مع بداية عام دراسي جديد نبعث بطاقة تهنئة للهيئات التعليمية والإدارية ونحن ندرك حجم المهمة وخطورة الرسالة التي نذروا أنفسهم لها. قد لا تكون الظروف التي يمارسون فيها مهمتهم بحجم الأمنيات ولا الأحلام لكنهم يتطلعون إلى مستقبل أفضل، وحسبكم أيّها المربون أنكم تنهضون بأمانة تنوء بحملها الجبال وأنها رسالة إنسانية لا نظير لها.
إنّ الأمنية التي تجيش في صدور المعلمين والمعلمات ليست في الترقيات أو إجراء تحسينات على أوضاعهم الوظيفية - مع قناعتنا بأنّها حق أصيل لهم - لكن مناشداتهم الملحة بإعادة هيبة المعلم التي تدنت بدرجة مخيفة، فليس بوسع أحد أن ينكر أنّ هناك حالات اعتداءات جسدية ولفظية تتعرض لها فئة من المعلمين، ونحمد الله أنّها لم تبلغ حد الظاهرة، لكنّ هذه الحالات يجب التصدي لها حتى لا تتحول إلى ظاهرة تصعب السيطرة عليها. باعتقادنا انّ فئة الطلبة التي استمرأت التطاول على المعلمين ربما كان من أسباب ذلك غياب العقوبات الرادعة، ومن هنا فإننا نكرر مطالبتنا وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في لائحة الجزاءات، وعدم ترك هذه الفئة تمارس إساءاتها للمربين. ولعل الذي فاقم الأمر هو مساندة أولياء الأمور لأبنائهم، ما أسهم في انحدار مكانة المعلمين، وهذا نقيض ما كانت عليه الأوضاع قبيل عقدين وأكثر عندما تركت مهمة التربية للهيئات التعليمية. بات من المستحيل أن يمارس المعلمون أدوارهم التربوية إذا لم يكن هناك دعم ومساندة من كل قطاعات المجتمع وفي المقدمة أولياء الأمور. وقبيل أيام أعلنت دولة عربية شقيقة استحداث نظام علاجيّ للمعلمين والمعلمات في إطار حرص وزارة التربية والتعليم على سلامة أعضاء هيئة التدريس، ويتلخص في فرض عقوبات مشددة بحق الطلاب المعتدين على معلميهم تفاديا لهدر حقوق المعلمين والمعلمات. ونذّكر بأنّ العقوبة التي تبدو للبعض منا قاسية جدا لكننا نجزم بأنها ستحفظ للمعلمين كرامتهم وحقوقهم، والذي لا يختلف عليه أحد أنّ هيبة المعلم لا مساومة حولها فالجميع مدينون للمعلم بوصفه الإنسان الذي يجسد النموذج والقدوة مصداقا للحديث الشريف “من علّمك حرفا فإنّه سيّدك إلى يوم القيامة”.
كاتب وتربوي بحريني