العدد 2010
الأربعاء 16 أبريل 2014
banner
فعل الخير ليس مقصورا في بناء المساجد أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الأربعاء 16 أبريل 2014

وجه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في جلسة مجلس الوزراء يوم الأحد الماضي إلى إنشاء وتنفيذ المزيد من المشاريع التنموية والخدمية التي تحقق السياسات الإنمائية للحكومة ومساعيها المستمرة لتطوير البنية التحتية وتلبي احتياجات المواطنين.
هذا توجه الحكومة، ولكن هناك توجها مغايرا من قبل بعض رجال الأعمال وأصحاب المشاريع، حيث يتم تشييد عشرات من المشاريع في أكثر من محافظة وأقولها دون تردد ليس لها أي داع كونها مشاريع متكررة، ولاسيما تلك المشاريع التي تقع في الأحياء السكنية، إذ بالإمكان بناء مشروع آخر تحتاجه المنطقة أو الحي بدلا من تكرار المشروع. ما فائدة فتح “برادة” إلى جانب خمس “برادات” مثلا.. لماذا لا يفتح “دوبي” أو “حلاق” ليستفيد المواطن من مختلف الخدمات..؟
 وتتجلى هذه الحقائق من خلال الأرقام عندما نعلم على سبيل المثال أن عدد المساجد في بعض المجمعات يفوق عدد المشاريع الأخرى كالمكتبات أو الأندية الصحية وغيرها من المشاريع التي تحتاجها المجمعات والأهالي. بناء المساجد لا أحد يختلف عليه، فنحن بلد مسلم والمساجد بركة، ولكن يفضل أن تنجز مشاريع أخرى تلبي احتياجات المواطن خاصة إذا كان بالمنطقة أكثر من مسجد. يجب أن يكون هناك نوع من تحقيق المعادلة وإعطاء الأهمية إلى المشاريع الناقصة ودعمها، فالأجر لا يكون في بناء المساجد فقط وإنما الأجر يأتي أيضا في بناء مكتبة في “فريج” تفيد المواطن أو نادٍ علمي أو روضة أو نادٍ ثقافي. فعلى سبيل المثال المنطقة الواقعة بين كراج التويوتا مرورا بشارع بغداد ولغاية مبنى الدفاع المدني بالقرب من مجمع مدينة عيسى التجاري.. كل هذه المنطقة الصغيرة فيها حوالي عشرة مساجد ولا اعتراض في ذلك طبعا، ولكن لا توجد بها أي صالة ألعاب شبابية أو مشروع مفيد آخر.
معظم مناطق المملكة تحتاج إلى خطة تهدف إلى تحقيق تنوع المشاريع التي تعود بالنفع على المواطنين، وعلى الدولة خلق الحوافز وعوامل التشجيع وإيجاد علاقة جديدة بين القطاعين العام والخاص في هذا الشأن، وتشجيع المستثمرين والتجار وكل من يريد فعل الخير على إنشاء مشاريع تسد حاجة المنطقة، فإن كان يريد بناء مسجد فعلى الدولة أن تقترح عليه بناء مشروع آخر بالمنطقة غير المسجد، مشروع له أهمية بالغة وسيكون مثمرا وإيجابيا، لأن السياسة الصحيحة في المدن تتلخص في تحديد واضح وصريح لكل المشاريع المزمع تنفيذها ووضع الأسس والمعايير. مناطق في البحرين تخلو من مشاريع معينة وتكتظ بمشاريع أخرى متشابهة. بناء أي مشروع لوجه الله ليس مقصورا على مسجد أو جامع وإنما هي مسألة شاملة لجميع أوجه النشاطات العمرانية، فكلما تنوعت المشاريع كلما سدت حاجيات المواطن ووفرت له سبل الحياة.
أيعقل أن يكون في المنطقة عشرون مسجدا لا يفصل بينها سوى عدة أمتار وتخلو من أي مشروع آخر كنادٍ أو مكتبة؟ كم عدد المصلين في مسجدين متلاصقين؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرح. هل يعقل أن يصلي الشخص صلاة العصر في مسجد “أ” ويصلي صلاة المغرب في مسجد “ب”؟!
خلاصة القول.. البلد بحاجة إلى تنوع في المشاريع التي تبنى في الأحياء السكنية والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .