العدد 2179
الخميس 02 أكتوبر 2014
banner
هل يخدع حيدر العبادي نفسه؟ داود البصري
داود البصري
الخميس 02 أكتوبر 2014



من الواضح أن رئيس الحكومة العراقية الدكتور حيدر العبادي يمشي على خيط رفيع جدا في طريق جهنم العراقي، فهو في مواجهة شقوق وفتوق وشروخ مجتمعية وسياسية وعسكرية خطيرة جدا تهدد وحدة العراق بسبب حجم الهزائم العسكرية والتركة الثقيلة التي تركها له رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والذي مازال يتآمر ويمني النفس بعودة جديدة لكرسي الوزارة الأولى وهي أمنية تشابه حلم إبليس في دخول الجنة!
كما أنه أي العبادي في ورطة إرضاء حلفائه الطائفيين والمرتبطين مباشرة بالنظام والمشروع الإيراني مثل المجلس الإيراني الأعلى وبقية العصابات الطائفية التي هي فروع للحرس الثوري الإيراني مثل عصابة بدر! أو عصابة العصائب أو عصابة الصدر الذي خف صوته هذه الأيام لأن بطاريته تحت الشحن في إيران (الشقيقة)! وحيث سيظهر قريبا وهو يرتدي حلة الجنرال ليقاتل الأميركان في مقبرة النجف!
ولعل تأكيد العبادي حصوله على ضمانات بعدم دخول قوات برية غربية (أميركية) تحديدا للعراق فيه خداع كبير للنفس أولا وللجماهير ثانيا، فآلاف الجنود الأميركان توافدوا على قواعدهم القديمة في العراق ولو تحت صفة مستشار!! بلغ عددهم 13000 مستشار! وهو رقم غير مسبوق في تاريخ المستشارين في الكون! كما أن العبادي ما فتئ يقول لإرضاء المعسكر الإيراني طبعا فنحن نتفهم وضعيته النفسية الصعبة والحرجة إن القوات العراقية أكثر من كافية لمقاتلة الإرهابيين وإن ما ينقصهم الغطاء الجوي؟ والسؤال هل تمتلك داعش أو العشائر سلاحا جويا يمنع تقدم قوات العبادي وميليشيات الحشد المتجحفلة معها! ولماذا فشلت قواته والعصابات الشعبية الطائفية المرافقة في فك حصار الجيش في الصقلاوية! خصوصا ان الحشود الشعبية التي يتحدث عنها مجرد أرقام لا تمتلك فاعلية التحرك الميداني الناجح؟ ثم من أين جاءت للعبادي الضمانات التي تمنع دخول ومشاركة قوات برية غربية للقتال!
الأمر ببساطة ليس بيده ولا بيد حكومته ولا بيد الحكيم الصغير بل بيد قيادة الأركان الأميركية فهي وحدها التي تقرر طبيعة التدخل بعد دراسة الموقف الميداني؟
نعلم بأن العبادي ليس عسكريا وهو قائد عام بحكم منصبه وليس تخصصه! ولكن مثل هذه الأمور لا تنفع معها شطارة أو حذلقة أو محاولات اللعب بالكلمات! لقد طرد العبادي القيادات العسكرية السابقة الفاشلة والمرتشية والمرتبطة بقائد الفساد ومختار الهزائم نوري المالكي! واليوم بدون قيادة أركان حقيقية، إن الجيش العراقي الحالي أشبه بالجيش السوري عشية حرب 1967 حينما دخل الحرب بدون قيادة أركان لأن قيادة البعث أعدمت غالبية القيادات!
اليوم يتكرر المشهد بهزلية سقيمة ومؤسفة في العراق في ظل حالة الجهل المركب الذي تعيش في ظله السلطة العراقية بكامل أركانها، الحقائق الميدانية تقول إن الجموع الطائفية المحتشدة لن تستطيع أبدا مواجهة داعش والعشائر بل باتت تنفذ للأسف مخططا ديموغرافيا طائفيا يتمثل في استباحة مناطق وإحلال آخرين محل السكان بعد التهجير! والعبادي طبعا لا يرضى أبدا بمثل تلك الأساليب حسبما هو ظاهر لأنه مكلف بمهمة كلفه بها التحالف الغربي (البريطاني) تحديدا وهي إنقاذ ما يمكن إنقاذه ومحاولة تقليم أظافر النظام الإيراني في العراق وليس استئصالها فتلك مهمة شبه مستحيلة تحتاج لاحتلال أميركي جديد للعراق!
العبادي يحارب على جميع الجبهات من أجل إرضاء الجميع وهي أيضا مهمة مستحيلة، فإرضاء الحليف الإيراني والحليف الأميركي في وقت واحد هو أمر مستحيل، وعصابات إيران في العراق باتت تشحذ سكاكينها للمواجهة الحتمية القادمة فجنود العم سام يعودون للعراق وفقا لحسابات البنتاغون وهي أكثر دقة وتفصيل وأصدق أنباء من وعود وعهود العبادي.

إيلاف

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .