العدد 2170
الثلاثاء 23 سبتمبر 2014
banner
تدهور الأوضاع في اليمن... إلى أين؟ أحمد مبارك سالم
أحمد مبارك سالم
وقفات
الثلاثاء 23 سبتمبر 2014

منذ سقوط حكم الرئيس الأسبق لليمن علي عبدالله صالح وتولي خلفه عبد ربه منصور هادي مقاليد الحكم في البلاد، واليمن من حال متدهور إلى حال أكثر تدهوراً، وذلك حتى طالعتنا الأخبار مؤخراً مع بداية هذا الأسبوع إلى أن حجم التدهور الأمني قد وصل هناك إلى شل العاصمة صنعاء بسبب المعارك، حيث أغلقت الجامعات والمدارس والمتاجر، وتم تعليق الرحلات الجوية الدولية بسبب استمرار المعارك الدامية بين المسلحين الحوثيين وآخرين سنة مدعومين من الجيش رغم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى هدنة بين الطرفين، حيث بلغ عدد القتلى بسبب هذه المعارك الى العشرات، كما اقتحم الحوثيون مبنى التلفزيون وأحكموا السيطرة عليه، ووصف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي هذا الهجوم بأنه محاولة انقلاب على الحكم من الحوثيين، بالإضافة إلى أحداث هنا، ومصائب هناك، ومازال اليمن الجريح تتداعى فيه الأحداث بصورة مخيفة باتت تهدد استقرار اليمن في مقتل.
إن أوضاع اليمن الشقيق تزيد تدهوراً، لاسيما أن أنظار العالم باتت اليوم مسلطة نحو التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، ومنشغلة عما يجري في اليمن، وذلك على الرغم من أن بداية انفراط العقد هناك باتت على المحك، وبوادر اندلاع حرب أهلية لا يعلم مداها بات قريباً في ظل ما تفرزه تداعيات الموقف هناك.
ومما يستغرب ضمن هذا النطاق أنه على الرغم من قيام دول مجلس التعاون مجتمعة بإطلاق مبادرة قبل أكثر من ثلاث سنوات إبان الربيع العربي كانت ثمرتها تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتقلد الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، ليعقب ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومن ثم إطلاق حوار للتوافق الوطني، وذلك حتى برزت على الساحة قضية الحوثيين وحصارهم للعاصمة صنعاء، لتبقى الأمور هناك ما بين كر وفر، ولا شك أن تصاعدها في ظل الظروف الحالية مرحلة خطرة باتت تهدد الاستقرار في اليمن الشقيق في مقتل، وذلك وسط صمت من الدول المحيطة حول ما يجري من تصاعد في الموقف.
إن حجم خطورة الموقف اليوم في اليمن السعيد ينبغي إيلاؤه من الاهتمام المستمر خصوصا من دول الخليج العربي باعتبارها دولاً مجاورة لهذا البلد، وإلا فإن خطورة تفاقم الموقف ستترتب على الجميع دون استثناء، الأمر الذي يستلزم تحركاً سريعاً وجاداً لضبط الموقف الحاصل هناك، وعدم ترك الحبل على القارب بهذه الصورة حتى لا ينفرط عقد السيطرة على الأوضاع بصورة أو بأخرى.
ومن أجل ذلك، فلابد أن تستحث دول مجلس التعاون والمنظمات الدولية الخطى الجادة لاحتواء الموقف بدلاً من تركه هكذا يتصاعد في وتيرته، فاليوم سيطر الحوثيون على مبنى التلفزيون، وغداً يسيطرون على العاصمة وهكذا سيظل التأزيم في وضع التصاعد حتى يتم وضع الأمور ضمن إطارها الصحيح، لا سيما أن دول الخليج العربي تعتبر المتضرر الأكبر من غياب الاستقرار عن الأوضاع في اليمن، والذي تجمعها به الكثير من العلاقات، الأمر الذي يستلزم مزيداً من نطاقات الاحتواء التي ينبغي أن تعبر عنها الجهود على أرض الواقع لاحتواء الموقف بصورة أكثر قدرة على تقويض التصاعد في وتيرة الأمور هناك، ونتطلع أن يكون ذلك في القريب العاجل قبل أن تنفلت الأمور، وحفظ المولى تعالى اليمن الشقيق من كل مكروه، ورزقه الاستقرار والطمأنينة والأمن... اللهم آمين.
زبدة القول
في ظل تصاعد الكثير من الأزمات في عدد من البلدان المحيطة بدول مجلس التعاون – ومنها اليمن -، فقد بات من الضروري بمكان دق ناقوس الخطر لديها حتى لا ينفرط عقد السيطرة على الموقف أكثر مما هو عليه الآن، ولا شك أن ما يجري في اليمن يمثل نموذجاً لتصاعد وتيرة خطورة هذه الأزمات، وحفظ المولى تعالى الخليج العربي والعالم العربي والإسلامي بدوله من كل مكروه... اللهم آمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية