العدد 2019
الجمعة 25 أبريل 2014
banner
الحوار ومستقبله أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الجمعة 25 أبريل 2014


منذ أن توقف الحوار الوطني في جولته الثانية أواخر العام الماضي والجميع يسأل عن الجديد فيه وما الذي سيحدث خلال الأيام المقبلة، وما أن تلتقي بمتابع للشأن المحلي حتى يبادرك بالسؤال.. هل الحوار سيعود أم لا أم أنه توقف نهائيا؟ والحقيقة البارزة أمام الجميع أن الحوار فشل في جولته الثانية لأسباب كثيرة لا داعي للخوض فيها كونها غدت من الماضي، وعلى من ساهم في عملية الفشل تلك أن يراجع نفسه؛ حتى لا يتكرر الفشل مرة أخرى، ولكنه فشل أولا وأخيرا في تحقيق الهدف من إجرائه.
الأهم في كل ذلك هو الإقرار من الجميع بأن الحوار أمر مهم وضروري وحيوي للمجتمع، ودونه لن نصل إلى ما نريد، ولن نحصل على الاستقرار في صورته الدائمة، وانه يجب ألا يجسد هذا الحوار فهما أو واقعا طائفيا في المجتمع، ولا أن يتم التعامل فيه على أنه حوار طائفي بين سنة وشيعة، فهذا الفهم الخاطئ سيكرس ما ساهم في تدمير مجتمعات كثيرة سابقا وحاضرا وما حارب الجميع ضده، ويرسي دعائم لمجتمع منقسم غير منتج غير الحروب والخلافات، مع أن المشكلة هي أن الكثير من الداخلين في الحوار يتعاملون فيه أو يريدون توجيهه إلى هذه الوجهة غير الصحيحة.
المشكلة التي يبدو أننا بصددها حاليا هو أن ما يظهر من المسار الذي يسير عليه التمهيد للحوار أنه سيكون ربما على شاكلة الجولة الثانية وليس الأولى، وهي الجولة التي ثبت عدم قدرتها على الوصول إلى نتائج أو حتى البدء في حوار حقيقي بين أطراف مختلفة على أمور وطنية، بل يراد له أن يكون بين أطراف متصارعة طائفيا وهذا ما نراه من اللقاءات المتكررة قبل البدء في الجولة الثالثة التي لا نعلم حتى الآن كيف ستكون ولا آلياتها ولا الأطراف التي ستشارك فيها ولماذا تم اختيارها وعلى أي أساس.
الجولة الثانية، لم تنظر من بدايتها لما يريده الناس العاديين الذين كانوا متابعين باستمرار لجلسات الحوار في بدايتها، معتقدين أنهم سيخرجون من الأزمة وأن الكثير من مطالبهم الوطنية في طريقها للتحقق، ولكن وبعد جلسات عدة تبين وبوضوح للمواطن أنها جلسات غير منتجة بل جلسات صراع طائفي، وهي لم تكن أكثر من ترقب كل طرف لما يطرحه الطرف الآخر حتى يبادر إلى رفضه، بمعنى أن الأمور الوطنية والحياتية ومستقبل الوطن لم يكن تمثل الهاجس المهم عند غالبية المتحاورين أو عند أطراف داخل الحوار، وكان ذلك ربما من الجلسة الثالثة أو ربما الثانية وهي الجلسة التي بدأ فيها الحوار يلفظ أنفاسه.
اللقاءات الحالية يبدو أنها تسير في نفس الطريق الطائفي، مما يعني أنها ستنتهي إلى نفس النهاية التي تحدثنا عنها، مما يضع العبء على القائمين عليها حاليا إلى إعادة التفكير مجددا في هذا الشكل والآلية والتفكير مليا في الأطراف التي من المفترض أن تشارك في الحوار في جلسته الثالثة؛ حتى لا ينتكس كما انتكس سابقه, ودراسة تاريخ وواقع التيارات السياسية في المملكة ورؤيتها للقضايا الوطنية وفهمها لها؛ لأن هذه الرؤية وذلك الفهم عاملان رئيسان في توجيه جلسات الحوار القادم لو كتب له البدء.
ثم المهم في هذه الأطراف هو موقفها من بعضها البعض وفهم كل طرف للطرف الآخر، وقدرة المشاركين على فهم القضايا المطروحة وما وراء طرحها والعمق المطلوب في كل ذلك.
هذه مجرد نقاط وأفكار من فرد شارك في الجولتين السابقتين وفهم كيف سارت الأمور فيهما من الداخل وليس من الخارج، وحتى لو كانت الأطروحات عامة كما يمكن أن يعتقد بعض القراء، إلا أن أصحاب الشأن سيفهمون حقيقة ما تم تناوله في هذا المقال... والله أعلم.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .