علاقة مملكة البحرين بسلطنة عُمان، لم تكن وليدة اليوم، بل هي علاقة تاريخية ترسخت منذ مئات السنين، منذ عصر مملكتي دلمون ومجان، لذا فالاستقبال الذي حظي به جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في العاصمة مسقط يجسّد هذه العلاقة الحميمة الراسخة منذ القدم، وستبقى العلاقة ممتدة وطيبة ووثيقة في المجالات كافة، فالمنامة ومسقط سفينة واحدة تحمل الخير للجميع، السلام والأمان شعارهما، والأخوة والتعاون ركائز أساسية لهذه العلاقات التاريخية التي نمت وتواصلت في عهد النهضة المتجددة وضيف عُمان الكبير.
واليوم تأتي زيارة جلالة الملك لسلطنة عُمان في إطار زيارة الأخ لأخيه، وبإذن الله ستثمر الكثير من النتائج المهمة، لتكون امتدادًا لعلاقات الشراكة الناجحة، كما تأتي لتوطيد العلاقات الراسخة بين البلدين، والتي أسسها المغفور لهما - بإذن الله تعالى - جلالة السلطان قابوس بن سعيد، والأمير عيسى بن سلمان - رحمهما الله - القائمة على المحبة والأخوة الصادقة. والعلاقة بين مملكة البحرين وسلطنة عُمان ضاربة في عمق التاريخ، ولها طابعها الخاص، فهي تمتد في نسيج اجتماعي وتاريخي ووشائج قربى ممتدة في أعماق الزمن، لذا ازدانت العاصمة مسقط وتلألأت كعروس لاستقبال ضيف عُمان الكبير في مراسم استثنائية - زيارة دولة - تقديرًا وترحيبًا به في أرض دار السلاطين، لتشكل الزيارة محطة جديدة في العلاقات الثنائية ودعمًا ونقلة قوية للارتقاء بأوجه التعاون القائم بينهما لمستوى أكبر وأعلى في الأيام والسنين القادمة.
بما يخدم تطلعات الشعبين الشقيقين انطلاقًا من عمق العلاقات الأخوية المتجذرة في أعماق التاريخ بين مسقط والمنامة.
وانطلاقًا من هذه العلاقات الضاربة في عمق التاريخ ومن المكانة التي يحتلها البلدان لدى مختلف الدول الشقيقة والصديقة، فإن السنوات القادمة ستشهد نقلة نوعية في الاستثمارات المتعددة وسيشهد البلدان نموًّا في مختلف المجالات.
ونحن اليوم يحق لنا في عُمان أن نعتز ونفتخر بإنجازات مملكة البحرين في عهد ملكها التي عمت كل المجالات، اجتماعية وثقافية واقتصادية وفكرية ورياضية وإعلامية وغيرها، وبفضل حكمته وحنكته تحقق للجميع ما يصبون إليه من تقدم ونجاح. والعلاقة بين البلدين تجسدت من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات والمذكرات في السابق والحاضر، ونتطلع لتعزيز هذا التعاون المشترك في مختلف المجالات في المرحلة القادمة، لتحقيق المصالح التنموية المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
لقد رسخ جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على مدى الـ 25 عامًا الماضية، العديد من القيم والإنجازات والنهضة الكبرى في البحرين، كما هو الحال في سلطنة عُمان التي تسير للأمام بحكمة قيادة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حيث تحمل القيادتان رؤية وطنية شاملة وطموحة تلبي طموحات وتطلعات أبناء البلدين لجعل بلديهما في مصاف الدول المتقدمة على جميع الأصعدة والمستويات.
أدام الله على المنامة ومسقط نعمة الأمن والاستقرار، فأهلًا بالقائد “أبو سلمان” في بلده الثاني سلطنة عُمان، وندعو العلي القدير أن يحفظ جلالة الملك للبحرين وشعبه، وأن يحفظ بلادنا وجلالة السلطان، وعلينا أن نقف اليوم وقفة عز وافتخار بعمق العلاقات التاريخية الراسخة والشامخة والمتميزة التي تجمع بين مملكة البحرين وسلطنة عُمان، وما تشهده من تكامل وتطور ونماء مستمر على كل الأصعدة والمستويات.
كاتب ومحلل سياسي عُماني