البحرين تدخل عصر تقنية الفيديو بثقة والحكام يتألقون آسيويا
السماهيجي لـ “البلاد سبورت”: نجاح الـ “VAR” في موسمه الأول ثمرة دعم القيادة وجهود جماعية مضنية
أكد رئيس لجنة الحكام بالاتحاد البحريني لكرة القدم، علي السماهيجي، أن تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) في الموسم الكروي 2024-2025 شكّل محطة تاريخية ونقلة نوعية في مسار التحكيم البحريني، مشيرا إلى أن النجاح الذي تحقق في موسمه الأول لم يكن ليتحقق لولا الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، والمتابعة الحثيثة من القائمين على الاتحاد، إلى جانب العمل الجماعي الذي بذله فريق متكامل على كافة المستويات الفنية والإدارية.
وأشاد السماهيجي بالدعم الكريم من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، مؤكدًا أن المشروع لم يكن ليبلغ هذا المستوى من النجاح لولا رؤيتهما الثاقبة وتوجيهاتهما السديدة، التي رسمت خارطة طريق واضحة لتطوير منظومة التحكيم البحريني وفق أفضل المعايير.
كما ثمّن السماهيجي الدعم المستمر من رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم، الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، ونائبه سمو الشيخ خليفة بن علي بن عيسى آل خليفة، وأعضاء مجلس الإدارة كافة، إلى جانب الدور المهم الذي لعبه الأمين العام، السيد راشد الزعبي، من خلال متابعته الدقيقة وتنسيقه المستمر، وهو ما ساهم في تيسير مختلف مراحل التنفيذ وضمان دقته ونجاحه.
حالات تدخل “الفار”.. وصلاحيات الحكم واضحة
وتحدث السماهيجي عن الحالات التي تستوجب تدخل تقنية الفار، مبينا أنها تقتصر على أربع حالات رئيسية، هي:
1. ركلات الجزاء،
2. تسجيل الأهداف،
3. البطاقات الحمراء المباشرة،
4. الخطأ في تحديد هوية اللاعب المخالف.
وأوضح أن “القرار النهائي في جميع الحالات يبقى بيد حكم الساحة، فيما يقتصر دور حكام الفيديو على التنبيه بوجود حالة تستحق المراجعة. الكلمة الأخيرة دائمًا للحكم في الميدان”.
تجربة ناجحة رغم حداثتها.. والكاميرات تصنع الفارق
وفي تقييمه للتجربة البحرينية الأولى مع تقنية الفيديو، قال السماهيجي:
“رغم أنها التجربة الأولى، إلا أن الأداء كان جيدًا للغاية، وتم تطبيق التقنية بشكل منضبط. بطبيعة الحال، ظهرت بعض الهفوات، وهو أمر متوقع في موسم أول تجريبي، لكن التجربة بمجملها كانت ناجحة ومبشرة، وقد ساهمت في تحسين جودة القرارات وتقليل الأخطاء المؤثرة”.
وأضاف: “فعالية التقنية تعتمد بشكل كبير على عدد وجودة الكاميرات المستخدمة في الملاعب؛ فكلما زاد عدد الزوايا المتاحة، أصبحت المراجعة أكثر دقة وسرعة، والعكس صحيح”.
الـ “VAR” يفتح الأبواب الآسيوية أمام حكامنا
وأشار السماهيجي إلى أن أحد أبرز المكاسب هو الانعكاس الإيجابي للتقنية على مشاركة حكامنا في البطولات القارية، وقال:
“بعد حصول حكامنا على شهادة تقنية الفيديو، باتوا مؤهلين للمشاركة في البطولات الآسيوية، وهو ما افتقدناه سابقًا بسبب غياب الرخصة. والآن، بدأنا نرى الحكام البحرينيين يظهرون خارجيًا بشكل مشرّف، كان من أبرزها إدارة طاقم بحريني لنهائي دوري أبطال آسيا 2، في مشاركة مميزة نالت إعجاب الجميع”.
تأهيل شامل بدأ من “الأونلاين” حتى التطبيق العملي
وعن مراحل الإعداد، أوضح السماهيجي أن اللجنة بدأت بخطة تدريجية ومدروسة لتأهيل الكوادر، حيث “انطلقت المرحلة الأولى من خلال تدريبات ومحاضرات عبر الإنترنت، قبل الانتقال إلى دورات تدريبية مكثفة في المملكة العربية السعودية، ثم استُكملت البرامج بشكل عملي داخل البحرين لتطبيق الجوانب الفنية والتقنية”.
وأضاف: “ما زلنا ملتزمين بوعدنا، وخلال العامين المقبلين نعمل على إعداد جيل من الحكام الشباب، إلى جانب حكام من أصحاب الخبرة، لقيادة دوري ناصر بن حمد وغرفة تقنية الفيديو بكفاءة عالية وفق أفضل المعايير. إن تحقيق هذا الهدف يتطلب دعمًا متواصلاً من الاتحاد والأندية، إلى جانب تفهّم الجمهور الرياضي وصبره على هذه المرحلة التطويرية التي نأمل أن تُثمر عن نقلة نوعية في مستوى التحكيم”.
التقنية عززت ثقة الحكام.. لكن الاعتماد الكلي مرفوض
وأكد السماهيجي أن تطبيق الفار ساهم في رفع ثقة الحكام البحرينيين بأنفسهم، وساعد في تحسين قراراتهم، لكنه شدد في المقابل على أهمية أن يظل الحكم هو صاحب القرار الأول، وقال:
“نوصي حكامنا دائمًا باتخاذ القرار داخل الملعب أولًا، وعدم الاتكال على الفار، لأن الخطأ في التقدير الميداني قد يكون مقبولًا إلى حد ما، لكن الخطأ بعد مراجعة الفيديو يُعد غير مقبول على الإطلاق”.
لا أخطاء صريحة لـ “VAR” وتقدير الحالات يظل نسبيًا
وبيّن السماهيجي أن لجنة الحكام لم تسجل أي أخطاء صريحة من قبل حكام الفيديو خلال الموسم، مؤكدًا أن “بعض الحالات استُدعي فيها حكم الساحة للمراجعة، لكنه تمسك بقراره الأصلي، وهذا أمر طبيعي، لأن التقدير الفني يختلف من حكم إلى آخر، وهو حق مشروع طالما أن القرار نُفذ وفق الإجراء الصحيح، والمرجعية دائمًا لحكم الساحة”.
مريم تمثل العنصر النسائي.. وحكام شباب قادمون
وتحدث السماهيجي عن مشاركة العنصر النسائي في طاقم الفار، مشيدًا بالحكم مريم، التي وصفها بأنها “اسم واعد وموهوب، تملك فكرًا كرويًا ناتجًا عن تجربتها السابقة كلاعبة في منتخب السيدات، ورغم أن خبرتها التحكيمية لا تتجاوز أربع سنوات، فإنها أثبتت كفاءة وجدارة”.
وأضاف أن اللجنة تعمل أيضًا على تمكين مجموعة من الحكام الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 25 عامًا، مشيرًا إلى أنهم “سيظهرون في الموسم المقبل بإذن الله، ضمن خطط اللجنة لإعداد جيل جديد من الكفاءات البحرينية المؤهلة”.
شكر خاص لأركان النجاح وشركاء المشروع
وفي ختام حديثه، حرص السماهيجي على توجيه الشكر لكافة الكوادر التي ساهمت في نجاح المشروع، مشيدًا بدور الخبير التحكيمي نواف شكر الله وكذلك ياسر تلفت اللذين عملا مع الحكام ميدانيا وأعضاء لجنة الحكام: نائب الرئيس إبراهيم سبت، وصلاح العباسي، وعبد الشهيد عبد الأمير، لجهودهم في إعداد وتأهيل الحكام.
كما أشاد بجهود القائم بأعمال مدير دائرة الحكام، خالد العلان، ومدير مشروع تقنية الفيديو، عبدالرحمن عبد القادر، بالإضافة إلى التعاون المثمر من السيد خليفة الدوسري ومجدي الدوسري.
واختتم السماهيجي بتوجيه تحية تقدير إلى السادة المحاضرين: الأستاذ المحاضر الدولي علي أحمد الطريفي، خبير التحكيم وتقنية الفيديو (VAR)، والأستاذ عبد المحسن زويد، والأستاذ تركي الخضير، لما قدموه من دعم فني وتدريبي أسهم في رفع كفاءة الكوادر التحكيمية البحرينية، مؤكدًا أن اللجنة تواصل العمل على تطوير الأداء بما يليق بطموحات كرة القدم البحرينية.