دورة كأس الخليج، ليس كغيرها من البطولات الكروية الأخرى، هي تتمتع بخصوصية، وحساسية مفرطة في التعقيد، من الصعب على غير الخليجيين معرفتها بشكل دقيق، ومن أبرز هذه الأمور، هو سلاح “التخدير” الذي يشتهر باستخدامه “الكويتيون”، في دورات الخليج!
والمقصود من التخدير هو إغراق الخصم بالمديح، وإدخاله في حالة من النشوة والتباهي، بقوته الخارقة، في حين يبدو المنتخب الكويت حملا وديعا يحاول أن يجتهد ويثابر من أجل الفوز في المواجهة، وهذا أكثر ما أخشى أن يتعرض له منتخبنا الوطني وهو يخوض مباراة نصف النهائي بخليجي 26 أمام الكويت مضيف البطولة والمدعوم بـ “الموج الأزرق”!
لقد تحدثت سابقا عن الضغوط النفسية الكبيرة التي تفرضها منافسات كأس الخليج الخاضعة بشكل كبير للتأثر بالإعلام الذي ينتقي الأحداث المثيرة ليسلط عليها الضوء بشكل مكثف، حتى وإن لم يكن ذا أهمية، وهناك أمثلة كثيرة حصلت في البطولة كانت خارج سياق المنافسة، ولكنها أقحمت عنوة في الملعب، وتم الاستفادة من تأثيرها المعنوي، وقد تكون ابتسامة يونس محمود “الماكرة” عندما وجه له سؤال عن المنتخب السعودي، هي السبب في انتفاضة الأخضر أمام نظيره العراقي!
ويبدو أن منتخبنا لم يكن بعيدا عن هذه الأجواء، وتذكرون طبعا حديث المذيع السعودي عن الرواتب، وتعليقات المحللين والمدربين عن الحارس لطف الله، وأخيرا وليس آخرا، برز حديث المذيع الكويتي مساعد الفوزان عن زيارته لبعثة منتخبنا الوطني والتقائه مع اللاعبين، واكتشافه مدى طيبة وبساطة البحرينيين وغيرها من عبارات وكلام مفرط في الطيبة والوداعة!
لكن التوقيت يلعب دورا حاسما في التأثير، وزيارة الفوزان لمنتخبنا قبل مباراة الكويت المصيرية وخروجه بهذا التصريح، لا شك أنه يأتي في سياق “التخدير” حتى وإن كان دون قصد أو تخطيط!