العدد 2018
الخميس 24 أبريل 2014
banner
مصير المالكي بيد “بيضة القبان”!!
في الصميم
الخميس 24 أبريل 2014

مصير حكومة نوري المالكي أو “حكومة حمودي” كما يحلوا لأمين عام حزب الشعب فائق الشيخ علي أن يسميها نسبة للابن البكر للمالكي، وهي استعارة جميلة لتوصيف حال الدولة العراقية وما آلت إليه في عهد المالكي، هي في الواقع بيد الأكراد “بيضة القبان” الشريان الحيوي للانتخابات العراقية والتي ستنطلق في 30 من الشهر الجاري.
فمنذ 4 أبريل 2003 بقي الكرد العراقيون يمثلون البيضة التي تميل لها الريح أين ما مالت ويحاول الجميع كسب ودهم، كونهم قد استطاعوا أن يشغلوا الفراغ الذي تركه العرب السنة بعقلية سياسية محسوبة وعملوا على أن يكونوا أساسا مهما في أي تشكيلة حكومية قائمة وشريكا لا يمكن تركه في مستقبل العمل السياسي العراقي.
محافظ نينوى والقيادي في ائتلاف “متحدون للإصلاح” اثيل النجيفي اعتبر أن “الطرف الكردي الذي مارس دور بيضة القبان عدة مرات بعد الاحتلال، يتحكم به عاملان مهمان لابد أن يؤخذا بنظر الاعتبار عند احتساب الموقف الكردي، أولهما نقض المالكي لجميع وعوده مع الأكراد حتى تلك التي كتبها بخط يده ووقع عليها وأعقبها بحالة عداء وتحشيد سافر ضدهم”.
وتابع النجيفي “ثانيهما غياب السيد جلال طالباني الذي لعب أهم الأدوار في الاتفاق مع المالكي وفي إفشال محاولة سحب الثقة بعد ذلك”.
وأكد أن “ممثلي السنة الأساسيين وممثلي الأكراد الفعليّين وجزءا كبيرا من ممثلي الشيعة لن يقبلوا بالمالكي كرئيس لوزراء العراق في المرحلة المقبلة، فمهما حصل على أصوات لن يستطيع تشكيل حكومة لا تدعمها هذه الأطراف”.
الخريطة السياسية للانتخابات العراقية تتشكل من القوائم الشيعية المعروفة، والتي هي دولة القانون والأحرار والمواطن ثم القوائم الكردية المتمثلة بالحزبين الرئيسيين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وهي القادرة على استقطاب المكون الكردي بعموميته لرفد نتائج الانتخابات، ومن ثم القوائم الممثلة للطائفة السنية التي أضحت مشتتة دون سواها من القوائم الأخرى بسبب طبيعة القيادات البائسة لتلك الطائفة.
خصوم المالكي بدأوا يسنون سكاكينهم وسيوفهم لمحاسبته على حكومة فاسدة من السماء إلى الأرض، فبفضل حمودي وأبو حمودي وعمامة ابن حمودي, تحوّل العراق إلى واحد من أكثر دول العالم فسادا، فها هو فائق الشيخ علي يقول “المالكي لن يعود رئيساً للوزراء لو انطبقت السماوات على الأرض، فالشيعة ضده، والسنة ضده، والأكراد ضده، وكذلك الدول الإقليمية والدولية ضده”.
وها هو رئيس حزب الأمة مثال الآلوسي والذي وصفه المالكي بالطائفي والفاسد والدكتاتور قال “مشكلة المالكي هي أنه يعاني فشلا لثماني سنوات على المستوى الاقتصادي الأمني، وسط تفشي الفساد، ومحاولته السيطرة على الهيئات المستقلة والقضاء العراقي، والتهرب من تقديم حسابات ختامية للموازنة، وأخيراً إعلانه عدم اعترافه بالبرلمان الذي انتخبه، لذلك فإن الفعل لدى المواطن يقاسيه، بل حتى إنه واجه انشقاقات داخل صفوفه، وزاد أن هذه أدلة على أن الانتخابات المقبلة لن تكون كما يشتهيها (...) المالكي سيقف في المحكمة كما وقف صدام حسين”!!
إذن المالكي في محنة حقيقة وبدأ يستشعر بأنه بات قريبا من قضبان سجن لطالما استخدمه هو في سلطته ضد خصومه من الأبرياء، وسقوطه بدوره سيفتح كل عفونة المالكي السابقة وكل شركائه، فلا أحد يصدق أن دولة ميزانيتها السنوية 150 مليار دولار، أي أن المالكي ومنذ أن استلمها في عام 2004 حتى اليوم وصلت إلى 750 مليار دولار، نصفها (450 مليار دولار) ذهبت في جيب حمودي!!
لكن هل المالكي الوحيد الخاسر؟
خسارة المالكي “بياع الكلاسين والنعل” للانتخابات ستمثِّل قاصمة ظهر للإيرانيين ومحورهم الثلاثي، ومن ثم خسارة لنظام الأسد في سوريا والذي يدعمه الولي الفقيه في حرب الإبادة التي يشنها ضد شعبه عبر بغداد الرشيد، وبالتالي تعني نهاية مرحلة من تاريخ التبعية العراقية لإيران..!!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية