ابتداء من النصف الثاني من العام 2024، هناك عوامل رئيسة تدفع بقوة أسعار النفط للهبوط. تشمل هذه التحديات احتماليات الركود الوشيك وتباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى، وانخفاض الطلب على النفط من الصين، وكذلك تراجع حجم الإنتاج. ومن شأن هذه العوامل أن تؤدي إلى هبوط أسعار النفط. ولكن إذا ألقينا نظرة سريعة على التطورات في العام 2023، سنجد أن أحد المحددات الرئيسة تمثل في تخفيضات الإنتاج التي طبقتها منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك +”، التي تمثل 40 % من إجمالي إمدادات النفط في العالم. وبرغم الجهود لدعم أسعار النفط، كان التعافي الاقتصادي الضعيف في الصين عائقا أمام المحاولات الصعودية. ومن زاوية أخرى، كان من المدهش أن تأثير التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط على أسعار النفط ظل محدودا.
توقعات أسعار النفط في المستقبل
تشير معظم الإحصاءات والتوقعات إلى وجود إمدادات كافية من النفط في الربع الثالث من هذا العام، في ظل مزيج يجمع بين انكماش النشاط الاقتصادي وزيادة الإنتاج من الولايات المتحدة ودول خارج منظمة “أوبك” في دعم المعروض العالمي من النفط. لذا يرى المستثمرون أو اللاعبون في الأسواق أن احتمالات وصول سعر برميل النفط إلى 100 دولار في العام 2024 ضعيفة جدا، ما لم نشهد أحداثا جيوسياسية مؤثرة.
النطاق السعري المتوقع
يتوقع خبراء السوق الآن أن يبلغ سعر خام برنت العالمي أقل من 70 دولارا، كما من المتوقع أن يسجل سوق النفط فائضا بالأشهر الـ12 المقبلة إذا مضى تحالف “أوبك +” قدما في خططه لزيادة الإمدادات. وقد نشهد فائضا في العام 2025 مع تجاوز العرض للطلب، وإذا فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية بنسبة أكبر على الواردات.