+A
A-

نموذج حقيقي لشراكة مجتمعية ناجحة من الأداء إلى النتائج

يتسابق المئات من الشباب من الجنسين وهم الفئة الأهم، بالإضافة إلى العشرات من المواطنين والمقيمين للمشاركة في أنشطة حملة "عاشوراء نرتقي"، لتؤكد هذه الحملة وهي تنتظم في عامها الخامس عشر على التوالي، على أنها نموذج حقيقي للشراكة المجتمعية.

سلوك المجتمع
وهذا الإطار، أي نجاح "عاشوراء نرتقي" كنموذج عملي ناجح من ناحية الأداء والنتائج، تؤكد عليه مدير عام بلدية المنطقة الشمالية المهندسة لمياء الفضالة، وكذلك رئيس مجلس بلدي الشمالية السيد شبر الوداعي، علاوة على أعضاء المجلس البلدي وبلدية المنطقة الشمالية من موظفين وكوادر ومتعاونين، يؤكد الجميع على أن استغلال موسم عاشوراء له عدة سمات، منها حقيقة الترابط والتلاحم، ومنها الإيمان بأهمية تعزيز وتقويم السلوك البيئي الإيجابي في عاشوراء واستثمار الحس الديني في بث الرسائل التوعوية المتعلقة بالنظافة، مدعومًا التزام المآتم والمواكب الحسينية بالممارسات البيئية الصحيحة من خلال المحافظة على النظافة والتقليل من حجم النفايات ونشر الوعي البيئي ورفع مستوى الوعي لدى الأفراد، بما يساهم بشكل كبير في الارتقاء بالبيئة وإعطاء نظرة إيجابية تعكسها ممارسات وسلوك المجتمع الحضارية فيما يتعلق بالبيئة والنظافة، وهو الجانب الذي أكدت عليه الفضالة في تدشين حملة هذا العام 2024 "النظافة وعي وسلوك".

أفضل الممارسات البيئية
ومع تجديد دعوة رؤساء المأتم للمشاركة للتقديم لجائزة افضل ماتم في الممارسات البيئية، وفق المعايير والمبادئ البيئية في الإدارة السليمة المخلفات عبر إعادة تدويرها وفرزها والتقليل منها، وأثرها في نشر الوعي البيئي والالتزام بالإرشادات والتعليمات البلدية، يلفت رئيس المجلس البلدي للمنطقة الشمالية سيد شبر الوداعي إلى أن موسم عاشوراء "رسالة تربوية تتميز بقيمها في بناء سلوك الأجيال، وترتكز في مضمونها وقواعدها التربوية على مبادئ فكر الإمام الحسين (ع)، ومراسم عاشوراء الثروة التربوية التي يمكن استثمارها في بناء سلوك الاجيال ورفدهم بالقيم النبيلة وتعليمهم الطرق الرشيدة في حفظ النعمة"، بالإضافة إلى ترشيد استغلال الموارد والتدبر الواعي في كيفية التعاطي مع الفائض من الوجبات والحفاظ على النظافة العامة وصون المحيط البيئي للإنسان كقيمة وثروة إنسانية ينبغي الحفاظ عليها من التدهور لتوفير البيئة الصحية الصالحة لحياة المجتمع، وتعزيزًا لذلك المسار اقترح رئيس المجلس أن يتم تنظيم فرق متخصصة من الاطفال والناشئة لمرافقة مسيرات العزاء وجمع المخلفات من الطرقات.

بلدية حضرية وبيئية
وتتلاقى هذه المنطلقات مع جهود إدارات وكوادر المآتم والحسينيات والمواكب والمضائف، فرئيس مأتم مقابة جعفر السيد شرف يلفت إلى أن بلوغ "عاشوراء نرتقي" النسخة الخامسة عشر، يعني أن هناك 15 عامًا من العمل تعني "الإنجاز الحقيقي"، وطيلة هذه السنوات، تميزت مملكة البحرين على سائر الدول بهذا البرنامج الرائد،فهو من ناحية تجربة بلدية، حضرية، بيئية، اجتماعية في موسم ديني لها مكانته،
ومن ناحية أخرى، هو يقدم نموذجًا ناجحًا للشراكة المجتمعية مفهومًا وتطبيقًا، وبالتالي، نعبر عن دعمنا وشكرنا لمؤسسي وفرق عمل "عاشوراء نرتقي".

الشراكة كاستدامة
ويتفق الإداريون والمشاركون في فعاليات موسم عاشوراء على أن هذه الشراكة أثرت كذلك عن تعاون ومشاركة كل مؤسسات المجتمع، عبر التكاتف مع القائمين على حملة "عاشوراء نرتقي"، وإدراك أهمية "الاستدامة" والاستمرارية، بناءً على ما تحقق من نجاح مشهود، منذ انطلاق النسخة الأولى في مأتم بوري عام 2010.
وتجدر الإشارة إلى أن الحملة استحدثت في العام 2018 أربع جوائز هي: فئة أفضل مأتم في الممارسات البيئية، فئة أفضل مضيف داعم للممارسات البيئية، وفئة أفضل موكب عزاء داعم للممارسات البيئية، فئة أفضل مقطع فيديو، وما يميز الحملة أنها تختار شعارات بدقة لتتطابق مع الأهداف، فهدف العام الجاري 2024 هو "النظافة وعي وسلوك"، وشعار العام الماضي 2023 كان "سواعد متكاتفة"، وما سبقها من أعوام تنوعت بين "عاشوراء موسم الغرس.. التدوير قيمة إسلامية.. نواصل الالتزام "خلال جائحة كورونا كوفيد 19"، وعشر سنوات من الشراكة كان شعار الاحتفال بالنسخة العاشرة.

التسلسل الزمني
وفق التسلسل الزمني، انطلقت الحملة في قرية بوري عام 2010 في موسمها الأول، والموسم الثاني عام 2011 في بني جمرة، والموسم الثالث 2010 في الديه، والموسم الرابع 2013 في الدراز، والموسم الخامس 2014 في بوري، والموسم السادس 2015 في باربار، والموسم السابع 2016 في المالكية، والموسم الثامن 2017 في كرانة، والموسم التاسع 2018 في عالي، والموسم العاشر 2019 في بوري، أما في فترة جائحة كورونا من العام 2020 حتى 2022 فاستمرت أنشطة الحملة "أونلاين"، واستأنفت موسمها الرابع عشر 2023 انطلاقًا من مقر المجلس البلدي في البديع، وكذلك نسخة العام الجاري 2024 وهي النسخة الخامسة عشر من مقر المجلس.
ويتجلى الأثر في حرص إدارات المآتم والمواكب والحسينيات على متابعة متطلبات وشروط الفوز بالجوائز وفق معاييرها المحددة، وكما يشير عدد من الإداريين، فإن الهدف ليس الفوز وحسب، بل لضمان أن خطة العمل في كل موسم، تسير في طريقها لصحيح.