العدد 2015
الإثنين 21 أبريل 2014
banner
الإرهاب يتضخم.. فماذا سنعمل؟! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الإثنين 21 أبريل 2014

لا أدري ماذا أكتب ومسلسل تفجير السيارات بدأ يأخذ شكلا آخر، حيث من الملاحظ ان عمليات حرق الإطارات قلت تدريجيا وحلت محلها عمليات تفخيخ السيارات وكان آخرها الانفجار الذي وقع في المقشع والذي تسبب في تفحم جثتين وإصابة ثالث بحروق.
لا أعرف أنحن في حالة يأس أم أمل.. ترقب أم توقع، تشاؤم أم تفاؤل؟ لماذا قضيتنا مع الإرهاب قضية ضائعة؟ لماذا لا نستطيع تجاوزها بالسرعة الممكنة كما الحال في البلدان التي تتعرض للإرهاب؟ ما هو السبب الذي يجعل أولئك الناس ينتقلون من خطة إلى أخرى؟ منذ متى والبحرين تشهد تفجير سيارات كما يحصل في العراق ولبنان؟ الحقيقة الوحيدة التي يجب أن يعرفها الناس أن الوضع أصبح خطيرا للغاية وكأني بالوضع قد تحول من الإمساك بخنجر خشبي إلى قنبلة يدوية.. بدأوا بالمولوتوف واليوم بتفجير السيارات. يقال إن السياسة توقيت.. عمل مؤقت.. لكل شيء وقته المناسب. إذا متى سيحين الوقت للقضاء على الإرهاب في البحرين بأشكاله؟ إننا كمواطنين نشعر أن حياتنا مهددة كل لحظة مادامت هناك منابر دينية تدعم الإرهاب وتباركه. منابر لا تحترم حقوق الناس وتحلل دماءهم. حربنا مع الإرهاب تزداد تعقيدا وينبغي على الدولة أن تجد الحل وتقوم بتحطيم سريع ومؤكد للأوكار المحرضة.
دخلنا مرحلة جديدة من الإرهاب، المكاشفة والصراحة أخلص ما نعتصم به في هذه المرحلة الدقيقة.. يا حكومة.. تفجير السيارات لا يكون إلا بسبب وجود عناصر رضعت لبان كراهية الوطن وهي عناصر معروفة لديكم وتخطب أسبوعيا من منابر الفتنة. تفجير السيارات المفخخة في شوارع البحرين جريمة فادحة وعميقة حتى العظم وقد تنكشف خلال الأيام القادمة.
أشياء في أعلى درجات الخطورة.. لقد أصبح المواطن يخاف أن يركن سيارته في هذا الموقف أو ذاك خشية وقوفه إلى جانب سيارة مفخخة. كل شيء جائز في عالم الإرهاب ولا يمكن الاعتماد على “سكورتية” المجمعات التجارية التي تكثر بها المواقف. تفجير السيارات في الشوارع يعني أن إرهابهم بدأ يتضخم ويرتدي في كل طور رداء جديدا.
العملاء والخونة يريدون أن يجعلوا أرض البحرين كلها ميدانا لمعركة طويلة وكادوا يحققون أهدافهم لولا يقظة رجال الأمن ووقفة شرفاء الوطن، ولكن اليوم نحن أمام مسألة طارئة وتوجيه آخر في التدريب يتمثل في تفخيخ السيارات. نحن مع كل الإجراءات التي تقوم بها وزارة الداخلية ولكن مشكلتنا الرئيسية في البحرين لا تتعلق بالإرهاب الذي في الشارع “تفجير سيارة أو حرق إطار أو تعد على المارة وحمل المولوتوف”.. مشكلتنا تكمن في “الزعماء” الذين يقودون الحرب والعدوان على البحرين ويسعون إلى قلب نظام الحكم، بل يتفاخرون بعدوانهم. لقد أدانهم شعب البحرين بأكمله وعرف صورتهم الزائفة الحقودة، ولكن تبقى الإدانة الكبرى هي الأهم. إدانة القانون لهم وتطبيق أشد أنواع العقوبة في حقهم.
كل المؤشرات والدلائل تشير إلى التحول في العمليات الإرهابية والانتقال من خطة إلى أخرى، ونحن بحاجة ليس إلى اليقظة فحسب، إنما إلى ضرورة تطبيق القانون على المحرضين الكبار الذين مازالوا طلقاء. هؤلاء هم أساس الفتنة والهدم.. هؤلاء البذرة الفاسدة التي يجب اقتلاعها من تربة الوطن. لن تنصلح أحوالنا بوجود محرضين وجمعية سياسية إرهابية. علتنا في البحرين معروفة ومكشوفة ولكن أين هو القرار الحاسم الذي سيريح الوطن؟ أين هو القرار الذي سيمنع المحرضين الكبار من اعتلاء المنابر؟ أين هو القرار الذي سيمنع مهرجي الوفاق من الكذب والفبركة وسرد أرقام وهمية عن معذبين ومعتقلين؟
نحن نسير بشكل دائري ونعرف ما الذي يوجد في المركز، ولكن يبقى السؤال متى سندخل حيث يقبع الإرهاب؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .