+A
A-

عُمان تحتفل اليوم بالذكرى السابعة والأربعين للعيد الوطني المجيد

المنامة - سفارة سلطنة عُمان: تحتفل السلطنة اليوم الثامن عشر من نوفمبر بالذكرى السابعة والأربعين للعيد الوطني المجيد، وهو يوم فخر واعتزاز لكل أبناء الشعب العماني الوفي وعرفانا لباني نهضة عُمان الحديثة السلطان قابوس بن سعيد يعبر فيها المواطنون عن خالص الامتنان وصادق الحب والولاء لجلالته، مجددين العهد والولاء للسير قدمًا تحت رايته وخلف قيادته الحكيمة.

وتأتي احتفالات سلطنة عُمان ومواطنيها بهذا اليوم المجيد على قلوب العمانيين والسلطنة تمضي قدما في ظل مجد عظيم خالد، رسخ جلالة السلطان أركانه، ورسم طريقه وأهدافه ووضع قيمه المُتزنة، وعاداته وتقاليده السمحة، فكانت الدولة العصرية التي يشهد العالم بإسهامها الحضاري والفكري وحضورها الفاعل في المحافل الإقليمية والدولية ومنجزاتها التنموية المحققة على الصعيد الداخلي، الشاهدة على حجم الجهود الحكومية التي بذلت منذ فجر النهضة المباركة عبر الخطط والبرامج التنموية، والتي كان ولا يزال غايتها الإنسان والمجتمع، وشملت القطاعات كافة كالتعليم العام والعالي، والخدمات الصحية والاجتماعية، وخدمات الكهرباء والمياه والنقل والاتصالات والموانئ والمطارات، وسوق العمل المستوعب لجهود الرجل والمرأة على حدٍّ سواء.

إن ذكرى يوم الثامن عشر من نوفمبر المجيد التي يزهو بها الوطن عامًا بعد عام تحمل في ثناياها مسيرة قائد عظيم وعد، فأوفى وسعى مخلصا رغم التحديات الجسام لاستعادة مكانة عُمان العريقة التي عُرفت بها منذ القدم، حيث أرسى دعائم الوحدة الوطنية؛ بوصفها ركيزة راسخة تنطلق منها وترتكز عليها جهود التنمية المستدامة في شتى المجالات.

كما حرص جلالته على إعلاء قيم العدالة والمواطنة والمساواة وحكم القانون، وتدعيم أركان دولة المؤسسات في إطار الدولة العصرية التي ينعم فيها المواطن والمقيم بالأمن والأمان، وتتحقق فيها للجميع أجواء الطمأنينة وصون الحقوق في ظل حكم وسيادة القانون.

لقد حققت السلطنة طوال العقود الأخيرة الماضية إنجازات كبيرة في مجالات الصحة والتعليم والخدمات الأساسية والبنية الأساسية دفعت بالمستويات المعيشية للمواطنين إلى مستويات عالية، حيث تتحقق تلك الإنجازات من خلال السياسات القطاعية للوحدات الحكومية كافة من خلال الاستخدام الأمثل للموارد والمخصصات. وتستهدف الموازنة العامة للدولة للعام الجاري 2017 المحافظة على هذه الإنجازات وتعزيزها أيضا في إطار الأولويات المتاحة من خلال المحافظة على مستوى الخدمات الحكومية الأساسية كالصحة والتعليم والتدريب والكهرباء والمياه والاتصالات ومساعدات الضمان الاجتماعي، والعمل على تحسين جودتها قدر الإمكان بالنسبة للمواطن والارتفاع بمستوى المعيشة له.

وبدأت السلطنة مع مطلع العام الماضي في تنفيذ الخطة الخمسية التاسعة (2016 ـ 2020) في ظل تحديات ماثلة وأوضاع اقتصادية خاصة تواجهها البلاد وغيرها من دول العالم المنتجة والمصدرة للنفط  مع انحسار مساهمة النفط والغاز في الناتج المحلي الإجمالي بعد الانخفاض الحاد في أسعار النفط في الأسواق العالمية واستمرار ذلك منذ منتصف العام 2014. والذي كان ولا يزال مصدرا أساسيا للدخل، إلا أن هذه الأوضاع أوجدت بيئة جديدة لمواجهة هذه التحديات تمثلت في سعي الحكومة إلى تخفيض المصروفات الحكومية، واستكمال مشاريع البنية الأساسية، واتخاذ إجراءات للحفاظ على كفاءة الاقتصاد الوطني واستقراره وتعزيز السيولة المحلية. إضافة إلى السعي إلى زيادة إسهام القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي وزيادة الصادرات، وتحقيق التنويع الاقتصادي ودفع المؤسسات الحكومية؛ لتقديم خدمات أفضل وأسرع وإيجاد شراكات طويلة المدى مع القطاع الخاص مع التركيز على القطاعات الواعدة الخمسة التي حددتها الخطة الخمسية التاسعة، وهي الصناعات التحويلية، واللوجستيات والسياحة والتعدين والثروة السمكية، إضافة إلى تقليل اعتماد الشركات الحكومية في مشاريعها على التمويل الحكومي، والتوجه للأسواق المحلية والعالمية لتمويل تلك المشاريع الاستثمارية وفق حلول تمويلية مبتكرة على المديين المتوسط والبعيد، حيث يعد قطاع المالية والتمويل المبتكر أحد أهم القطاعات الممكنة الداعمة خلال الخطة شأنه شأن قطاع التشغيل وسوق العمل.

وفي هذا الإطار، تسعى الحكومة إلى تحقيق النمو الاقتصادي المخطط له، وتقديم الدعم المطلوب لتحقيق النتائج المرتقبة لتوصيات وحدة ودعم التنفيذ والمتابعة برنامج “تنفيذ” المتعلقة بتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز دور القطاع الخاص والعمل على زيادة معدل الاستثمار والتركيز في الموازنة الإنمائية على الاستثمار في القطاعات الواعدة والمنتجة والمحددة في الخطة الخمسية التاسعة. بما يعزز عملية التنويع الاقتصادي ويؤدي إلى زيادة معدلات التشغيل وتحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي على المدى المتوسط وتدعيم التنمية الاجتماعية وفق البرامج المحددة لذلك.

وعلى الصعيد الاقتصادي، سجل الميزان التجاري للسلطنة بنهاية الربع الأول من العام الجاري 2017 فائضا مقداره 492 مليونا و500 ألف ريال عُماني وفق ما أشارت إليه الإحصاءات المبدئية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات. وكان الميزان التجاري للسلطنة قد شهد في نهاية العام الماضي 2016 فائضا مقداره مليار و395 مليونًا و300 ألف ريال عُماني مثل النفط والغاز من الصادرات السلعية ما قيمته 5 مليارات و840 مليونًا و300 ألف ريال عُماني، بينما بلغت قيمة الصادرات غير النفطية مليارين و398 مليونًا و800 ألف ريال عُماني.

وترجمة للحرص المتواصل الذي يوليه السلطان قابوس بن سعيد - لرعاية الشباب العماني وتنمية قدراتهم والاستفادة من طاقاتهم للإسهام بفاعلية في مسيرة التنمية الشاملة التي تعيشها البلاد في هذا العهد الزاهر أصدر مجلس الوزراء في أكتوبر الماضي بيانا أكد فيه أنه ماض في تنفيذ الخطوات الداعمة كافة لهذا النهج السامي، حيث قام بوضع الخطط والبرامج؛ لتوفير فرص عمل للقوى العاملة الوطنية لـ (25000) خمسة وعشرين ألف باحث عن عمل كمرحلة أولى في مؤسسات الدولة العامة والخاصة، وإنه سيتم البدء في تطبيق هذه الخطوة اعتبارا من شهر ديسمبر المقبل، كما أقر المجلس الخطوات التنفيذية التي ستمكن الحكومة من الاستمرار في استيعاب المزيد من الباحثين عن العمل وفق الخطط والبرامج الخاصة بذلك.

وأكدت السلطنة دائما في المحافل الدولية أن السلام والحوار ضروريان ومهمان للبشرية وتحقيقهما مسؤولية جماعية وعلى الأمم المتحدة أن تعمل في هذا الاتجاه ودورها يتطلّب دعم ومساندة من مختلف الدول ومن المجتمع الدولي؛ لتعزيز المصالح الوطنية والدولية، وهذا لا يُمكن تحقيقه إلا بإعطاء دور قوي للأمم المتحدة لحماية البشرية من النزاعات والحروب. كما أكدت السلطنة أن النزاعات والصراعات السياسية والاقتصادية ما هي إلا نتيجة لعجز المجتمع الدولي عن الالتزام بتقديم الدعم والمساعدة للدول الأقل نموا مما أفرز العديد من المشكلات والنزاعات كقضية الهجرة العالمية من قارات مختلفة. كما أوجد ذلك مفاهيم من الفوضى والثورات والقلاقل وعدم الاستقرار في العديد من مناطق العالم ينبغي العمل والتعاون لمواجهتها.

وبينت السلطنة ذلك جليا في كلمتها في سبتمبر الماضي أمام الدورة الـ (72) للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث أكدت ضرورة أن تقود الأمم المتحدة مرة أخرى قاطرة السلام، وأن تُنشّط وكالاتها في جميع النواحي التنموية بما يُعزز من دورها لتحقيق الأهداف الإنمائية للتنمية المستدامة، وعلى سائر الدول أن تبذل المزيد من الجهود والتعاون لإعادة الاعتبار لشخصية الأمم المتحدة ودورها المحوري في العلاقات الدولية مع إشاعة ثقافة الحوار والتفاهم لضمان مل النزاعات بالطرق السلمية.

كما أكدت السلطنة إدانتها الإرهاب بأشكاله وأصنافه كافة مهما كانت مبرراته وعلى دعمها وتأييدها لسائر الجهود الرامية للقضاء على هذه الآفة ومكافحتها باتخاذ التدابير المناسبة مستندة في ذلك ما أكدته القرارات والمعاهدات والاتفاقات ذات الصلة.

وعلى صعيد آخر، وفي إطار الاهتمام السامي بالحفاظ على البيئة محليا وإقليميا ودوليا أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن فوز “مجلس الحدائق الوطنية في سنغافورة “بجائزة “اليونسكو السلطان قابوس لحماية البيئة 2017 م “وهي أرفع جائزة دولية في هذا المجال وقد خصصها جلالة السلطان قابوس منذ العام 1989. وتمنح كل عامين اعتبارا من العام 1991 لأبرز الهيئات والمؤسسات والمعاهد العاملة في مجال صون البيئة، وقد تسلم مجلس الحدائق الوطنية في سنغافورة “الجائزة خلال المنتدى العالمي للعلوم الذي عقد في الأردن في الفترة 7 إلى 11 نوفمبر الجاري.

إن مسيرة النهضة المباركة في السلطنة التي أسس السلطان قابوس بن سعيد - قواعدها، ووضع أعمدتها، ورفع بنيانها إلى أسمى مراتب المجد والنماء والأمن والأمان، وأعلى لواءها تدخل عهدا جديدا مفعما بالآمال والثقة في تحقيق مزيد من التقدم والرخاء للوطن والمواطن بقيادة جلالته، ومعتمدة على سواعد وعقول أبناء الوطن، لمواصلة الجهود التي بُذلت، والإنجازات التي تحققت وامتدت لكافة ربوع الوطن الحبيب في مختلف المجالات والعمل في الوقت ذاته للحفاظ على مكتسبات المسيرة لتنمو وتزدهر عامًا بعد عام، وجيلا بعد جيل، بالمحافظة عليها والإضافة لها.