العدد 2166
الجمعة 19 سبتمبر 2014
banner
اجتماع ولي العهد “بداية للنهاية” فاتن حمزة
فاتن حمزة
رؤيا مغايرة
الجمعة 19 سبتمبر 2014

منذ بداية الأزمة في البحرين ونحن نراقب بدقة تفاصيل أخبار وتصاريح القيادات، وبتحليل تلك التصاريح بعد مجريات الأحداث وحتى اليوم وربطها بما ترتب من نتائج أصبحت الأمور أكثر وضوحاً ومن المفترض أن يدرك أتباع الوفاق من هو الأصلح، فكيف تمنح الثقة لمن يكون مستمرا في الوعود الكاذبة! لم يحققوا أي انتصار يذكر واستطاعوا باسم المظلومية والدين إقناعكم بالاستمرار في الفشل والضياع!
انظروا لحجم الخسائر التي أحاطت بكم بفعل تصديقكم الأعمى لقادة زادوكم عزلة، وأخسروكم وبددوا أموالكم وتجارتكم، وأضاعوا أبناءكم تحت وهم الجهاد والثورة، رموا أبناءكم وأضاعوا حياتهم ومستقبلهم بينما أبناؤهم في خير ورفاهية خارج البلاد، ماذا أضافت الثورة المزعومة لرصيدكم غير البؤس والكراهية؟!
ثورتكم ما هي إلا أعمال إرهابية منظمة بمباركة إيرانية، أعمال منبوذة عالمياً، يقودها قادة يتلونون كالحرباء يعدون فيخلفون يمسون بقرار ويصبحون على نقيضه.
تخبئ تحركاتها عن جمهورها تنفي وتنكر الحقائق خوفاً من خسارة شارعها، لقد نفت تواصلها بالسلطة ونفت وجود صفقات ومحاصصة وبعدها كشف علي سلمان عن خطة “6-6-6”، ونفت لقاءات وزيارات مع جهات في الخارج كما أنكر مؤخراً مطر مطر لقاءه بمساعد السفير الأميركي المطرود ثم اتضح الأمر!مواقف كثيرة استطاعت خلالها تشويه صورتها ومصداقيتها وأثبتت عدم كفاءتها وثباتها وصدق تصاريحها التي كانت على الأغلب متناقضة!
إن الاستمرار في تصديق هؤلاء المحرضين رغم خيبات الأمل وعدم الوفاء بالوعود سيفاقم من حجم خسائركم، فبكم وبدونكم البحرين ماضية بقيادتها الحكيمة ومواقفها الثابتة، واجتماع صاحب السمو الملكي ولي العهد الأخير مع عدد من الشخصيات دون حضور الوفاق ووعد بالإضافة إلى عدم تحقيق مطلبهم بتغيير الحكومة والإفراج عن المساجين والاكتفاء بالحديث عن تعديل الدوائر الانتخابية فقط هو خير دليل على “بداية النهاية”، فبعد فترة طويلة منذ بدء حوار التوافق الوطني والتشاورات مع جميع الأطراف لبحث المرئيات المقدمة والسعي لإيجاد الحلول والتوافقات لم تظهر حتى اللحظة نتائج إيجابية ورغم ذلك لم يكن للاختلاف عائق أمام القيادة، فقد اتخذت خطوات جريئة حكيمة مؤخراً بعد طول انتظار وصمت تسبب في الكثير من المخاوف لدى المواطنين وهز ثقتهم، إلا أنهم أكدوا بمواقفهم الأخيرة أن الكثير من القرارات كان لها أسبابها وها هي بدأت تتكشف لنا يوما بعد يوم، والأهم الآن التكاتف معها بالتأييد والمناصحة لنصل إلى بر الأمان، فقد آن الأوان للالتفات إلى أمور مهمة في بلادنا شغلتنا عنها الأزمة، البحرين اليوم بحاجة لأبنائها للمضي قدماً نحو التنمية والبناء، وأن نلتف حول ما يجمع كلمتنا ولا يفرقها فلن نسمح بجر مكتسباتها للوراء أو بمزيد من التعطيل في مسيرتها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية