+A
A-

في قمة جذور بنسختها الأولى ... الذكاء الاصطناعي يرفع دقة قرارات الطاقة 45%

أكد المدير التنفيذي لتقنية المعلومات والرقمنة في مجموعة التميمي للطاقة بالمملكة العربية السعودية أحمد صلاح الدين إلى أن الذكاء الاصطناعي أسهم في تحقيق دقة تصل إلى 45% في اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، وهو ما شكّل نقطة تحول في التعامل مع التحديات المعقدة في هذا المجال. جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة الحوارية "الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال"، ضمن فعاليات قمة جذور بنسختها الأولى المنعقدة بمركز البحرين العالمي للمعارض.

وأشار إلى أن قطاع الطاقة يتعامل مع بيئة شديدة الحساسية، ويُعد شريانًا حيويًا تعتمد عليه العديد من الأنظمة. وأوضح أن تحليل البيانات الضخمة المتدفقة إلى هذا القطاع يتجاوز قدرة الإنسان، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مما استدعى اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي كوسيلة فعّالة لمعالجة هذه الكميات الهائلة من المعلومات.

وقال صلاح الدين: "قمنا بتطوير نماذج ذكاء اصطناعي لمعالجة البيانات الضخمة، الأمر الذي مكّننا من اتخاذ قرارات حاسمة بسرعة وفعالية. لكن العملية لم تكن سهلة، إذ تتطلب فترة تدريب تتراوح بين 6 إلى 10 أشهر لتأهيل الأنظمة الذكية على قراءة وتحليل البيانات بالشكل المطلوب".

وحول ما إذا كانت هناك فجوة في فهم أهمية الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات الصناعية، أقرّ بوجود هذه الفجوة، لكنه أوضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من سياسات الأعمال المعتمدة في المجموعة، بدءًا من الاستراتيجية، ومرورًا بالإدارة التنفيذية، وانتهاءً بالموظفين.

وبين صلاح الدين أن بعض الموظفين لا يزالون يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيحلّ محلهم، إلا أن هذا التصور خاطئ، موضحًا أن التقنية تهدف إلى دعم البشر وتمكينهم، وليس استبدالهم.

من جانبة، أكد مدرب ريادة الأعمال خليل القاهري، خلال مشاركته في قمة جذور بنسختها الأولى المنعقدة بمركز البحرين العالمي للمعارض، أن البحرين تمتلك فرصة واعدة لخلق وظائف نوعية للمواطنين في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن المملكة لطالما كانت مرفأً للعقول المتميزة وأحد أبرز مصادر الكفاءات في منطقة الخليج.

وقال القاهري: "الذكاء الاصطناعي لا يعتمد على العمل التقليدي، بل يتيح للأفراد إمكانية العمل من المنزل وتقديم خدماتهم لكافة الشركات في المنطقة، وهو ما يجعل من هذه التقنية فرصة اقتصادية مهمة للبحرين".

وشدد القاهري على أن العالم اليوم يتجه نحو الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، في وقت لا يزال استخدامه محدودًا في العالم العربي، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي "ليس برنامجًا جاهزًا، بل نظام يتطلب تدريبًا وفهمًا لثقافته، ما يستدعي وجود أفراد قادرين على التعامل معه بوعي ومهارة".

وأشار إلى أن المؤتمرات من هذا النوع تسهم في تعزيز الوعي بالفرص المتاحة في هذا المجال، لافتًا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح يدخل في مختلف القطاعات، بما في ذلك القطاع الطبي وقطاع الطيران، وقال: "سنصل إلى مرحلة يمكن فيها للذكاء الاصطناعي إجراء عمليات جراحية للإنسان".

ودعا القاهري إلى إدخال برامج ومناهج تعليمية للذكاء الاصطناعي في المدارس، بدءًا من المراحل الدراسية الأولى، مؤكدًا أن هذه التقنية ستكون جزءًا أساسيًا من حياة الأجيال القادمة في مراحل تعليمهم المتقدمة.

ورفض القاهري ما يتم تداوله حول أن الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى تجميد الفكر البشري، مؤكدًا أن "التعامل مع الذكاء الاصطناعي يتطلب نقاشًا وتفاعلًا، وهو ما يساهم في تطوير الفكر البشري وتنمية المهارات".

وختم القاهري بالتأكيد على أهمية تعزيز التواصل البشري في ظل تنامي استخدام الذكاء الاصطناعي، دون أن يتعارض ذلك مع الاستفادة من هذه التكنولوجيا المتقدمة.

إلى ذلك، قال مدير الجلسة النقاشية "ريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي" أسامة أحمد:"مملكة البحرين مهد التوازن بين الأصالة والرؤية حيث يتم إحياء الفكر وزراعة المستقبل، وجلسة اليوم تناقش موضوعات لا تُعد خيارا في وقتنا الراهن بل حتمية استراتيجية، إذ تسلط الضوء على أكثر الموضوعات تأثيرا وتحولا في عصرنا في زمن تعاد فيه صياغة المفاهيم التقليدية للابتكار وتتصاعد فيه وتيرة التحول الرقمي، لنناقش كيف يمكن للعقول القيادية استثمار الذكاء الاصطناعي ليس فقط كأداة بل كشريك لبناء المستقبل الاقتصادي المستدام ومنافس عالمي في عالم لم يعد فيه الابتكار ترفا بل واجبا وطنيا ومسؤلية اقتصادية".

هذا، وتطرقت الجلسة إلى ثلاثة محاور مهمة، المحور الأول: كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مفاهيم الابتكار وريادة الأعمال في القطاعات المختلفة، والمحور الثاني: دور الذكاء الاصطناعي في تسريع نمو المشاريع الريادية وتحسين اتخاذ القرار، في حين كان المحور الثالث: التحديات الواقعية أمام دمج واقع الذكاء الاصطناعي في بيئات ريادية ناشئة في العالم العربي.