العدد 2010
الأربعاء 16 أبريل 2014
banner
العمل التطوعي في المدارس هدى هزيم
هدى هزيم
الناس
الأربعاء 16 أبريل 2014

لفت نظري مشروع تطوعي لطلبة المرحلة الثانوية بمدرسة الإيمان تحت عنوان “دائرة السعادة”، وهو أحد المشروعات المشاركة بجائزة العمل التطوعي لوزارة التربية والتعليم لعام 2014.
ويعمل القائمون على المشروع في نشر ثقافة العمل التطوعي بين طلبة المدرسة وإشراكهم في الأعمال الخيرية لفئة المعوزين والمرضى؛ وذلك بهدف رسم الابتسامة وإدخال الفرح والسعادة في قلوب الفقراء والمحتاجين.
ورغم انطلاق المشروع منذ فترة وجيزة، إلا أن جهود الطلبة أثمرت إنجاز عدة مشاريع خيرية، منها نقل أسرة معوزة للسكن في شقة لحين ترميم منزلهم القديم، وتوفير احتياجات خاصة لمسن، وجمع مبلغ لعلاج طفلة معوقة.
ثقافة العمل التطوعي مازالت محدودة بين شبابنا، وإدماج العمل التطوعي ضمن البرامج والأنشطة المدرسية يساعد بشكل كبير على نشر الوعي بأهمية هذا العمل النبيل ودور المتطوعين في خدمة المجتمع.
كما ستسهم تلك البرامج والأنشطة المدرسية في حل كثير من مشاكل الطلبة وشغل أوقات فراغهم وتحفيز اهتماماتهم وجذبهم لأعمال نافعة بدلا من تركهم للفراغ وما ينتج عنه من وقوع نسبة كبيرة منهم في مشاكل الإدمان والعنف وغيرها.

نشر وترسيخ ثقافة العمل التطوعي بين الطلبة بتنفيذ برامج وأنشطة مدرسية متنوعة تهدف إلى إشراك أكبر عدد من طلاب وطالبات المرحلة الإعدادية والثانوية في العمل التطوعي ومد جسور التواصل بينهم وبين المؤسسات والجمعيات الخيرية. عمل تربوي وإنساني غاية في الأهمية، ويلبي حاجات نفسية وعاطفية ملحة لدى الطلبة، ويعينهم على اجتياز مرحلة المراهقة بسلام. كما يفتح باباً واسعاً للطلبة للتعرف على الجهات والمؤسسات الخيرية والتواصل والعمل معهم في العطلة الصيفية، وبذلك نحقق منفعة مشتركة تخدم الشباب والوطن.
 نأمل من وزارة التربية والتعليم تعميم تلك الثقافة في جميع المدارس وتطوير وتوسعة الأنشطة المدرسية التي تخدم مجال العمل التطوعي، كما ندعو الجمعيات الخيرية للمبادرة بالتواصل مع الوزارة، والتنسيق لتطبيق خطة توعوية وبرامج متنوعة تحفز الطلبة وتشجعهم على العمل التطوعي.
العمل التطوعي من أكبر وأعظم الأعمال الإنسانية، وجزء أصيل من تعاليم ديننا وورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، وممارسته تعتبر علاجا نفسيا لكثير من الأمراض والمشاكل العصرية، ويوصي به خبراء وعلماء النفس والاجتماع لما له من فوائد في تحقيق القناعة والرضا النفسي والشعور بالسعادة. كما يعتبر مجال التطوع مدرسة يتعلم فيها المتطوعون الكثير من المهارات الشخصية والمعرفية، وهي فرصة ذهبية لتدريب الطلبة وصقل مواهبهم وتأهيلهم للاندماج في العمل.
مشروع “دائرة السعادة” بسيط في حجمه لكنه عظيم بفوائده ونتائجه الإيجابية على الطلبة والمجتمع. نأمل من وزارة التربية والتعليم تطبيق هذه التجربة الفريدة في جميع المدارس.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .