+A
A-

محمود حميدة: أقدم سينما محترمة.. ولا أبيع البطاطا

يؤكد الفنان المصري الكبير محمود حميدة أن التسلح بالعلم يعد أمرا حيويا لكل من يفكر أن يلتحق بالعمل في أي مجال خاصة السينما، وأن شغفه بالمعرفة هو السبب الأساس وراء بناء نفسه معرفيًا أو تكوينه المعرفي، مضيفًا أن الفضل في هذا يعود إلى والده الذي اتبع معه منذ الصغر عندما بدأ في قراءة كتابه الأول.

النجم يحضر باستمرار مهرجان دبي السينمائي بشخصه وبأفلامه الكبيرة، وكان لمسافات البلاد لقاء خاص ضمن الصحفيين في المهرجان، وكان هذا الحوار الشائق معه:

تتحدث دائما عن ضرورة التعليم والتخصص في السينما.. حدثنا عن ذلك؟

شخصيا دخولي عالم الفن بمختلف أنواعه بدأ بمحض الصدفة عندما تعرفت على إحدى الفتيات في بداية حياتي كراقص شعبي في أحد الفرق، وشغفي بالمعرفة والعلم هو السبب الأساس وراء بناء نفسي معرفيًا أو تكوينه المعرفي، ويعود الفضل في هذا إلى والدي الذي اتبع معي منذ الصغر عندما بدأت في قراءة كتابي الأول.

في رأيك ما الذي يعرقل إنتاج فيلم سينما عربية؟

أرفض الاعتقاد السائد عندنا في مصر أو في أي مكان عربي بين غالبية السينمائيين، أن يكون التمويل هو العنصر الأول في عملية الإنتاج السينمائي، وأن صناعة الفيلم ووضع تصور له على الورق أهم من تمويله؛ لأنه إذا تم منح الأولوية للتمويل فقط، فسنكون بذلك قلبنا موازين العملية الإنتاجية، وأتذكر عندما أخبرت المخرج الراحل يوسف شاهين في إحدى المرات عن تعجبي من شراء اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري كاميرتين ذات تقنية عالية، وباهظة التكلفة، وعلى الرغم من ذلك لم يتم استخدامهما في تصوير أي أعمال! خصوصا وأن شاهين صوّر فيلمه “الناصر صلاح الدين” بكاميرا بدائية التقنية، والتي تصوّر العمل الفني بالكامل بشكل صامت، واضطر من بعدها لعمل دوبلاج كامل له؛ لسهولة حركتها.

لماذا اتهمت بالفساد في الإعلام المصري مؤخرا؟

لأنهم يعرفون بأني أنا أول ممثل مصري يطلب أموالا نظير ظهوره في لقاءات تلفزيونية، وحينما رفضت قلت لهم بالمصري: “أبويا ما علمنيش ببلاش”. لهذا لقبت بالفاسد، ونعم أنا فاسد؛ لأني أطالب بحقي!

هل تعتقد أن السينما أصبحت بعيدة عن الناس؟

إذا كانت بعيدة عن متناول الناس، فهي ليست سينما؛ لأن الدائرة لا تكتمل إلا بوجود الجمهور. السينما جميلة تتحدث عن الخيال، خيال كل شيء، خيال الفقير الذي يريد الانتقام من الذي ينهب أمواله، خيال المحب الذي ينتظر حبيبته، خيال الطفل الذي ينظر للعالم من عين الأبطال في هوليوود، وهكذا.

كيف تختار النص السينمائي اليوم بعد كل هذه السنوات في السينما؟

في البداية يجب أن يناسبني العمل من النواحي كافة حتى أجري؛ لأني موظف في هذه الصناعة، وشغلي أن أقدم الشخصية أمام الكاميرا، وفي هذه الناحية لا أحد أو شيئا يستطيع إغرائي أو مفاوضتي أبداً، أنا صاحب مهنة أحترمها وأدّعي أنّي أجيدها، وأي كلام من قبيل أخذ الفرصة لاستعراض العضلات مرفوض تماماً، فأنا لا أبيع البطاطا!

حدثنا عن فيلم فوتوكوبي؟

فيلم فوتوكوبي تدور أحداثه حول محمود، وهو رجل في نهاية العقد الخامس يمتلك مكتبة لتصوير المستندات بشارع عبده باشا، حين يطلب منه طباعة أوراق بحثية عن انقراض الديناصورات يصيبه الموضوع بالهوس، ويشعر أن ذلك سيفسر تدهور حالته المادية وعدد زبائنه الذي يتناقص يومًا بعد الآخر.

برأيك، هل نافست أحمد زكي فنيًا في وقت من الأوقات؟

حينما بدأت العمل الفني كان أحمد زكي كبيرا، فكيف أنافس قامة كبيرة؟

الكثيرون من عشاق فنك يشبهك بالراحل رشدى أباظة؟

هذا أمر جميل جدا، والحقيقة أن هذا اللقب كبير عليَّ، ويشرفني ذلك بالطبع.

ألم تستهوك هوليوود؟

لا، ونعم. أنا أعمل في السينما، والسينما جسر لكل العالم، أعتبره كالهاجس، لكنه لم يعش معي كثيرا!