العدد 6014
الأربعاء 02 أبريل 2025
banner
عن يوم الأرض
الأربعاء 02 أبريل 2025

 أحيا الشعب الفلسطيني يوم الأرض، ففي هذا اليوم من عام (1976م) جرت اشتباكات بين سكان عدة بلدات وقرى في أراضي (48) والقوات الإسرائيلية راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى واعتقل المئات من الفلسطينيين. ومنذ ذلك العام بدأ أبناء فلسطين في الداخل والخارج ويُساندهم أبناء الأمة العربية في الوطن العربي وخارجه إحياء هذا اليوم المجيد في تاريخ فلسطين والأمة العربية، ويأتي إحياء هذه الذكرى تعبيرًا عن ارتباط الشعب الفلسطيني بأرضه وعدم التنازل عنها، والتمسك بهويتهم العربية وحقهم في العودة إلى ديارهم المسلوبة.
وكان الجيش البريطاني يستخدم أراضي مثلث “الجليل” ومساحتها (60) ألف دونم بين عامي (1942م و1944م) لتدريباته العسكرية أثناء الحرب العالمية الثانية، ويدفع بدل استئجار لأصحاب الأرض، وبعد عام (1948م) أبقى الإسرائيلي على الوضع نفسه، وكان يمنح الفلسطينيين تصاريح خاصة تسمح لهم بالوصول إلى أراضيهم لزراعتها. وفي عام (1956م) أغلق العدو المنطقة بهدف إقامة مخططات بناء مستوطنات، حيث استولى على نحو “نصف مليون دونم” حتى عام (1976م). وفي عام (1975م) أعلن خطة “لتطوير منطقة الجليل” بغية مصادرة الأراضي لبناء المستوطنات، وردًّا على سياسة الاستيطان هذه تم تأسيس “لجنة الدفاع عن الأرض” التي دعت إلى إضرابات ومظاهرات، إلا أن العدو استمر في مصادرة الأراضي الفلسطينية بجانب رفضه منح تصاريح تسمح للفلاحين بدخول أراضيهم. وتبع ذلك إصدار وثيقة “كينع” التي دعت لتهجير سكان مثلث “الجليل” والاستيلاء على أراضيهم وإلى التقليل من نسبة الفلسطينيين في منطقتي “الجليل والنقب”.

في (29 مارس 1976م) اشتعلت شرارة المواجهات الأولى بين الفلسطينيين والعدو الإسرائيلي بدأت بالمسيرات وإحراق إطارات السيارات وإغلاق الشوارع، وأطلق جنود العدو الرصاص الحي على المتظاهرين، وأصاب عددًا كبيرًا منهم. وفي فجر (30 مارس) داهم جيش العدو قرى وبلدات “سخنين وعرابة ودير حنا والناصرة وطمرة والطيبة” ومدن وقرى أخرى لقمع التظاهرات ولإنهاء الإضرابات التي استمرت.
سيبقى هذا اليوم تجتمع فيه ذكرى الألم وانتظار الحرية والسلام، ورغم جرائم الإبادة التي حدثت في “قطاع غزة والضفة” ولا تزال، فإن يوم الأرض يُمثل نقطة تحول في التوجهات والأدوات المعتمدة للنضال الفلسطيني. لذا، فإن الوحدة الفلسطينية أصبحت حاجة ضرورية للشعب الفلسطيني الذي لن يقبل الترحيل والتهجير، ويقول للعالم (نحن هنا، باقون هنا، وسنموت هنا). إن أرض فلسطين وشعبها جزء من الأمة العربية. وبعد (49) عامًا من هذه الذكرى مازال العدو يرتكب الذبح في غزة والضفة ولبنان، فتتكرر المجازر يوميًا على مرمى ومسمع العالم. هذه الذكرى تنادي بتحرير فلسطين وإعادتها لأهلها، وستبقى محطة بارزة يستلهم منها الشعب الفلسطيني معاني الوحدة الوطنية، والصمود والمقاومة، وأن الجرائم لن تفلح في تغيير حقائق التاريخ.

كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية