إنّ استذكار وتكريم المعلمين يؤكد أنّ عطاء وجهد هؤلاء الرجال عمل استثنائيّ لما يتمتعون به من مكانة مجتمعية وإنسانية ولما بذلوا من جهود طوال سنوات تدريسهم. وتكريم معلم بين أبناء قريته يبرهن على أن احترام وتقدير المعلم لا يقف عند أسوار المدرسة، بل يتعداها إلى خارجها، كما أنّ الوفاء لهؤلاء الرجال لم يكن مصادفة بل لما يكنه رجال التربية والتعليم لهم من أدوار وعطاءات.
في الأسبوع الفائت تفضل سعادة وزير التربية والتعليم الدكتور محمد مبارك جمعة بتكريم واحد من هؤلاء المربين، ممن وهبوا زهرة شبابهم لحقل التربية والتعليم، وهو الأستاذ والمعلم الفاضل إبراهيم الجمري. والذّين عرفوا هذا المربيّ المتميز عن قرب لا شك أدهشتهم عطاءاته التي تعدت ميدان التربية والتعليم إلى كل الميادين الخيرية والإنسانية، وهو أحد الرواد الأوائل في قريته الذين سعوا بكل ما يملكون من طاقات إلى الاهتمام ورعاية مجتمعهم وتلبية حاجاته في الأمور المادية والمعيشية. وعلى الصعيد الاجتماعي فإن الأستاذ إبراهيم انتظم في نادي قريته (باربار) منذ فترة مبكرة من حياته ووجد في فضاء هذه المؤسسة ما يمكنه من تقديم العطاء بكل صوره، وهذا الموقع أسهم من خلاله في تقديم الدعم الاجتماعي والمادي لمن هم بحاجة إليه، واستمر في هذا الطريق ما يقارب ثلاثة عقود من الزمن حتى انطلاقة العمل الخيري عبر المؤسسات أي الجمعيات الخيرية.
ويستذكر رفاق الأستاذ إبراهيم بإكبار جهوده الاستثنائية في مكافحة آفة المخدرات وترسيخ التعاون بين النادي وبقية مؤسسات المجتمع الأخرى، وأثمرت تلك الجهود نتائج مدهشة. إذ استطاع تجنيب القرية مخاطر مدمرة. لعلّ أبرز سمة في شخصية هذا المربيّ الفاضل أنه جمع في شخصه شخصيات عدة لتعدد اهتماماته ومجالات البذل. إذ كان له حضور بارز على الصعيد الثقافيّ تمثل في إنشاء مكتبة النادي واختياراته للكتب القيمة ورئاسته اللجنة الثقافية على مدى سنوات، ومشاركاته في عدد من المسرحيات.
وبعد أيها الأستاذ الجليل إنّ أمنياتنا لك بوافر الصحة والعمر المديد، وأنّ الكلمات لن تفيك حقك، وستتضاءل أمام صنيعك ومآثرك، ولا يفوتنا أن نوجه الشكر إلى نادي باربار على مبادرته بتكريم واحد من جيل الرواد الأوائل وفي المقدمة المعلمين.
كاتب وتربوي بحريني