اللؤلؤ يجمع بوحجي البحريني وإسرداس الهندي
عراقة “باب البحرين”.. حكاية التجار الرواد
من بين ركام الوثائق والصور والحكايات، وما تناقله الأجداد والآباء ونقلوه للأبناء، تتعدد القصص في رحاب “باب البحرين” منذ سنوات غابرة، فعراقة المكان والزمان شاهد تاريخي، إذ لا غرابة في أن يكون “باب البحرين” ملتقى التجار الرواد في بداياتهم، وفيه تأسست الانطلاقة الأولى مرتبطة بفرضة المنامة ومراكبها وبضائعها، والمكاتب البسيطة و “العمارات” ومخازنها.
بين المنامة وبومباي
تلك القصص هي “ميدان البدايات”، لكنه ميدان حافل بالأحداث والوقائع، وسنعرج على بداية تجارة عائلة بوحجي، مثالا، على يد المرحوم جد الأسرة الحاج عيسى بن عيد بوحجي (1827 – 1902)، ثم قادها نجله المرحوم الحاج يوسف بن عيسى بوحجي الذي بدأ تجارة اللؤلؤ في ثلاثينات القرن الماضي، واللافت هي تلك الشراكة التي أسس فيها مع التاجر الهندي الشهير تيكاه إسرداس شركة لتجارة اللؤلؤ، ثم لتعدد سفراته إلى الهند تعرف على تاجر عربي اسمه عبدالشكور هاشم، كان يعمل في مجال النظارات الطبية في بومباي.
النظارات في باب البحرين
وفي العام 1952 اقترح عبدالشكور على الحاج يوسف بوحجي أن يفتح محلًا تجاريًا في البحرين، ولأن القانون آنذاك يمنع دخول الأجنبي للتجارة في البحرين إلا إذا كان تحت كفالة أحد المواطنين، افتتح الحاج يوسف في العام 1958 محلًا في شارع باب البحرين، وخصص فيه قسمًا للنظارات، واستمرت الشراكة بين الحاج يوسف بوحجي وعبدالشكور هاشم إلى وفاة الحاج يوسف في العام 1979، ثم انتقلت الشركة إلى نجله الحاج محمد بن يوسف بوحجي الذي عمل في تجارة اللؤلؤ والنظارات إلى وفاته في العام 1982، ثم انتقلت إدارة شركة النظارات بعد ذلك إلى نجليه خليل بن محمد بن يوسف بوحجي وأحمد بن محمد بن يوسف بوحجي، ويشارك في إدارتها اليوم الأحفاد يعقوب بن عبدالله بن عيسى بوحجي، ويوسف بن عيسى بن محمد بوحجي، وقد تمت تسمية هذه الشركة بـ “الشركة العربية للنظارات”.
الرمزية ودلالاتها
“باب البحرين” له رمزيته الوطنية والاجتماعية والثقافية والتاريخية والتجارية، ولهذا هو موضع اهتمام الدولة، والدليل على ذلك مشروع وزارة الثقافة لتطويره، كونه يعكس الهوية الفريدة للسوق البحرينية التقليدية، كما أن المشروع يعد امتدادا لمراحل متعددة خضع فيها باب البحرين للتطوير، فقد تمت إعادة ترميم باب البحرين ليعود إلى سابق عهده كما كان عام بنائه في العام 1954، وتضمنت أعمال الترميم إعادة الواجهة الأصلية للمبنى وإزالة بعض أعمال التعديل التي وضعت على المبنى في منتصف ثمانينات القرن الماضي.