+A
A-

80 % الإشغال في “يتيم”... أول مجمع تجاري في الخليج

إبراهيم النهام من المنامة
بدا مجمع يتيم بظهيرة ذلك اليوم شامخاً كعادته، يقف بالمكان ذاته، متطلعاً لزوار سوق المنامة القديمة بحنان وكأنه يقول “لا تكابروا، لكل منكم بدهاليزي حكاية، لكن منكم جزء من ذاكرة الأمس العسلية التي لا تنسى، كنت صديقكم، كنت رفيقكم هاهنا، فهل تذكرونني؟”.
والحاصل أن مجمع يتيم وإن ضاق الخناق عليه اليوم باثنين وعشرين مجمعا تجاريا ضخما بشتى ربوع البلاد، أقول بأنه لا يزال يحمل عبقاً خاصاً، ونكهة خاصة، وذكريات خاصة لا تناطح قط، واليوم نتجول بربوع هذا المجمع العظيم .. يرافقنا مديره العام أندرو بيتي، وحديث ممتع لا يمل منه أبداً.
بدايتكم تكمن هنا
ببادئ الأمر، التقيت بيتي بمكتبه الأنيق القابع بأحد أطراف المجمع، بعد عبارات ترحيب متبادلة، سألته عن الفكرة الأولية لبناء المجمع.. كيف جاءت؟
لحظات من الصمت قبل أن يقول “الفكرة جاءت من المالك حسين يتيم، والذي انخرط منذ بداية دخوله المجال التجاري بالعديد من المشاريع الضخمة التي ساهمت بشكل أو بآخر ببناء العاصمة وإضفاء الطابع التجاري لها، وكانت له بذلك إسهامات كبيرة في المشاريع البترولية والمشاريع التجارية الكبيرة كطيران الخليج”.
ويضيف بيتي” ويصنف مجمع يتيم – بلا مجاملة- كأول مجمع تجاري متكامل بالخليج، وكثيرون لا يعرفون هذه الحقيقة، ولكنها كذلك وبلا مواربة، ويذكر أن فور إشهار المجمع، جاء وفد من مجموعة الغرير التجارية الإماراتية؛ للاطلاع على هذه الفكرة وهذا المشروع، وبناء عليه أشهروا بمجمعات كثيرة بالإمارات، يعتد بها اليوم كثيراً”.
فكرة فريدة ومختلفة
سألته بحماسة: لماذا اختار يتيم هذا المشروع دون غيره وبذاك الوقت تحديداً؟
فقال “استثمار جيد وجديد وفكرة لم تتداول بعد، وكانت فريدة بحق ولافتة، والدليل أن أي زائر للمنامة وللسوق تحديداً كان لديه الحرص الشديد على زيارة مجمع يتيم والتجول به والتبضع من محاله المتنوعة، ومن ساعة فتح المجمع لأبوابه في مارس 1981 والزوار يتوافدون عليه بشكل دائم ومستمر”.
تطلعت على جمع من الصور الهندسية للمجمع قدمها لي مدير عام المجمع بيتي قبل أن أسأله: كيف يأتي التقسيم الهندسي للمجمع؟
فقال “للمجمع وجهان بنيا على مراحل مختلفة، الأول عبارة عن طابق أرضي تجاري بالمواقف، يصاحبه ستة طوابق علوية كمكاتب، ويتكون الطابق الأرضي من 45 محلا، استوطنته أغلب الشركات العالمية كبرتش بتروليوم، برتش ايرويز، أغلب البنوك العالمية وأهمها اليابانية، وفي العام 1985 تم افتتاح الوجه الثاني له، ويتكون من 3 أدوار من المحال، وطابق من المكاتب، كما عملنا على توسعة الموقف الأرضي”. ويزيد “تصميم المجمع مستوحى من قبل مصممين من الأرجنتين، وتتسق فكرة البناء مع الثقافة العالمية، وهنا يكمن تميزه”.
يوميات المجمع
سألته عن أوضاع المجمع بظل الظروف التي مرت بها البحرين، فقال “إشغال المجمع حالياً 80 %، لكننا نطمح للمزيد بالطبع، وأوقات العمل من التاسعة والنصف حتى وقت الغداء، ومن بعدها الثالثة والنصف عصراً وحتى التاسعة والنصف مساء، وأغلب المحال التجارية كما ترى هي لعائلات تجارية ذات صيت وشأن كبيرين، ولقد طورنا الخدمات المقدمة للزبائن بظل التنافسية القائمة بالسوق المحلية، منها توفير ساعتين مجانيتين للمواقف الأرضية قبالة قسيمة شراء من المجمع لا تتعدى الدينارين، أي ما يعادل قيمة كوب من القهوة، وهناك ساعات مجانية إضافية للمواقف قبالة أسعار تفضيلية أخرى”.
وفيما يخص أنظمة الأمن والسلامة للمجمع، أوضح بيتي أن المجمع مزود بأنظمة حماية وسلامة كاملين، ولي أن أشير بأن للمجمع أربع بوابات رئيسة، واثنان إضافية لمخارج الحريق، وواحد كمخرج للمواقف.