العدد 6091
الأربعاء 18 يونيو 2025
banner
من سيدفع ثمن الصراع؟
الأربعاء 18 يونيو 2025

 لطالما تطلعت شعوب الشرق الأوسط إلى سماء صافية، خالية من غيوم النزاعات التي طالما عكرت صفو حياتهم، لكن مع كل تصعيد بين أطراف إقليمية كبرى، تتجدد المخاوف من أن تتحول هذه التطلعات إلى سراب، وأن يجد المدنيون أنفسهم وقودًا لحرب محتملة. المنطقة التي تحمل تاريخًا من التوترات، تواجه الآن منعطفًا خطيرًا.

يُشكّل برنامج إيران النووي نقطة توتر رئيسة يُنظر إليها من منظور بعض دول المنطقة على أنها محاولات لتغيير موازين القوى، وتثير قلقًا عميقًا بشأن احتمالية امتلاكها سلاحًا نوويًّا، وما قد يعنيه ذلك لاستقرار الجوار، هذه الديناميكيات تضع المنطقة أمام تحديات معقدة.

إن الصراع المتنامي بين إيران وإسرائيل ليس وليد اللحظة؛ بل نتيجة سلسلة أحداث متصاعدة شهدناها في الفترة الماضية، منها استهداف شخصيات محسوبة على طهران، ومحاولات للحد من نفوذ بعض الميليشيات المرتبطة بإيران.

هذه التطورات تشير إلى صراع نفوذ أوسع يهدف إلى إعادة تشكيل المشهد الإقليمي. وبينما تعكف دول الخليج العربي على مسارات تنموية تهدف لرفعة أوطانها، تجد المنطقة نفسها أمام استنزاف للطاقات بفعل استراتيجيات جيوسياسية متضاربة.

إن أي تصعيد واسع النطاق سيعود بآثار كارثية على المدنيين والاقتصاد، ومن المخاوف الكبرى خطر التسربات النووية المحتملة من المنشآت في حال تعرضها للقصف، ما يهدّد البيئة البحرية للخليج العربي ومصادر الرزق فيها. 

المنطقة بكل مكوناتها ليست بحاجة لهذا الصراع؛ فالأولويات يجب أن تنصب على التنمية والسلام، وأي تصعيد عسكري جديد سيُعمق جراح المنطقة ويؤثر على آمال شعوبها في تأمين حياة كريمة وآمنة.

في المحصلة، الشعوب هي المتأثر الوحيد بالسياسات الخاطئة. إن استمرار التصعيد والعناد في هذه اللحظة لن يزيد الشعوب إلا أثقالًا لا يمكن حملها، وآثارًا ستتجرعها الأجيال القادمة.

* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .