+A
A-

العالم الافتراضي ينتصر على الجائحة... واستمرارية الأعمال والتعليم بتحقيق التباعد الاجتماعي

يعتبر العالم الافتراضي من أبرز ملامح الحياة اليومية، خصوصا في ظل انتشار جائحة كورونا؛ كونه الوسيلة الأجدى في تحقيق خطط التباعد الاجتماعي مع الحفاظ على وتيرة وأداء الأعمال وسير العملية التعليمية على مختلف مستوياتها، لذلك فقد استطاع العالم الافتراضي تحقيق الانتصار على هذه الجائحة ولم يمكنها من تعطيل مناحي الحياة.

وبما تمتلكه من بنية تحتية قوية واستعدادات للتحول الرقمي، تمكنت مملكة البحرين من تسخير منصات الاتصال والتواصل ضمن أهم ما تم توظيفه في جهود التصدي لفيروس كورونا.

وفي استطلاع لوكالة أنباء البحرين (بنا) أجمعت شرائح من المجتمع البحريني على أن الإجراءات الاحترازية المبكرة التي اتخذتها مملكة البحرين للتعامل مع انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، كان لها الأثر الأبرز والأكثر فاعلية من خلال تبني أسلوب جديد يعتمد على إتمام المهام في مثل هذه الظروف الاستثنائية وتفعيل منهجية العمل والتعليم عن بُعد، والاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي هذا السياق أكد رئيس لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب النائب عبدالله الذوادي أن توظيف التكنولوجيا الرقمية الحديثة والمتقدمة من خلال تطبيق نظام متكامل لتقنيات المعلومات والاتصالات وأمن المعلومات وتسريع برامج التحول الرقمي في مؤسسات الدولة يساهم في استمرارية الأعمال وترشيد المصروفات، وتنويع مصادر الدخل الحكومي، وتحسين كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين، إضافة إلى توفير فرص عمل جديدة مستدامة للمواطنين.

وأضاف، تمكنت مملكة البحرين من مواصلة الأعمال عن بُعد بفضل هذه التقنيات، منها جلسات مجلس الوزراء واجتماعات مجلس النواب والتعليم ومعظم شؤون الأعمال، والتي بدورها تعزز المكانة التي تحتها مملكة البحرين في جاهزية البنية التحتية الرقمية والاقتصاد الرقمي.

ولفت الذوادي إلى أن أفق التكنولوجيا الإلكترونية والتحول الرقمي الذي أصبح واقعاً وانعكست نتائجه في النمو الاقتصادي، واعد جدا من جميع النواحي، كتطوير خدمات الزبائن، وتحسين الكفاءة وإجراءات العمل وبناء كوادر إبداعية قادرة على إدارة الفضاء الرقمي بجدارة.

ومن جهته قال النائب محمد خليفة بو حمود إن ما تفضل به جلالة الملك في بداية دور الانعقاد الثاني من التأكيد على ضرورة مواصلة جهود التحول الرقمي، قد تجسدت أهميته وجدواه في هذا الظرف الاستثنائي، ومن الممكن بدء العمل بالتطبيقات المتعددة لتكنولوجيا الاتصال لتحقيق تحول إيجابي في العديد من الأمور، ولعل أهمها الجوانب الاقتصادية، وتوفير المصروفات وتقليص السفرات الذي أصبح الآن ممكنا بفضل هذا الانفتاح على الفضاء الإلكتروني. وأكد الخبير التكنولوجي ورئيس جمعية الذكاء الاصطناعي جاسم حاجي أنه مع انتشار فيروس كورونا والمكوث في المنزل أصبح للتحول الرقمي دور كبير في تيسير الأمور، لكن عند تسليط الضوء على تقنية الواقع الافتراضي نرى مدى الإيجابيات التي كنا نغفل عنها، كما تعتبر تجربة تنقل المستخدم الحقيقي إلى عالم رقمي افتراضي، وكانت التطبيقات الأولية لتلك التقنية هي الألعاب، لكن اليوم تُستخدم بكثرة في مجالات التعليم والتدريب عن بُعد، وزادت أهميتها حاليا مع الأوضاع التي نواجهها بسبب فايروس كورونا.

ودعا حاجي إلى اتخاذ تقنية الواقع الافتراضي كبيئة في العالم الحقيقي يمكن تكييفها تدريجيا مع تواصل التطور في هذا المجال ومع نضوج تقنية الواقع الافتراضي، حيث يشهد العالم تزايد عدد التطبيقات في النمو مما يمكن أن يؤثر إيجابا على التسوق والترفيه والعمل وغيرهم.

ومن جهة أخرى لاشك أن التسارع في تطور مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كان له بالغ الأثر على استحداث إستراتيجيات التعلم، فاحتل التعليم الإلكتروني مكانة مهمة لدى عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة؛ ما جعله مواكبًا لعصر السرعة والتكنولوجيا، فكوّنت هذه الوسائط أرضية خصبة لتفعيل منظومة “التعلم عن بُعد” التي تستثمر التطور التكنولوجي لضمان عملية التواصل بين المعلّم والطلبة وبالتالي التحقق من اليّة المضامين التعليمية.

إلى ذلك نوهت المعلمة منال جواد علي أن تجربة التعليم عبر الفضاء الافتراضي متميزة، حيث استطاعت من خلالها تقديم خدمات إلكترونية لطلبتها، وتقديم أنشطة إثرائية مُختلفة وحرصت على التواصل مع أولياء الأمور الذين هم بأمس الحاجة للعون والمساعدة لتسهيل عملية التعليم على أبنائهم الطلبة.

وأكدت الجهود الكبيرة والمثمرة التي بذلها كافة المعلمون في البحرين لإعداد ورفع الدروس والأنشطة من المنزل لطلابهم، وهذا ما شجع أولياء الأمور على الحرص والاهتمام بالدروس الإلكترونية التي تقدم لأبنائهم. وأضافت أن التعليم الإلكتروني فرصة للطلبة ليتعلموا التعامل مع التكنولوجيا. منوهة أن تجربتها كأم ومعلمة اتسمت بسهولة التوفيق بين المتطلبات الوظيفية وواجباتها كأم. وعن آراء أولياء الأمور وطلبة المدارس الحكومية بشأن استخدام البرامج والمنصات الافتراضية، أكدوا توافر الوسائل المتنوعة التي وفرت لهم، مما يدل على الاهتمام الكبير باستدامة الخدمات التعليمية. وفي هذا الصدد قال عادل الحوري إن إستراتيجية التعلم عبر الفضاء الالكتروني أتاحت توفير الوقت واستخدام تطبيقات جديدة وسهلة لتعليم الأبناء، كما أن التواصل مع الأهل في زمن جائحة كورونا عن طريق التواصل بالهاتف أو عبر برنامج مايكروسوفت قرّب الجميع رغم التباعد الاجتماعي.

من جهتها، قالت الطالبة معصومة عبدالجليل إنها تقوم بمتابعة دروسها عبر البوابة التعليمية بما توفره من دروس وتطبيقات مركزة، إضافة إلى إمكان التواصل مع المدرسات بتزويدنا العديد من الدروس.

وقالت الطالبة هاجر الرشدان إنها تحضر المحاضرات الجامعية عبر التطبيق الذي دشنته الجامعة، وتشاركهم في الحلقات النقاشية والتي استفادت منها بشكل كبير.