العدد 2018
الخميس 24 أبريل 2014
banner
دورة طائفية مع مرتبة الشرف! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الخميس 24 أبريل 2014

عندما يعلن أحد المعاهد الخاصة عن إقامة دورة في اللغة الإنجليزية بالتعاون مع السفارة الأمريكية ويشترط على المتقدمين للدورة أن يكونوا من مناطق محددة، ترى ماذا يعني ذلك؟ إنه تصرف طائفي حتى النخاع، وتدخل أمريكي سافر في المنظومة التعليمية في البحرين وفتح جبهات طائفية واضحة وتصعيد خطير.
 هذا المعهد أعلنها صراحة أن الدورة ستقتصر على أبناء طائفة معينة بتحديده المناطق، لعلمه أن هذه المناطق تسكنها الطائفة المقصودة، وهذا يعد خرقا واضحا لأي نظام تعليمي ليس في البحرين فحسب وإنما في كل العالم، فالتعليم حق للجميع ولكل إنسان دون النظر إلى لونه أو دينه أو مذهبه، وعدا ذلك سيؤدي بلا شك إلى وضع تعليمي يتميز بالاضطراب والتناقض في التعليم والأنظمة.

أين هي أقلامهم التي تكتب في صحيفة الفبركة عن الإقصاء والتمييز وعن الطرد بمجرد الانتماء العرقي أو الطائفي؟ هذه الأمور يعتبرونها جريمة تخالف الدستور والقانون والأخلاق والمنطق وهي بالفعل كذلك، ولكن أين هم من تَصَرُّف هذا المعهد ودورته الطائفية بامتياز؟ هل من المعقول أن تخصص دورة في أي معهد كان لأبناء طائفة معينة ومن مناطق معينة؟ تتحدثون عن التمييز وأنتم أول من يمارس التمييز علنا، وأين.. في معاهد تعليمية يفترض أن لا تفرق بين أبناء البلد الواحد. هناك فجوة كبيرة بين ادعاءاتكم وبين الحقائق.
تصرخون للعالم بأن البحرين تمارس ضدكم التمييز والتهميش وهي بكل تأكيد كذبة، وأنتم غارقون في مستنقع الطائفية والتمييز وعدم الاعتراف بالمكون الآخر في المجتمع.
 لم نسمع في أي يوم من الأيام عن معهد في البحرين يخصص دورات لأبناء طائفة معينة ومن مناطق معينة إلا اليوم. بعضكم يتحدث عن مقاعد دراسية مشتركة بين أبناء الطائفتين الكريمتين في المدارس والترابط والتلاحم الذي يجمع بين الطلبة، ولكن هذه الجريمة قد باعدت بين المقاعد الدراسية وفرقت بين الطلبة.
ما هو موقف أي طالب علم عندما يتبين له أن هذه الدورة مقتصرة على أبناء مذهب معين ومن مناطق محددة. لنحسبها بشكل آخر.. هل يعقل أن يرفض أي معهد تعليمي بالمحرق أو بالرفاع أي طالب من سترة أو الدراز؟ هل يجوز تخصيص دورة في أي معهد يستثنى فيها أبناء الرفاع والمحرق وعسكر؟
كل شيء أدخلتم فيه الطائفية البغيضة وتريدون عزل أنفسكم عن البحرين وأهلها بأي شكل من الأشكال. مخطط تسيرون عليه ولعبة مكشوفة، ولكن لله الحمد أن أهل البحرين الشرفاء لن ينجرفوا وراء مخططكم الرامي إلى تقسيم البلد إلى معسكرين؛ لأن هذا المعهد ما هو إلا دبوس في بحر كبير.

شيء لا يمكن تخيله واستيعابه، ولكن اتساع تدخلات السفارة الأمريكية وتحالفها مع الوفاق يجعل كل شيء ممكنا، فالسفارة الأمريكية منهمكة في تشطير المجتمع البحريني عبر سياسة قذرة وتتستر وراء بعض الشعارات لإخفاء حقيقتها وخططها، فقد جربت من قبل الجمعيات السياسية والمنابر الدينية، وها هي اليوم تدخل إلى المعاهد التعليمية، وسفيرهم يرفع الشعارات ويطلق الأكاذيب في كل لقاءاته ويرينا بشكل فج رواسب من عهود الاستعمار من نظريات مضللة وواقع فاسد. وعلى أمريكا التي تتشدق بالحريات والعدل وعدم التمييز أن تعترف للعالم أن ثلث السكان الأمريكان يعيشون في حرمان قاس بسبب التمييز العنصري. أجل.. فالتمييز العنصري لا زال موجودا في بعض الولايات ولم ينته.
عموما إن تحرك وزارة التربية والتعليم حيال هذه القضية وإنذار المعهد تحركٌ في محله، ونشكرها على جهودها في التصدي لمثل هذه القضايا الضارة بالمجتمع وبالحقل التعليمي بشكل عام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .