+A
A-

لا ينبغي لأحد الحزن على نهاية نظام الأسد

  • منع تدفق الميليشيات المدعومة من إيران إلى سوريا
  • اتفاقية “التكامل الأمني والازدهار الشامل” أكثر اتفاقيات الأمن تقدما

قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دانييل شابيرو إن المشاركة في حوار المنامة في دورته الـ 20، كانت فرصة عظيمة للحضور مع الزملاء من الحكومة الأميركية، إذ تم عقد اجتماعات مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ومستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي سمو الفريق الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وغيرها من الاجتماعات.

وأشار شابيرو إلى أن هذه الأنشطة تعكس عمق العلاقة الوثيقة والمنتجة بين الولايات المتحدة والبحرين، خصوصا في القطاع الدفاعي، الذي يولي له اهتماما خاصا في وزارة الدفاع الأميركية.

ولفت في المؤتمر الصحافي إلى أن البحرين تلعب دورا مهما كونها مضيفا لمقر القيادة البحرية الأميركية وقوات البحرين البحرية المشتركة، وتعد شريكا أساسا في عدد من المبادرات الأمنية الإقليمية، بما في ذلك تعزيز حرية الملاحة وحماية القانون الدولي في البحار، معربا عن تقديره لاستعداد البحرين لاستضافة مؤتمرات سلام مستقبلية.

وأضاف أن: البحرين تشارك بنشاط في مجموعة واسعة من المبادرات الأمنية الإقليمية، وهو ما يعزز الاستقرار في المنطقة، وقد أظهرت البحرين دورا رياديا في العديد من هذه المبادرات بدءا من اتفاقيات “إبراهام” مرورا بتوقيع اتفاقية “التكامل الأمني والازدهار الشامل” منذ أكثر من عام، واستضافتها للعديد من الفعاليات المهمة مثل حوار المنامة.

وذكر أن اتفاقية “التكامل الأمني والازدهار الشامل” تعد واحدة من أكثر اتفاقيات الأمن تقدما بين الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة.

وأوضح أن الاتفاقية تشمل التعاون الأمني والتقني والاقتصادي، بما في ذلك تبادل المعلومات الحساسة في مجالات مثل الأمن السيبراني.

وأفاد شابيرو بأن الاتفاقية تتيح المجال لانضمام دول أخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة، لتصبح منصة متعددة الأطراف للتعاون الأمني والإقليمي، وهي خطوة نحو تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والبحرين والدول الأخرى في المنطقة.

وفيما يتعلق بالأوضاع في سوريا، أعرب شابيرو عن قلقه من تصاعد التهديدات في المنطقة.

وقال “إذا تأكدت الأنباء، كما يبدو، فلا ينبغي لأحد أن يشعر بالحزن على نهاية نظام الأسد، فالفظائع التي ارتكبها النظام ضد شعبه واعتماده على الدعم الإيراني والروسي هي الأسباب التي أدت إلى هذه اللحظة”.

وأضاف “ندعو جميع الأطراف في سوريا إلى احترام وحماية حقوق المدنيين والعمل على عملية سياسية شاملة تحت المبادئ التي نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي؛ من أجل الوصول إلى مستقبل أفضل لسوريا”.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة ستستمر في التعاون الوثيق مع شركائها الإقليميين في هذا السياق، مضيفا أن ما يحدث في سوريا يؤثر بشكل كبير على أجزاء أخرى من المنطقة.

وأكد أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب شركائها في الحفاظ على أمنهم، وأنها ستواصل وجودها في شرق سوريا لضمان الهزيمة المستدامة لتنظيم “داعش”.

وقال “حققنا نجاحا كبيرا بالتعاون مع شركائنا في العراق وقوات سوريا الديمقراطية في هزيمة داعش ومنع عودته، وسنعمل على ضمان ألا يستفيد هذا التنظيم من الفوضى والتغيرات الكبيرة في سوريا”.

وفيما يخص سؤال عما إذا كان هناك تهديدات من مجموعات متطرفة، أكد شابيرو أن الولايات المتحدة ستكون على استعداد للتصدي لأي تهديدات من جماعات مثل “داعش” التي قد تحاول استغلال الوضع في سوريا.

وقال إن الولايات المتحدة تعمل على منع تدفق الميليشيات المدعومة من إيران إلى سوريا، وهي جزء من الجهود المستمرة لتعطيل شبكة الدعم التي يعتمد عليها نظام الأسد، بما في ذلك الميليشيات الإيرانية و “حزب الله” اللبناني.

وفيما يتعلق باتفاقية “التكامل الأمني والازدهار الشامل” التي تم توسيعها حديثا، لتشمل المملكة المتحدة، أشار شابيرو إلى أن هذه الاتفاقية هي مثال على التعاون الدفاعي المتقدم بين الولايات المتحدة والبحرين، حيث توفر إطارا للتنسيق الأمني والتعاون في مجالات متعددة، مؤكدا أن الاتفاقية تفتح الباب أمام دول أخرى للانضمام إلى هذا التعاون.

كما تناول شابيرو التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والبحرين في مواجهة التهديدات البحرية، حيث أكد أن البحرين تعد عضوا نشطا في “عملية الحارس” لحماية حركة الشحن التجاري في البحر الأحمر.

وقال إن البحرين لعبت دورا رئيسا في حماية السفن التجارية، حيث تعاونت مع الولايات المتحدة في مواجهة الهجمات المتكررة من قبل الحوثيين.

وأكد شابيرو أن الولايات المتحدة ستواصل دعم البحرين في جهودها لحماية أمنها الوطني وحماية أمن الملاحة البحرية، مشيدا بالتزام البحرين بالاستقرار الإقليمي والحرية الاقتصادية في المنطقة.

وأضاف “نحن ملتزمون بمواصلة تعزيز شراكتنا مع البحرين والتعاون في مجموعة من المجالات، بما في ذلك الدفاع والأمن السيبراني والتكنولوجيا والاقتصاد”.

وأشار نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي إلى التزام الولايات المتحدة بتخفيف التصعيد وإنهاء النزاعات الحالية في الشرق الأوسط عن طريق الدبلوماسية.

وأوضح أن وزارة الدفاع الأميركية تستخدم مجموعة من الأدوات، بما في ذلك الردع والعمل المباشر عند الحاجة، لحماية حلفاء الولايات المتحدة، وردع الأعداء، وإقناع إيران وغيرهم بأن التهديد والعدوان ضد جيراننا مكلف للغاية، مؤكدا أن الهدف من ذلك خلق مساحة للدبلوماسية.

ولفت إلى أن الحلول العسكرية ليست هي الحل النهائي للكثير من هذه النزاعات، بل يجب أن تستكمل بعمليات التفاوض والحوار وإيجاد حلول مقبولة من جميع الأطراف.

وتحدث شابيرو عن نجاح الولايات المتحدة حديثا في التوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بعد الهجوم الذي شنه الحزب في الثامن من أكتوبر.

وأكد أن الولايات المتحدة تعمل مع الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية، وكذلك مع الجيش الإسرائيلي وحكومة إسرائيل؛ لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار وتوفير آلية للمراقبة وتنفيذه، مشيرا إلى أنه متفائل بحذر بشأن نجاح هذا الاتفاق.

وأشار شابيرو إلى أن انهيار نظام الأسد في سوريا يشكل ضربة إضافية لحزب الله اللبناني، الذي يعاني من ضعف بعد تقليص ارتباطه بالداعمين الإيرانيين، ما قد يعزز فرص نجاح وقف إطلاق النار.

وفيما يتعلق بالنزاع المستمر بين إسرائيل و “حماس” في قطاع غزة، أكد شابيرو حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات التي بدأت بها “حماس” في السابع من أكتوبر. ومع ذلك، شدد على أهمية حماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية، حيث إن الهدف النهائي هو إنهاء النزاع، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وبدء مسار نحو حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين (باستثناء حماس).

وأوضح شابيرو أن القرارات المتعلقة بإطلاق مبادرة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ستتخذها الإدارة الأميركية المقبلة، مضيفا أن البحرين أظهرت بالفعل التزاما قويا وقيادة في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.