تحول العاصمة إلى مركز أعمال عالمي
السعودية تدشن مترو الرياض
-
60 % من مواطني الرياض سيستخدمون المترو
-
المترو يغير نمط التنقل في الرياض
-
مترو الرياض.. أكبر مشروع مترو في العالم يبنى في وقت واحد
في خطوة تعكس طموحات المملكة العربية السعودية نحو تحقيق رؤيتها الطموحة 2030، دشنت المملكة مشروع “مترو الرياض”، أحد أكبر مشاريع النقل الحضري في العالم، الذي يأتي كجزء من استراتيجية شاملة لتحويل العاصمة الرياض إلى مركز أعمال عالمي يعزز مكانتها على الساحة الدولية.
مترو الرياض أو كما يسمونه قطار الرياض أحد أضخم مشاريع النقل في العالم، يتكون من 6 خطوط رئيسة تمتد على طول أكثر من 176 كيلومترا، ويضم 85 محطة موزعة في جميع أنحاء العاصمة.
تم تصميم المشروع ليكون مشروعا صديقا للبيئة باستخدام أحدث التقنيات في مجال النقل، بما في ذلك القطارات الكهربائية التي تعمل دون انبعاثات كربونية.
المشروع افتتحه خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يوم الأربعاء، ليكون أحد عناصر منظومة النقل في العاصمة، والقطار لن يعمل وحيدا، إذ يأتي مدعوماً بمسارات حافلات جديدة أطلقتها الرياض في الفترة الماضية، لتضاف إلى المسارات التي كانت موجودة سابقا، وهو ما من شأنه أن يلبي الطلب المستقبلي على النقل العام، خصوصاً مع توقعات بارتفاع عدد سكان الرياض إلى أكثر من 10 ملايين شخص بنهاية العقد الحالي، من 7 ملايين حالياً.
وستخدم هذه الشبكة التي تصل طاقتها الاستيعابية إلى 3.6 مليون شخص يومياً، الزوار القادمين لأغراض الترفيه والرياضة والفعاليات والأعمال، مع ارتفاع عددهم بنسبة 600 % من 2018 إلى 2023.
كما يعد هذا المشروع ليس فقط وسيلة نقل حديثة، بل هو خطوة نحو تحسين جودة الحياة في الرياض، وتقليل الازدحام المروري، وتعزيز الاستدامة في المدينة.
الرياض مركز أعمال عالمي
إلى جانب تدشين مترو الرياض، تعمل المملكة العربية السعودية على تنفيذ سلسلة من المبادرات والمشاريع الكبرى لجعل العاصمة مركزًا عالميًا للأعمال والاستثمار. وتشمل هذه الجهود برنامج جذب الشركات العالمية، فقد أطلقت الرياض مبادرات لتشجيع الشركات متعددة الجنسيات على نقل مقراتها الإقليمية إلى المملكة، حيث تم توفير حوافز كبيرة تشمل الإعفاءات الضريبية وتسهيلات الاستثمار.
وكذلك مشاريع عملاقة مثل مشروع الرياض الخضراد الذي يهدف إلى زيادة المساحات الخضراء في المدينة وزيادة جاذبيتها كوجهة للعيش والعمل.
وإنشاء مناطق اقتصادية خاصة توفر بيئة عمل مرنة وداعمة للشركات الناشئة والمستثمرين الدوليين.
ويأتي هذا التطور ضمن رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. وتركز الرؤية على تطوير قطاعات السياحة، والثقافة، والتقنية، والبنية التحتية، مما يجعل المملكة نقطة جذب عالمية للاستثمارات والابتكار.
مترو الرياض وسكان العاصمة
من المتوقع أن يسهم مترو الرياض في تحسين حياة الملايين من سكان العاصمة من خلال تقليل وقت التنقل اليومي،و تحسين جودة الهواء وخفض الانبعاثات، كذلك تعزيز الربط بين مختلف مناطق المدينة.
ومع تدشين مترو الرياض واستمرار الجهود لجعل العاصمة مركزا عالميا للأعمال، تبدو المملكة العربية السعودية على أعتاب مرحلة جديدة من التطور الاقتصادي والاجتماعي. ويؤكد هذا المشروع وغيره من المبادرات أن السعودية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيتها الطموحة، مما يجعلها وجهة رئيسية للاستثمار والعمل والعيش في المستقبل.
وتعيش الرياض تطوراً متسارعاً لتبرز كمركز أعمال إقليمي، إذ تسارع الشركات الإقليمية والعالمية لفتح مقار إقليمية في المدينة، للاستفادة من النهضة الاقتصادية التي خلقتها رؤية 2030.
وبلغ عدد الشركات متعددة الجنسيات التي حصلت على تراخيص لإنشاء مقرات إقليمية لها في العاصمة 540 شركة، من بينها أكبر البنوك العالمية “غولدمان ساكس” و”بلاك روك” و”سيتي غروب”.
التحديات
وتعتبر الرياض من العواصم ذات الحرارة المرتفعة خصوصاً في فصل الصيف، ما يصعب مهمة المشي للوصول إلى محطات القطار، وهو ما يمثل أبرز تحديات المشروع الجديد. لذلك، عمدت الرياض إلى إنشاء أكثر من 19 موقعاً لمواقف عامة لسيارات موزعة على مختلف مواقع المدينة، بسعات تتراوح بين 400 و600 سيارة.
من شأن هذه المواقف أن تسهل عملية استخدام القطار، وتحويله إلى وسيلة تنقل يومية في العاصمة، بدلاً من السيارات الخاصة، ما يخفف من التكدس المروري.
أضخم مشروع للنقل العام في العالم
أُنجز المشروع من قبل ثلاثة ائتلافات دولية، وهي “سيمنس” الألمانية” و”بومباردييه” الكندية و”ألستوم” الفرنسية، أما تصميه فكان من قبل الشركة الفرنسية “أفون بروميي”، حيث يظهر على شكل وجه مبتسم يسجد ترحيباً بسكان وزوار المدينة.
نصف مسارات وسيلة النقل الجديدة في العاصمة الرياض مقامة على جسور، وأكثر من الثلث تحت الأنفاق، والباقي على سطح الأرض.
المشروع وصف بأنه أحد أضخم مشروعات النقل العام في العالم، كونه يغطي كامل مساحة العاصمة ضمن مرحلة واحدة.
بدء تشغيل
يرتقب أن يتم تشغيل 3 مسارات من القطار في الأول من ديسمبر، وبعدها بأسبوعين سيتم تشغيل مسارين آخرين، وفي يناير من العام المقبل، سيتم تشغيل آخر مسار معلن فيه.
60 % سيستخدمون المترو
أجرى المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام “رأي” التابع لمركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري، استطلاعا عاما، حول آراء مواطني مدينة الرياض حول المترو، شارك فيه 1202 مشارك منهم 57 في المائة من الذكور، فيما بلغ عدد النساء 43 في المائة. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 60 في المائة سيستخدمون المترو ووسائل النقل العام في الذهاب للعمل أو المدرسة، و65 في المائة سبق لهم تجربة المترو في بلد خارج المملكة.
فيما أظهر الاستطلاع أن 71 في المائة يرون أن المترو سيغير من عادتهم في التنقل، فيما رأى 80 في المائة أنه سيساهم في جذب الاستثمارات إلى الرياض، و81 في المائة يرون أنه سيقلل من الازدحام المروري، و83 في المائة يرون أنه سيؤثر إيجابياً على البيئة.
وحول الوجهات التي ينوون استخدام المترو للذهاب إليها، قال 31 في المائة إنهم ينوون الذهاب للعمل أو الدراسة، و30 في المائة الذهاب إلى أماكن الترفيه، فيما قال 24 في المائة إنهم سيذهبون للتسوق، و15 في المائة لزيارة الأهل والأقارب.
وأظهر الاستطلاع أن أكثر ما يهم سكان مدينة الرياض في المترو، (40 في المائة)، أن توجد محطة قريبة من مقر العمل أو السكن، و(27 في المائة) السرعة، و(22 في المائة) الأمان، و(11 في المائة) منع المضايقات.