+A
A-

فيديو "البلاد": متحف مساعد.. مليون قطعة تراثية ووثائق

في زيارة مختلفة، ومعلم مختلف، بدا المتحف الشخصي لعلي مساعد في البسيتين مغايرًا عن بقية نظرائه بمدن وقرى المملكة والتي تعبر بمحتواها عن أصالة الشعب، وتاريخ وطن بني منذ البدايات الأولى على سواعد أبنائه.

فالمتحف والذي يتكون من ثلاثة أدوار دفعة واحدة، يحتضن عشرة أقسام رائعة، تقود الزائر في رحلة سريعة إلى الماضي، إلى زمان أول، ليستذكر خلالها يوميات البقالة وغرفة العروس والغوص وغرفة المعيشة وصالون الحلاقة وغيرها، كيف كانت وما هو لونها؟

يقول مساعد “بدأت في تجميع القطع التراثية المختلفة العام 1980م كهاو، ثم قمت بجمعها في هذا المتحف كي أحفظها من الضياع العام 2000م”.

وعن عدد القطع المتواجدة “تقدر بأكثر من مليون قطعة، غير المركونة في المخزن”. ويزيد مساعد “لدي عشرة أقسام، أبرزها الدكان والقهوة الشعبية والمطبخ الشعبي والمجلس، والحلاق، وغيرها، كلا منفصل عن الآخر”.

وعن أبرز محتويات المطبخ الشعبي قال “(الجدور) القديمة، و(الكابات)، و(الصحون) والسلال، ولقد اهتممت بإبرازها لأنها كانت من أساسيات المطبخ البحريني حينها، خصوصًا بمدينة المحرق”.

وعن الدكان قال “جهزت الدكان في متحفي بحيث يكون مطابقًا للدكان القديم تماماً، ويشمل كل المرطبات التي كانت تباع في السوق البحريني القديم، كـ(النامليت)، و(الكراش)، و(المشن)، والعنب كولا، والرمان كولا، بالإضافة إلى الحليب والحلويات والشوكولاتة، وزاوية صغيرة لـ(الحواج)، وغيرها الكثير”.

وفي زيارتنا للمجلس القديم، كان بواقع الأمر مذهلاً، وكأنك ركبت آلة للزمن، وعدت الى خمسينيات القرن الماضي في زيارة خاطفة، وبدت الجلسة الخشبية في صدارته أنيقة وبحالة ممتازة رغم عتقها، الدلال على أطرافه، وعدد واسع من التحف واللوحات والصور القديمة، وأيضًا (المناظر) والدولايب القديمة، وعدد ولا حرج. ويكمل مساعد “أعددته كجزء رئيسي من المتحف، كما أنه مكان لاستقبال الضيوف”.

سألته هنا “أرى صورًا كثيرة لجمال عبدالناصر في زوايا متحفك، ما الحكاية”.

ابتسم مساعد معلقًا “نعشق جمال عبدالناصر بالوراثة، ولقد كنا نرى صوره في كل مكان ونحن أطفال صغار، في البيوت، والدكاكين، وصالونات الحلاقة، وفي غرفة والدي -كمثال- كانت صورة في كل أرجائها”.

انتقلنا بعدها في زيارة لقسم الأجهزة، حيث بدا المكان غارقًا بالكاميرات والتلفونات والراديوهات القديمة، وأوضح مساعد بأنه قام بشراء كافة الكاميرات من محل (ِشير) بالمنامة، بعد أن عرضها للبيع بأسعار التصفية قائلاً “شريتها كلها بحدود سبعمائة دينار، وهي كاميرات نادرة وبحالة ممتازة، ومرفق معها معدات التحميض ولوازمها”.

وهنا قال مساعد “هذا الركن مهم، ويجذب اهتمام الزوار، خصوصًا وأن أغلب مقتنياته لا تزال بحالة ممتازة، ولكنك إن سألتني سأقول لك أن قسم الوثائق هم الأهم”. وأشار الى زاوية قريبة، وهو يتابع بحديثه “حياك”.

ويكمل “بهذا القسم تاريخ البحرين، من وثائق ومراسلات أصيلة لمستشار البحرين السابق، ووثائق تعود للحرب العالمية الثانية وتوثق مراحل التحول في البحرين حينها، ووثائق للشيخ عيسى بن علي آل خليفة وغيره من رموز الأسرة المالكة الكريمة”.

ويزيد “بالإضافة لعدد واسع من الجوازات القديمة، ودفاتر البنوك، ودفاتر شخصية مختلفة، منها كراسات مدرسية لعدد من شخصيات المجتمع المعروفة، ككراسة الصف الخامس الابتدائي للكاتب حافظ الشيخ”. وعن آخر الوثائق التي اقتناها مساعد قال “اشتريت مؤخرًا قرابة الثلاثمائة وثيقة أصلية، كلها قديمة ونادرة، وتخص عوائل بحرينية معروفة، على أيام زمن الغوص ومن بعده”.

ويزيد مساعد “كما ترى فإن هنالك أقسامًا مهمة، مثل غرفة العروس والتي تنقل الزائر للغرفة الأصلية بكافة محتوياتها وتجهيزاتها بذلك الوقت، وفيها صورة للتكافل الاجتماعي الرائع، حيث كان الجيران والأصدقاء يشاركون العروس الهدايا والتجهيزات في ليلة العمر، من عطور، ومرايا، وغيرها”.

ويواصل مساعد” هنالك أيضًا غرفة الغوص والتي تحتضن كافة أدوات ومعدات البحارة الأصلية، وأيضًا عدد من الوثائق لطواويش ونواخذه”.