العدد 2679
الأحد 14 فبراير 2016
banner
هل لابد من صدمة؟ أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 14 فبراير 2016

استيقظوا... أسرد دائماً هذا الموقف وأستشهد به في كل المناسبات، وما أشد وأخطر من هذه المرحلة محلياً وإقليمياً التي تتطلب سرد هذا الموقف، لإعطاء دفعة ولو بالعافية كما يقولون لوزرائنا ومسؤولينا وشوريينا ونوابنا لأن يدركوا حجم التحديات ويأخذوا من دروس سموه نبراساً.
سمو رئيس الوزراء الموقر حفظه الله، ومنذ بدأت المحنة المشؤومة وانتهت بلا رجعة بإذن الله، وقف منذ اللحظة الأولى للأحداث في وجهها وصدها بكل قوة وعزم لا يلين، معطياً رمزاً ونموذجاً لرجل الدولة القوي الصلب وقت المحن، مما لا يجعل من المسؤول والحاكم مجرد صدى للسياسة، بل صانعاً لها، فمازلت أذكر وللواقع والحقيقة التاريخية أن هذا الرجل الكبير لم يكتف بتوجيه شعبه من بعيد ولم يكتف بتوجيه الارشادات والنصائح أو بإصدار التوجيهات المسؤولة التي يجب ان تطبق لأنها صادرة من مسؤول كبير، لم يكن الأمر كذلك ولا بهذا المقياس الفوقي، لقد كان الأمر مشاركة فعالة وعملية تأخذ بعين الاعتبار حاجة الناس الماسة الى الطمأنينة والأمان وإزالة الخوف والاحتقان، ولا يمكن زرع هذه المشاعر داخل المواطنين وقت الأزمات الا من خلال الاندماج والمشاركة العملية وسطهم، وبينهم، والتحدث إليهم مباشرة ومن دون توجيهات فوقية وهذا ما جسده سموه خلال فترات المحنة وبعدها وخلال التداعيات اللاحقة التي مازلنا نمر فيها وتعرقل مشاريعنا واستثماراتنا التي لا يود احد التحرك غير سمو رئيس الوزراء لدعم هذا التوجه في اخراج البلد من نفق الركود.
الاقتصاد معطل والاستثمارات نائمة والسوق شبه مشلولة، وهناك من له مصلحة حتى من التجار ورجال المال والأعمال في ان تترك الأمور على هذا النحو ومع ذلك فإننا نجد دولة معطلة بالكامل ولا يتحرك إلا رجل واحد ومعه فئة قليلة تحاول حلحلة الأوضاع النائمة وهذا يدفعني للسؤال:
هل البحرين هي فقط بقرة حلوب، يستفيد منها القاصي والداني وقت سنوات العسل والرخاء وتوزيع الكعكة، فيما ينفض كل هؤلاء أيديهم عنها حالما تتعرض للمحنة مثلما هو الحال اليوم رغم زوال المحنة الأساسية واستمرار التداعيات.
لماذا الكل يريد أن يحلب الوطن وقت الرخاء ولا يريد التضحية وقت الشدة؟ هل هذه هي طبيعة الأمور؟
ما أراه الآن سباق على التكسب من أزمة طارئة ويراها البعض فرصة للوصول لتحقيق المصالح الذاتية ولا أرى من يعمل بوحي الساعة والحدث ولو حدث ذلك من قبل الجميع لوجدنا البحرين بخير منذ فترة على خروجنا من المحنة.
إن الدليل على ذلك هو مراوحتنا في مكاننا، بالرغم من تسارع الأوضاع من حولنا في المنطقة، فالسعودية الشقيقة تعمل والإمارات الشقيقة تعمل بأقصى درجة، أما نحن فإليكم الواقع:
- غرفة تجارة في حالة يرثى لها وهي بمثابة الشريان الاقتصادي في الدول الأخرى.
- مجلس نواب، ماذا أقول عنه؟ الطعن في الميت حرام.
- مجلس شورى توقف عن العمل ولا تشريع ولا....
- إعلام رسمي يعلم الله والصورة لا تخفى عليكم ولا داعي للقول.
- مجلس التنمية الاقتصادية في خبر كان، انظروا لمجلس التنمية في دبي على سبيل المقارنة.
- صحافة كانت رائدة في المنطقة ومثلت رافدا للصحف الخليجية ونموذجاً لها واليوم ماذا؟.
لن أطيل في المزيد، ومع ذلك فالبلاد بخير والمستقبل بخير ولست متشائماً طالما في الوطن أمثال خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه ولكن لابد من صدمة للبعض، لابد من تحريك الدماء الباردة في العروق، لابد من ضربة على رأس البعض لإيقاظهم من سبات أهل الكهف ليستيقظوا ويدركوا حجم المخاطر والتحديات وما يتم تخطيطه في البيت الأبيض والكرملين و10 داوننغ ستريت، وغيرها من القصور الشيطانية لأهل المنطقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية