حماسة، فهو لا يتابع الدوري الإسباني ولا الإيطالي، ويقول إنه يتابع الدوري الإنجليزي قليلاً، ولكنه وكما يبدو من كلامه أنه لا يعرف شيئاً عن هذه المسابقة أيضاً. طلبت منه أن يدلني على قناة تنقل مسابقات كرة القدم الأوروبية في تلفازه، لكنه وبعد بحث طويل سلم أمره قائلا: «لا أعلم».
عندما بحثت بنفسي وجدت أن قناة (One HD Wollongong) تنقل أحداثاً رياضية، أغلبها مباريات الكريكيت. في فترة الظهيرة تهتم هذه القناة بنقل دوري كرة السلة الأمريكي والمحلي، لكني وبالمصادفة تمكنت من متابعة برنامج عن مباريات آرسنال في الدوري الإنجليزي كان يبث عند الساعة العاشرة والنصف ليلاً بالتوقيت المحلي، وهو وقت النوم بالنسبة لمعظم السكان هنا.
أستراليا ترشحت لاستضافة مونديال كرة القدم لعام 2022، ولكنها خرجت من المنافسة لصالح قطر، وقرار اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للعبة يبدو صائباً؛ ليس لأن قطر كانت الخيار، بل لاستبعاد أستراليا الدولة التي انضمت قبل خمس سنوات فقط إلى الاتحاد الآسيوي، أملاً في تطوير كرتها من خلال الاحتكاك مع دول تهتم بكرة القدم. أستراليا تبدأ اليوم مشاركتها في كأس أمم آسيا المقامة في قطر نفسها، وتأمل أن توفق هذه المرة في تحقيق نتيجة أفضل من الخروج من ربع النهائي كما حدث في أمم آسيا 2007.
التجول ممتع في وسط مدينة وولنغونغ، فهناك أماكن كثيرة بإمكانك الذهاب إليها باستخدام الحافلات المجانية. في أحد المجمعات شاهدت مراهقاً يرتدي قميص نجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي، فبدا لي حينها أني لست الوحيد هنا الذي يستمتع بارتداء قمصان أندية كرة القدم، وعادت ذاكرتي إلى الأطفال الذين كانوا يلعبون كرة القدم على خشبات مرمى خصص للعبة الرجبي.
يجب حسم المباريات الخمس التي تستضيفها أستراليا هذه المرة لصالح أحد المنتخبين. الخبر الرياضي الأول في كل نشرة عن هذه المباريات، ولكن لا أخبارَ عن كرة القدم.
لعبة الرجبي تنافس الكريكيت هنا، بل تتفوق عليها. شباب وولنغونغ المليئة بالملاعب الخضراء متيَّمون بلعبة الرجبي. في إحدى حدائق المدينة توقف أربعة شبان وفتاة للعب، في الحقيقة الفتاة الشقراء التي كانت ترتدي سروالاً قصيراً جداً بسبب ارتفاع درجة الحرارة، جلست تتابع أصدقاءها. الكرة «المحدبة» تتهادى بين الأربعة الذين انقسموا إلى فريقين. كانت مباراة أشبه بالتمرين، على عكس ما نشاهده في مباريات هذه اللعبة الحافلة بالخشونة والإصابات.
استمر شغفي بالبحث عن اللعبة الشعبية الأولى في العالم التي هي بالتأكيد ليست كذلك هنا. في أحد منازل المدينة تحدثت مع «تايسون» صاحب الأعوام الأربعة. الطفل الذي لا يمكن أن يكون أسترالياً، إنه يملك كرة قدم صغيرة رُسم عليها شعار منتخب إسبانيا تحت كلمة «أبطال» بالإسبانية، إضافة إلى كرتي رجبي.
دفعتني كرة القدم لسؤال «تايسون» فيما إذا كان يحب أن يلعب معي بها، لكنه قال (لا) بطريقة توحي وكأنه لا شأنَ له بهذه اللعبة. بعد يومين تمكنت من إقناعه، ذهبنا للعب الكرة لكن بـ»اليد» وليس بالقدم!! فهو يعرف كيف يلعب الرجبي بقدمه، لكن كرة القدم لديه تلعب باليد.
والده الشاب لم يكن أكثر حماسة، فهو لا يتابع الدوري الإسباني ولا الإيطالي، ويقول إنه يتابع الدوري الإنجليزي قليلاً، ولكنه وكما يبدو من كلامه أنه لا يعرف شيئاً عن هذه المسابقة أيضاً. طلبت منه أن يدلني على قناة تنقل مسابقات كرة القدم الأوروبية في تلفازه، لكنه وبعد بحث طويل سلم أمره قائلا: «لا أعلم».
عندما بحثت بنفسي وجدت أن قناة (One HD Wollongong) تنقل أحداثاً رياضية، أغلبها مباريات الكريكيت. في فترة الظهيرة تهتم هذه القناة بنقل دوري كرة السلة الأمريكي والمحلي، لكني وبالمصادفة تمكنت من متابعة برنامج عن مباريات آرسنال في الدوري الإنجليزي كان يبث عند الساعة العاشرة والنصف ليلاً بالتوقيت المحلي، وهو وقت النوم بالنسبة لمعظم السكان هنا.
أستراليا ترشحت لاستضافة مونديال كرة القدم لعام 2022، ولكنها خرجت من المنافسة لصالح قطر، وقرار اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للعبة يبدو صائباً؛ ليس لأن قطر كانت الخيار، بل لاستبعاد أستراليا الدولة التي انضمت قبل خمس سنوات فقط إلى الاتحاد الآسيوي، أملاً في تطوير كرتها من خلال الاحتكاك مع دول تهتم بكرة القدم. أستراليا تبدأ اليوم مشاركتها في كأس أمم آسيا المقامة في قطر نفسها، وتأمل أن توفق هذه المرة في تحقيق نتيجة أفضل من الخروج من ربع النهائي كما حدث في أمم آسيا 2007.
التجول ممتع في وسط مدينة وولنغونغ، فهناك أماكن كثيرة بإمكانك الذهاب إليها باستخدام الحافلات المجانية. في أحد المجمعات شاهدت مراهقاً يرتدي قميص نجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي، فبدا لي حينها أني لست الوحيد هنا الذي يستمتع بارتداء قمصان أندية كرة القدم، وعادت ذاكرتي إلى الأطفال الذين كانوا يلعبون كرة القدم على خشبات مرمى خصص للعبة الرجبي.