العدد 2147
الأحد 31 أغسطس 2014
banner
من باع نفسه للشيطان لا خير فيه أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 31 أغسطس 2014

أينما تطلعت حولك ستجد آثار التخريب في كل ما تقع يد الوفاق وأعوانها عليه، من سياسة حولوها إلى إرهاب، ومن اقتصاد عرقلوا مسيرته، ومن وعي لشريحة من المحيطين بهم دمروه، وجعلوا أنصارهم بلا عقول تفكر، ومن وحدة وطنية شقوها وزرعوا الحقد الطائفي في النفوس ومن أمان وسلام امتازت به البحرين طوال تاريخها زرعوا بدلاً منه الرعب والخوف في قلوب الناس، أينما التفت وجدت آثار تخريبهم في كل مكان والسؤال هنا كيف تثق بتنظيم هذه آثاره وهذه نتائجه؟
هذه المقدمة لابد منها لكي يصحو البعض ويستيقظ ويدرك أن لا فائدة ترجى ممن أسهم في كل هذا السيل من الخراب؟ لأن هناك اليوم من ينتظر من الوفاق خطوة أو مبادرة للعودة للصف الوطني والمشاركة في الانتخابات، هل يصدق العقل أن من انتهج طوال أكثر من عقد من الزمان هذا النهج أن يتغير في يوم واحد ويبدل جلده وينسجم مع الصف الوطني ويبدأ مرحلة الانخراط في المشروع الوطني الذي أساساً هم ضده منذ ولادته حتى الآن، أي وهم لدى هؤلاء الحالمين بتغيير الوفاق لجلدها؟
يذكرني هذا بقول الكاتب مصطفى محمود “لا تنظر إلى ما يرتسم على الوجوه ولا تستمع إلى ما تقوله الألسن ولا تلتفت إلى الدموع، فكل هذا هو جلد الإنسان والإنسان يغير جلده كل يوم ولكن ابحث عما هو تحت الجلد”.
تذكرني هذه المقولة بقصة “فاوست” للمفكر الألماني “غوته” التي يصور فيها الإنسان وهو يعقد صفقة مع الشيطان، ما يدفعه لتغيير مساره وتغيير جلده والدخول في صفقات ومساومات من أجل الوصول للهدف وبدون المقارنة بين قصة فاوست وهي مسرحية تكشف خفايا الإنسان وبين لعبة الوفاق المرتبطة بالشيطان الأكبر الأميركي والشيطان الأصغر الإيراني، أستغرب من بعض المسؤولين وبعض أصحاب النوايا الحسنة والنوايا السيئة على حد سواء، ممن مازالوا يأملون عودة الوفاق للصف الوطني ومشاركتها في الانتخابات.. وحتى لو عادت وشاركت هل يغير الثعبان جلده، هل تثق بأن تربي ثعباناً في منزلك تقوم بتدليله وإطعامه وسقيه؟
أينما تطلعنا اليوم نجد المؤامرة تحاك ضدنا ورغم ذلك فإن أصحاب النيات الحسنة والنيات السيئة يأملون الخير رغم استمرار الإرهاب.
الخوف على البحرين اليوم ليس من الإرهاب، ولكن الخوف من النسيان ومن عودة بعض الذين اخترقوا الدولة إلى الواجهة مرة أخرى، ومن يراقب اليوم بعض التصرفات والأعمال التي تقوم بها بعض الأجهزة والإدارات والمؤسسات كأنهم لم يتعلموا ولو حرفاً أو نفساً من الأزمة وإلا لما ساروا اليوم على نفس النهج من السلبية وردود الأفعال لما يجري على الساحة، فأنتم تتفقون معي أنه لا خيار لنا غير هذا البلد وهذه القيادة ولا خيار لنا غير الاستقرار والأمن والخير لكل أبناء هذا الوطن، لقد تحملنا جميعا طوال عشر سنوات كل المساخر من أجل أن نقنع العالم ان ما يجري في البحرين هو مشروع وطني نموذجي هو الأول من نوعه في المنطقة ولقد تحملنا في ذلك الكثير من ضغوطات دول الجوار ومن قلق وتوتر دائم ومن تهديد للمواطنين وممتلكاتهم ولزعزعة الاستقرار وضرب الاقتصاد الذي كان أقوى اقتصاد في المنطقة خلال الثلاثين سنة الماضية، وتحملنا في سبيل ذلك شرخ الطائفية لأول مرة في البحرين كل ذلك لإقناع العالم بعودة الوفاق للصف الوطني.. ألم نيأس من هذا المستحيل؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية