+A
A-

لو سمحت امسح نظارتك

كنت يوما جالسا مع أحد أصحابي في مكتبه في إحدى الشركات، ولاحظت بأن نظارة صاحبي متسخة قليلا، ولم يكلف نفسه بأن يمسح الوسخ من عليها.

هنا تذكرت القصة المشهورة بين الزوج والزوجة وكيف أن الزوجة تتذمر من ثياب جيرانها المنشورين في بلكونتهم المقابلة لهم، وكيف أن الزوج حاول تكرارا ومرارا أن يبين لها بأن ما تشاهده غير الواقع، إلا أنها لم تصدقه وعليه طلب من زوجته أن تعطيه نظارتها، وقام بمسحها وتنظيفها ثم ألبسها إياها، وقال لها ماذا تشاهدي الآن، فقالت أشاهد ثيابا نظيفة.

وأنا يدور في خلدي هذه القصة، فقلت في نفسي لم لا أمتحن صاحبي، فقلت ماذا ترى حولك، فقال أرى المنظر متسخا، فقلت له امسح نظارتك، ثم أعد النظر.

نعم في حياتنا نشاهد الكثير من القصص من سوء الظن بالآخرين، وغيرها من تصرفات نتعجب من الأفراد ولما يقومون بها أو يقولون بها.

فلو تمعنا لرأينا أن هناك جملة من الأوساخ متعلقة بالأنفس، وعندما يقوم الفرد فينا بتنظيف سريرته، فإنه سيشاهد حوله كل الأمور جميلة، وأن الحياة تستحق الفرح والسرور، فهل ننظف نظارتنا يوميا لنتمتع بمنظر بديع يسر الناظرين.

مجدي النشيط