العدد 2483
الأحد 02 أغسطس 2015
banner
النداء الأخير... أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 02 أغسطس 2015

المنطقة على كف عفريت، والأحداث تتوالى والتهديدات متواصلة ودول مجلس التعاون، ورغم كل ما قدمناه للأسف لم نستوعب الرواية التالية والحكمة منها:
روي عن علي بن أبي طالب أنه قال: “إنما مثلي ومثل عثمان كمثل ثلاثة أثوار كانت في أَجَمة (غابة): أبيض، وأسود، وأحمر، ومعهم فيها أسد، فكان لا يقدر منها على شيء لاجتماعها عليه، فقال الأسد للثور الأسود والأحمر: إنه لا يدل علينا في أجمتنا إلا الثور الأبيض، فإن لونه مشهور، ولوني على لونكما، فلو تركتماني آكله خلت لكما الأجمة! فقالا: دونك وإياه فكله؛ فأكله، ومضت مدة على ذلك، ثم إن الأسد قال للثور الأحمر: لوني على لونك، فدعني آكل الثور الأسود! فقال له: شأنك به؛ فأكله، ثم بعد أيام قال للثور الأحمر: إني آكلك لا محال؛ فقال: دعني أنادي ثلاثة أصوات؛ فقال: افعل؛ فنادى: “إنما أُكلت يوم أُكِل الثورُ الأبيض” قالها ثلاثاً؛ ثم قال علي: إنما هنت يوم قتل عثمان؛ ثم رفع بها صوته”.
عندما بدأ مشروع التفتيت بالعراق تكالب العرب للأسف عليه وها هو العراق ولاية إيرانية وشوكة في ظهرنا، ثم جاء الدور على تونس ولم تتحرك الدول المحيطة بها وتركوا تونس تغرق، ثم لحقت بها مصر وتركوها تسقط في فك الإخوان وأعلنت أميركا عن فرحها بل ورحبت بالإخوان، ولولا يقظة شعب مصر وجيشها لضاعت، ثم جاء الدور على ليبيا ولستم بحاجة لمعرفة الصورة هناك اليوم، وأمامكم سوريا انهارت واليمن يعاني ولن أطيل عليكم.
هل تظنون أن البحرين مقصودة وحدها بهذا الإرهاب الإيراني المنظم منذ سنوات؟ هل تظنون أن ايران تطمع في البحرين وأن القوى الكبرى وصمتها وسلبيتها فقط تجاه البحرين؟ أقول لكم... للجميع قادة وشعوبا ومؤسسات وكل الفعاليات الخليجية، استيقظوا، أفيقوا لا البحرين ولا الكويت ولا السعودية ولا قطر ولا الإمارات ولا عُمان في منأى من المؤامرة، البحرين فقط هي البداية لوجود الطابور الخامس بكثافة، المشروع بدأ بالبحرين وحاولوا إسقاطها والتقت المصالح الغربية والإيرانية بدليل الصمت والسلبية وعندما استحال الأمر عليهم بفضل يقظة رجال عاهدوا الله ألا يستسلموا أو يساوموا تقدمهم حينها سمو الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ومازال وقد لطف القدر بنا وتجاوزنا المحنة وها هي القوى الشريرة تعود وتبدأ من جديد، تهريب أسلحة ثم تفجير واغتيال لرجال الأمن وإرهاب وتهديد خارجي واستفزاز إيراني كل ذلك لأن المستهدف في البداية البحرين ثم سترمى الكرة في مرمى الكويت والسعودية وقطر وعُمان، لا تظنوا ان أحدا في منأى من المشروع الدمر، ولكن للأسف أسمع عن مسيرات نشرت على تويتر تخرج في مسقط إن صدقت تلك الأخبار تأييدا لما يجري في البحرين من إرهاب، كما أشاهد محطات كالجزيرة تتجاهل ما يجري مثلما حدث من تفجير واستشهاد لرجال الأمن، أو نرى أخبارا مدسوسة تضع السم في العسل، بل بلغ الأمر بنواب في مجلس الأمة بالكويت أن يطبلوا للتدخل الإيراني في البحرين، هل بلغ الأمر بنا ما بلغ بقصة الثور الأبيض حيث ظن الجميع بأنهم في منأى من الاستهداف وإنما المقصود البحرين فضحوا بها.
مع إيماني العميق بأن الشقيقة المملكة العربية السعودية هي سند البحرين وحماها الدائم ولها في ذلك أمثال لا تحصى لكن اليقظة من كل قادة وشعوب دول المجلس ضرورة حتمية قبل فوات الأوان على الجميع وهو النداء الأخير لأن الأمر تجاوز الصمت والاستنكار وبرقيات التعزية، لن توقف برقيات التعزية الإرهاب ولن تحاصره، ما سيوقف المهزلة وقفة الجميع واتحادهم ومواجهتهم للمشروع برمته والقضاء عليه نهائيا وليس بتأجيله، سنة بعد سنة، أو عقدا بعد آخر، فمنذ متى ونحن في البحرين نتحمل وحدنا المؤامرة على المنطقة كلها، وإلى متى ستكون البحرين تدفع الثمن عن الجميع؟ وهناك من يتفرج ويشاهد وكأن البحرين يضحى بها لسلامة البقية، لا تظنوا ذلك وإن كان هناك بعض من يعتقد هنا وهناك بأن ما يجري في البحرين يخص البحرين تذكروا القصة السالفة الذكر.
كلمة لابد من قولها، إن غرقت البحرين لا قدر الله ولا سمح فسيغرق الكل وهو النداء الأخير فاستيقظوا يا قادة وشعوب المنطقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .