العدد 5830
الإثنين 30 سبتمبر 2024
banner
مدرسة بحاجة إلى إنقاذ
الإثنين 30 سبتمبر 2024

يبدو من غير المنطقي وغير المعقول بقاء عدد من المباني المدرسية متهالكة وقد مضى على إنشائها قرابة ستة وسبعة عقود، فبقاؤها على وضعيتها البائسة بلا شك مصدر قلق للأهالي خشية أن تنهار في أية لحظة كما حدث قبيل سنوات بإحدى المدارس بالمنطقة الشمالية. إنّ المبنى المدرسي أحد أضلاع العملية التعليمية، إضافة إلى المعلمين والمنهج المدرسيّ، وأي خلل بأحد الأضلاع يعني الفشل الذريع للعملية التعليمية برمتها.
أمامنا نموذج لمدرسة ابتدائية تقع بالمحافظة الشمالية هي مدرسة أبوصيبع الابتدائية للبنين، والتي مضى على إنشائها قرابة ثمانية عقود دون أن يطالها الترميم، وهناك من يؤكد أنّ المدرسة لم تعد بيئة صالحة للتعلم بسبب ضيق الفصول بأعداد تفوق مساحتها، الأمر الذي يحدث إرباكا للمعلمين. وزارة التربية تبذل جهودا خارقة لتوفير البيئات التعليمية المناسبة للتعلم، لكن أن تبقى مدارس دون إجراء أي ترميم على مدى عقود ليس مقبولا، فضلا عن أنه يولد لدى الطلبة شعورا نفسيا سلبيا وقد يفضي هذا الشعور إلى كراهية الطلاب للمدرسة نفسها. أليس من حق الطلبة أن نهيئ لهم البيئة المناسبة للتعلم؟ وإلا كيف نتوقع أن تكون النتائج في ظل مبان انتهت صلاحيتها؟ لا نشك أن لدى وزارة التربية والتعليم علما بأوضاع المدرسة، لكننا لا نعرف على وجه التحديد لماذا بقيت خارج اهتمامها حتى اللحظة. وإذا كان أمر إزالة المبنى بأكمله ليس خيارا مطروحا لدى المسؤولين فإنه كان من الأجدر أن يتم الترميم على مراحل حتى لو استغرق سنوات، أما أن يبقى المبنى بأكمله آيلا للسقوط دون تحرك فهذا أمر غير مفهوم. الذّي أتذّكره أنه قبيل سنوات أطلقت إحدى المدارس الابتدائية بالمنطقة ذاتها شكوى من انتشار القوارض، وأمام نداءات الاستغاثة صدرت توجيهات للوزارة بإيجاد حل سريع للمشكلة، وتحركت الوزارة لإنهاء المعضلة بأقصى سرعة. إننا نتمنى ممن بيدهم الأمر في وزارة التربية والتعليم التحرك السريع لإنقاذ المدرسة، ونحن واثقون من حرص الوزارة على سلامة الطلبة وفي ذات الوقت خلق البيئة التعليمية المحفزة على التعلم والإبداع.
* كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية