+A
A-

استمـرار التنـاول الإعـلامي لمنـاهضـة العنـف ضـد المـرأة

أوصى المشاركون في الحلقة النقاشية التي أقامتها جمعية التجمع الوطني الدستوري (جود) بمقرها بمنطقة سند بضرورة الاستمرار في التغطية الإعلامية والصحفية للموضوعات التي تتحدث عن مناهضة العنف ضد المراة، وخلق تواصل مستمر بين وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بحقوق المرأة، كما أوصوا بالمزيد من التشريعات والقوانين الخاصة بالإعلام الإلكتروني الحديث -مواقع التواصل الاجتماعي - لحماية المراة المعنفة.

وكانت الحلقة النقاشية قد أقيمت بالمجلس النسائي بقاعة جمعية (جود) يوم أول أمس، والتي تحدثت فيها المستشارة الاعلامية ليلى الحدى وأدارتها الاعلامية سهير العجاوي، وبحضور رئيسة المجلس النسائي بالجمعية سامية الحوطي، والمنسقة أمل السويدي، وبحضور رئيسة الاتحاد النسائي البحريني بدرية المرزوق، وجمهور عضوات الجمعيات النسائية.

وقالت ليلى الحدي في حديثها إن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أقرت تاريخ 25 نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وهي مناسبة ذات أهمية بالغة بالنسبة لكل المجتمعات البشرية؛ ذلك لأن العنف ضد المرأة مازال يمارس في أماكن كثيرة من العالم، ولذلك التوقف بالحوار والنقاش حول هذه المناسبة يمثل نوعا من المكافحة لهذه المعضلة التي تفرز سلبيات كثيرة في المجتمع ما لم تتصد لها المؤسسات التشريعية والبحثية والفكرية والمعرفية ومؤسسات المجتمع المدني خصوصا.

وأشارت الحدي إلى أن الجمعية استبقت الجميع في البحرين لتناول موضوع العنف الممارس ضد المرأة في هذا اليوم العالمي، وقد اعتادت هذه الجمعية على مناقشة الموضوعات التي تهم المجتمع بالدرجة الأولى؛ من أجل معالجة السلبيات الموجودة كافة من خلال فتح الحوارات والنقاشات بحضور المختصين والخبراء ومن يهمه الأمر، مؤكدة بأن تعاون مؤسسات المجتمع المدني مع المؤسسات الصحفية والإعلامية من شأنه أن يرتقى معرفيا وثقافيا بالمجتمع، ويخلق مستوى توعويا عاليا بين الرجال والنساء على السواء.

وفي بداية حديثها في الحلقة النقاشية، تطرقت الإعلامية ليلى الحدي إلى محاور عدة تمثلت في أنواع العنف عموما في الخليج وبالتحديد البحرين، كالعنف الجسدي واللفظي والنفسي والجنسي والاقتصادي، حيث قامت بتقديم تعريفات وشروحات حول أنواع العنف الذي يمارس تجاه المرأة، وما يجمع بينها في إطار الظلم الواقع على الزوجة، وفي المحور الثاني ناقش دور وسائل الإعلام في مناهضة العنف ضد المرأة من خلال التغطيات الإعلامية العربية واصفة الطريقة التي يعالج بها الإعلام العربي هذا الموضوع الحساس غير ملائمة أو منحازة أو يكتنفها الاستعجال في طرح الموضوع.

وفي المحور الثالث تطرقت المتحدثة الحدي إلى الواقع الحقيقي والتجارب العنفية في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية مقدمة مثالا بذلك ما تعرضت له الزوجة والأم زهراء صبحي إحدى ضحايا العنف الأسري في البحرين، والتي انتشرت قصتها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأوضحت المتحدثة بأن الحملة الإعلامية التي صاحبت قضية زهراء في مواقع التواصل كانت قوية خاصة من جانب مؤسسات المجتمع المدني التي استنكرت هذا الفعل البشع.

وفي السياق ذاته، أشارت الإعلامية ليلى الحدي إلى أهمية الدراما التلفزيونية والإذاعية والمسرحية في خدمة ومعالجة قضايا المراة عموما، ومناهضة العنف ضدها خصوصا وذلك لما للأجهزة الإعلامية والإبداعية من تأثير عال بالنسبة للمشاهدين والمتلقين للرسالة الإعلامية، حيث نادت الحدي بضرورة “الابتعاد عن عرض واستغلال المرأة في الإعلانات كسلعة تجارية، من شأنها أن تقلل من مكانتها في المجتمع، بل تجعلها مكان ازدراء من البعض، فلابد من تغير الصورة النمطية في وسائل الاعلام المختلفة وتبني الخطاب الديني المعتدل وإدماج مفاهيم حقوق الإنسان والمساواة خصوصا في المناهج الدارسية، مع ضرورة الاهتمام بالحملات التوعية في وسائل الاعلام المختلفة والاستمرارية فيها”.

وفي ختام الحلقة النقاشية دارت حوارات كثيرة حول العنف ضد المرأة التقاطعات التي تحيط به من الزوايا كافة، الاجتماعية والإعلامية والقانونية، والاقتصادية، بعدها قامت رئيسة المجلس النسائي بالجمعية سامية الحوطي ومنسقة المجلس النسائي أمل السويدى بتكريم المتحدثة في الحلقة الحوارية المستشارة الإعلامية ليلى الحدي، والإعلامية سهير العجاوي التي أدارت الحلقة بمهنية إعلامية.