المنظومة شهدت تطورا ملموسا في زمن قياسي
السعودية الأولى عالميا في مؤشرات الأمن السيبراني
يمثل الأمن السيبراني أحد أبرز مجالات التعاون الواعدة بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، وأن تبادل الخبرات والتجارب بين البحرين والسعودية في مجال الأمن السيبراني من شأنه أن يوفر وقاية سيبرانية ويعزز القدرات في مجال صد هجمات القرصنة الإلكترونية.
وتعد الأنظمة والقوانين الخاصة بالأمن السيبراني المعمول بها مملكة البحرين من الأنظمة المتقدمة وهي في تطور مستمر ما يساهم في تعزيز منظومة الأمن السيبراني بما يتوافق مع التطورات التكنولوجية.
وقطعت مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية خطوات واسعة في مجال الأمن السيبراني، وصولا إلى إطلاق الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في السعودية ومملكة البحرين كذلك قامت بتأسيس المركز الوطني للأمن السيبراني، والذي يعد خطوات في الطريق الصحيح لأهمية الأمن السيبراني كمجال حيوي يرتبط مباشرة بكثير من المجالات.
وعلى الصعيد الخليجي خصوصا بين البحرين والسعودية تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الأمن السيبراني بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، وتهدف المذكرة إلى تعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني بين البلدين وتطوير القدرات المؤسسية للطرفين في مواجهة التحديات والتهديدات السيبرانية.
وحسب بيانات أن حجم الاستثمار في مجال الأمن السيبراني في منطقة الشرق الأوسط سينمو بمعدل 14.2 % سنوياً على مدى 5 سنوات المقبلة، ويتوقع أن ينمو سوق الأمن السيبراني بالشرق الأوسط إلى 35.4 مليار دولار.
وحققت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني، وذلك ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2024 الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD) بسويسرا.
ويعد تحقيق السعودية هذه المرتبة نتيجة إيلاء تنمية واقع القطاع دعماً كبيراً عبر الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، إذ تشجع الابتكار وتدعم ريادة الأعمال والاستثمار ورفع نسبة المحتوى المحلي فيه، وبناء الكوادر الوطنية المتخصصة لسد الاحتياج الوطني في مجالات الأمن السيبراني بما يعزز منظومة القطاع في السعودية، ويُعظم استغلال الفرص الواعدة التي يزخر بها لتحقيق التنمية المستدامة، والوصول إلى فضاء سيبراني سعودي آمن وموثوق.
إذ منحت الهيئة أهمية قصوى في مسائل التوعية السيبرانية لمنسوبي الجهات الوطنية، وجميع الفئات العمرية بالمجتمع، لبناء ثقافة سيبرانية عالية تعزز قيم المحافظة على الأمن الوطني، ونتيجة لذلك كله استطاعت حصد المرتبة الأولى في التقرير.
وأشار رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية للأمن السيبراني مساعد العيبان إلى أن هذا الإنجاز العالمي يُعد تأكيداً على ريادة المملكة في المؤشرات الدولية للأمن السيبراني، وترسيخاً لما سبق أن أكدته مؤشرات دولية أخرى في ذات المجال، ورافداً لدفع عجلة التقدم في تنفيذ برامج رؤية المملكة 2030 المتنوعة، وتمكين النمو والازدهار للقطاعات التنموية والاقتصادية.
وأوضح أن منظومة الأمن السيبراني تحظى بتوجيه مستمر من لدن ولي العهد إذ يقف خلف كل الإنجازات التي تحققت منذ إنشاء الهيئة، لافتاً إلى أن رؤية الأمير محمد بن سلمان جعلت من المملكة نموذجاً عالمياً يحتذى به في شتى المجالات، وأن هذا الإنجاز العالمي يضاف إلى سلسلة الإنجازات والنجاحات التي سطّرتها المملكة خلال السنوات الماضية في جميع المجالات.
وأشار العيبان إلى أنه بالاستناد إلى رؤية المملكة 2030 وممكّناتها ومستهدفاتها، فقد جرى تأسيس قطاع الأمن السيبراني في المملكة بشقيه الأمني والتنموي وبمختلف أبعاده المحلية والدولية، حتى أصبح النموذج السعودي في الأمن السيبراني نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم يُحتذى به دوليّاً في هذا المجال.
وقال إن منظومة الأمن السيبراني شهدت تطوراً كبيراً في زمن قياسي، منذ إنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني بصفتها الجهة المختصة في المملكة بالأمن السيبراني، والمرجع الوطني في شؤونه، وإنشاء الشركة السعودية لتقنية المعلومات (سايت) كذراعها التقني في تأسيس هذا القطاع؛ مؤكداً أن الأمن السيبراني الوطني هدف ومقوم أساس لحماية المصالح الحيوية للمملكة، والبنى التحتية الحساسة، والخدمات والأنشطة الحكومية، والجهات ذات الأولوية في القطاعين العام والخاص.
وبينت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني أن المكانة المرموقة للمملكة في مؤشر الأمن السيبراني، هي حصيلة لجهود المملكة في تعزيز الأمن السيبراني على المستوى المحلي والدولي، والتكامل الرفيع بين جميع الجهات الوطنية في هذا المجال، حيث تم إطلاق المنتدى الدولي للأمن السيبراني؛ ليكون منصة عالمية تجمع متخذي القرار حول العالم، لمناقشة القضايا الإستراتيجية ذات الصلة بالأمن السيبراني.
وجرى إنشاء مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني بصفتها منظمة غير ربحية مقرها مدينة الرياض وتسهم في تعزيز الأمن السيبراني على المستوى الدولي، ومواءمة الجهود الدولية في هذا القطاع الحيوي والواعد بما يعود بالنفع على رخاء الإنسان وازدهاره حول العالم، كما تم إنشاء اللجنة الوزارية للأمن السيبراني تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية بناء على مقترح المملكة، واعتمد قادة الدول العربية إنشاء مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب بناءً على مقترح من المملكة، إقراراً أن يكون مقر المجلس والأمانة العامة والمكتب التنفيذي مدينة الرياض، كما نفذت الهيئة تمارين سيبرانية في مجال الأمن السيبراني مع عدد من الدول والمنظمات، وشارك في هذه التمارين أكثر من (40) دولة.
وعلى الصعيد المحلي، عملت الهيئة على تنظيم قطاع الأمن السيبراني بالشراكة مع جميع أصحاب المصلحة بما في ذلك مقدمي خدمات وحلول ومنتجات الأمن السيبراني، وإطلاق مبادرات هادفة لتنمية القدرات البشرية في مجال الأمن السيبراني مثل إطلاق الأكاديمية الوطنية للأمن السيبراني لتقديم برامج تدريبية، وتمارين سيبرانية؛ لتعزيز الجاهزية السيبرانية للجهات الوطنية، كما أطلقت الهيئة مبادرات هادفة لتحفيز نمو قطاع الأمن السيبراني وتشجيع الاستثمار فيه، إضافة إلى إطلاق البرنامج الوطني للبحث والتطوير والابتكار في الأمن السيبراني. وتعد الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الجهة المختصة بالأمن السيبراني في المملكة، والمرجع الوطني في شؤونه، وتهدف إلى تعزيزه حماية للمصالح الحيوية والبنى التحتية للدولة وأمنها الوطني.