كثيرون هم الذين عندما تسألهم اليوم عن رأيهم في ذلك العالم الذي يمتاز بجرأته في الطرح والتحدث في مسائل يتهرب عادة كبار علماء الدين من التطرق إليها يعمدون إلى القول ومن دون تردد ما معناه أنه عميل للأميركان أو للإنجليز أو لإسرائيل، أو أنه يحصل مقابل ما يقول على أموال من هذه الجهة أو تلك، وأن الآراء التي يطرحها ليست آراءه، وأنها ليست إلا جزءًا من الدور المطلوب منه القيام به، فقط لأنه تطرّق إلى مسائل يخشون التطرق إليها لسبب أو لآخر، هذا إن لم يقولوا إنه درس الفقه وأصول الدين على يد يهود في معاهد متخصصة في إسرائيل مهمتها إنتاج علماء دين بلا ذمة بغية تشويه الإسلام ونبذه. وكثيرون هم اليوم الذين إن لم يتمكنوا من الرد على صاحب هذا الرأي أو ذاك من الذين يمتازون بجرأة الطرح وعدم التردد عن الخوض في مسائل يعتبرونها خطًّا أحمر بعد أن أفحمهم يقولون ومن دون تردد أيضًا إنه أساسًا دون القدرة على قول ما قال أو كتابة ما نشر، وأنه ليس إلا بوقًا لآخرين يبتغون الفتنة وأن الآخرين هم الذين يكتبون له، وأن مهمته تنحصر في وضع اسمه على ما كتبوا بعد أن يقبض المقسوم.
وكثيرون هم أيضًا أولئك الذين إن لم يجدوا ما يردون به على صاحب الرأي المخالف لرأيهم والمختلف معهم في موقفهم من هذه القضية أو تلك قالوا ومن دون تردد أيضًا بل وبكل ثقة إنه من المطبعين مع إسرائيل، وإنهم يمتلكون الأدلة على ذلك والبراهين، وليس مستبعدًا أن يقولوا إنهم رأوه بالعين المجردة وهو يتسلم حقيبة مليئة بالدولارات. كل هذا مؤلم، لكن الأشد إيلامًا هو أن يحدث مثل هذا في هذه البلاد التي تعرف حتى “السنورة” فيها الفرق بين الصح والخطأ، وبين الحق والباطل، وبين الحلال والحرام، وتعرف أن مثل الذي يشيعون لا يمكن أن يحدث في البحرين.