لورانس العرب داهية ذو مكر واسمه توماس إدوارد لورانس وُلد في مدينة ويلز عام 1888م، وتلقى تعليمه في كلية اليسوع بأكسفورد، وأمضى أربعة سنوات باحثا في متحف الكشف عن آثار الفرات البريطاني، وجُنّد في الجيش البريطاني في الحرب العالمية الأولى كضابط استخبارات ثم التحق بأركان حرب في قوة حملة الحجاز.
بعدها تم نقله الى هيئة أركان قوات الجنرال أللنبي في مصر، وعين بعد ذلك بوزارة المستعمرات البريطانية مستشارا قسم الشؤون العربية عام 1921م لسنتين. أُطلق عليه لورانس العرب لحنكته وإجادته لغة القبائل العربية وتغلغله بينهم، وأثره في التحريض على إيقاد الثورة العربية للتخلص من السلطنة العثمانية. أراد تغيير اسمه الأسطوري لورانس العرب لتضايقه منه فغير كنيته إلى شو عام 1927م، يُذكر كذلك أنه انضم إلى سلاح الجو البريطاني كطيار. انتهت حياة لورانس مقتولا عام 1935م بحادث دراجة نارية.
حينما طُلب منه أن يكتب عن الثورة العربية، وفُرغ لذلك العمل سنتين من عام 1919م ذكر قائلاً؛"أنني لا ادّعي أن هذا الكتاب (أعمدة الحكمة السبعة) نزيه غير متحيز، فقد كنت أكافح بيدي للتغلب على قاذوراتي". ذكر لورانس كذلك أن ما تم من وعود للثورة العربية قوله؛
"كان واضحا من البداية إنه في حال كسبنا للحرب فان هذه الوعود ستكون عبارة عن ورقة ميته". وقال عن العرب أيضاً؛
"إنهم أناس ضيّقي ومحدودي التفكير حيث أن ذكائهم جامد، وأن خيالاتهم نشطه لكنها غير خلّاقة، وأنهم شعوب
الفورات الجيشانات والأفكار، وسلالة العبقرية الفردية، وعدم إخلاص العرب لأفكارهم وعقولهم جعلهم عبيد مطيعين". بالطبع هذه تعميمات ذكاها لورانس من تفكيره الثعالبي، ومحيطه الذي تلبس فيه فهمه وحوره لمراده الخادم آنذاك للتاج البريطاني. وللأسف بعض ما قصده تم بدهاء ومكر استعماري.
يذكر لورانس أن الحجر الأساس الذي تم وضعه للثورة العربية حينما أنشأ ماكماهون المندوب السامي البريطاني في مصر بداية التفاهم مع الشريف حسين، وذكر أيضا أنه وجد سلالة وعشيرة الشريف حسين الأداة الملائمة للثورة العربية وذلك حينما التقى حسين وأبناءه عبدالله وفيصل وزيد وعلي، وبعد لقائهم عاد لورانس إلى مصر مسرورا وواثقا ليبلغ رؤساؤه بالوضع الأولي للثورة ووضع الفصائل والعشائر المؤيدة التي بها تمت الانطلاقة الأولى للثورة العربية. بالطبع هنالك دواعي لحرية واستقلال العرب في ملابسات تردي أوضاع وقهر لكثير من ولاة السلطنة العثمانية التي كانت تعيش خواتم حالتها التي شبهها الإنكليز والفرنسيين "الرجل المريض"، وملمح أخر ولادة حركة الإتحاد والترقي القومية التوجه ذات المطامع بالسلطنة وحكم تركيا. والعبرة هي أن الحرية يأخذها أهلها استحقاقا، ولا تأتي من صنيع قوى خارجية ماكرة.
هكذا فعلت بريطانيا بدهائها وشيطنتها ان تقود حربا جندت فيها قبائل عربية مدركة كيفية استغلالها ومعرفة ما يُحركها ويحرضها بوعود زائفة كانت مرسومه بذكاء لم يتبين أمرها إلا بعد الانتصار في الحرب العالمية الأولى، واستتباب القوة لبريطانيا وحلفاءها وخلقها جغرافية ارتكزت على معاهده سايكس بيكو. كان لورانس أحد أهم الملاقط الاستخباراتية في مهمة الثورة العربية قال عنه ونستون تشرشل "لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجة ماسة اليه "
لورنس له بعض مؤلفات منها؛ ثورة في الصحراء وكذلك قلاع الصليبيين، وأشهرها كتاب أعمدة الحكمة السبعة وفيه سيرة ذاتية ومذكرات التي أخذت أكثر من ثلاث سنوات وهذه مختارات منه؛
"العرب يثقون بالأشخاص وليس المؤسسات. فهم رأوا فيّ عميلا حرا للحكومة البريطانية، وطلبوا مني العمل على تطبيق الوعود المكتوبة من قبل الحكومة". الوعد دولة عربية مستقله بعد انتهاء الحرب.
وله قول كذلك؛
"فكل بستان ملائم للسرقة يجب أن يكون عليه حارسا، وكلاب حراسة، وأسوار عالية، وأسلاك شائكة، ليشكل له حصانة منيعة"
"وأن الإرادة هي أضمن دليل لتقود إلى عدة طرق مؤدية من الهدف إلى الإنجاز".
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |