العدد 2812
الأحد 26 يونيو 2016
banner
أنجزوا المهمة كاملة رجاء أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 26 يونيو 2016

بعد تصريحات قاسمي الدمرة، وهو أقصى تطرف إيراني رسمي يصدر حتى الآن السؤال المهم المعلق الذي لا أهدف منه التحريض على الجمعيات السياسية، لكنني حتى اللحظة أعيش في صدمة من بعض الجمعيات السياسية الموجودة على الساحة وخصوصا الجمعيات الثلاث المنبر التقدمي وجمعية وعد، والقومي (البعثيين)، ولا كأن البحرين وشعب البحرين يخوضان اليوم ومعهم كل شرفاء العالم من دول وشعوب معركة الشرف والكرامة مع النظام الإيراني الوقح ومع طوابيره الخامسة، يبدو وكأن هذه الجمعيات لا تعيش في مملكة البحرين أو ربما لها موقف من الاعتداء الايراني على البحرين، كل الذي نعرفه في السياسة وفي عالم الاحزاب والسياسات على مدى الزمن وفي كل انحاء العالم منذ القدم حتى الآن أنه اذا ما تعرضت دولة لعدوان خارجي يتناسى السياسيون خلافاتهم ويقفون صفاً واحداً وراء الوطن، في الحرب العالمية الثانية على سبيل المثال تحالف ستالين الشيوعي مع ونستون تشرشل الرأسمالي وروزفلت الامبريالي في وجه النازي، وفي عصرنا الحالي حينما تعرضت الولايات المتحدة للإرهاب وقف الجمهوريون والديمقراطيون معاً مع الدولة، وكذلك الأمر في فرنسا وفي أي مكان من العالم، إلا جمعياتنا السياسية البحرينية لا ترى في العدوان الايراني المستمر منذ سنوات أية غضاضة، والسؤال هل يصعب عليهم إصدار بيان يعرب عن ولائهم لتراب الوطن؟ هذا سؤالي لهم.
من زاوية أخرى وكما قلت في بداية مقالي، ليس الأمر تحريضا ضد هذه الجمعيات لكن مقابل هذا الصمت من هذه الجمعيات الثلاث، وربما هناك جمعية أو جمعيتان لا ذكر لهما على الاطلاق أيضا لم نسمع صوتهما في هذه الآونة، سؤالي ألا يمكن استنطاق هذه الجمعيات من قبل جهة ما ولتكن مكتب شؤون الجمعيات المسؤول عن الجمعيات السياسية؟ مجرد سؤال لنتعرف على مزاج هذه الجمعيات وما الذي تفكر فيه؟ مع ان تصعيد ايران من تصريحات المسؤولين فيها قد تضاعف، والتصريحات الوقحة للمسؤولين الايرانيين الذين خرجوا عن طورهم في هستيريا واضحة فضحت علاقتهم بالمدعو عيسي قاسم كما فضحت علاقتهم بالجمعية التابعة لهم المسماة «الوفاق»، هذا التدخل في شؤون مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي يدفعنا للسؤال مرة أخرى هل هناك أوضح من هذا العدوان الصارخ على البحرين، ألا يستدعي ذلك من أطراف بحرينية أن نسمع صوتها ليس فقط من جمعيات سياسية بل من فعاليات تجارية وغيرها عن إدانتها التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية البحرينية، ورفضها التام التصريحات المختلفة التي تصدر من المسؤولين الإيرانيين بين الحين والآخر بشأن البحرين؟
حان الوقت أن نعرف حقيقة من يعيش بيننا ويعتبر نفسه ينتمي لهذا البلد ولا نسمع صوته في المواقف التي تتطلب الوضوح وذلك تسجيلاً لموقف تاريخي يفرض على الجميع المبادرة لتسجيله في ظرف وطني مهم يتطلب تداعي جميع القوى السياسية على الساحة بمختلف مواقفها وانتماءاتها أن تتخذه بصرف النظر عن الاختلافات المذهبية والآيديولوجية وبعيداً عن المواقف المتباينة في القضايا السياسية والملفات الأخرى حيث يتعلق الأمر هنا بمسألة التدخلات الايرانية ضد البحرين وعروبتها وهذا لا مجال فيه للاختلافات على الاطلاق لأن وحدة تراب البحرين فوق كل اعتبار، ومن أجل تسجيل هذا الموقف التاريخي مطلوب من كل الفعاليات قاطبة من دون استثناء تسجيل موقفها بشكل واضح وأن تكون تلك المواقف مؤسسة على  إدانة ايران وعملائها، ومما يؤسف له ان بعض الجمعيات السياسية المحسوبة على تراب الوطن قد ترفض التصريح عن مواقف واضحة مما يؤكد ارتباط اجندتها بالخارج ولا تملك اتخاذ قرار في شأن الوطن.
وهنا أريد أن أُذكر وأحفظ للغد والمستقبل ونحن نواجه اليوم العدوان الايراني بكل شرف وكرامة ومعنا شرفاء المنطقة والعرب والعالم، ألا يأتي هؤلاء غداً ويطالبون بحوار زفت أو مصالحة أو عودة للساحة وهم اليوم تخلوا عن الوطن، فقط للتذكير على الدولة البحرينية أن تعرف وتسجل اليوم من هو عدوها ومن هو صديقها، تسرب لي، بأن ثمة من يتحرك في الظلام ومن وراء الستار الآن لتعطيل انجاز المهمة، فرجاءً يا دولة أن نتعلم الدرس هذه المرة بعد خمس سنوات من التعطيل، أن تتواصل العملية الاجتثاثية للأوكار ويتم إنجاز المهمة كاملة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية