بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية.. شراكة استراتيجية نموذجيةشهدت العلاقات العربية الصينية في الآونة الأخيرة نقلة نوعية تمثلت في رفع مستوى العلاقات مع مملكة البحرين، إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. ويأتي هذا التطور في إطار حرص الجانبين على تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، بما يخدم مصالحهما المشتركة ويحقق التنمية المستدامة. وقد عبّر السفير المصري السابق لدى جمهورية الصين الشعبية، علي الحفني، عن ترحيبه بهذا التطور التاريخي، مؤكدا على عمق العلاقات العربية الصينية التي تمتد جذورها إلى الحضارة العربية الإسلامية الراسخة في جمهورية الصين الشعبية. وأشار الحفني إلى أن إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي عام 2004 شكّل منصة مهمة لتعزيز التعاون بين الجانبين على مدار العشرين عامًا الماضية. ويُعتبر رفع مستوى العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية دليلاً على خصوصية هذه العلاقات، والإرادة المشتركة لتنويع مجالات التعاون. ويؤكد الحفني أن هذا التعاون لا يعني التخلي عن علاقات الدول العربية مع شركائها الآخرين، مثل الولايات المتحدة، بل هو سعي لتنويع الخيارات وتعزيز التعاون جنوب - جنوب. وتأتي التنمية في مقدمة مجالات التعاون التي تسعى الدول العربية إلى تعزيزها مع جمهورية الصين الشعبية. ويرى الحفني أن التعاون مع الصين سيساهم في تحقيق التنمية في الدول العربية من خلال رفع معدلات النمو، وتحسين مستوى المعيشة، وتعزيز القوة الاقتصادية. ويدعو الحفني إلى مواصلة العمل على تعزيز العلاقات العربية الصينية، بما يخدم التنمية الاقتصادية ويحقق الازدهار لكلا الجانبين. ويؤكد أن رفع مستوى العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية يُمثل خطوة هامة نحو مستقبل أكثر إشراقًا لكلا الجانبين، ويُعزز من دور الدول العربية في الساحة الدولية. وجسدت زيارة عاهل البلاد المعظم الأخيرة إلى بكين عمق العلاقات البحرينية الصينية وحرص البلدين على تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات. وجاءت هذه الزيارة خطوة مهمة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يُسهم في تحقيق التنمية والازدهار لكلا الشعبين. وتؤكد التطورات الأخيرة أهمية العلاقات العربية الصينية ودورها في تحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة. وبات من الواضح أن هذه العلاقات ستشهد المزيد من التطور والازدهار في السنوات المقبلة، بما يحقق مصالح جميع الأطراف المعنية. واتفق ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس الصيني “شي جين بينج”، على إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية، وتعزيز التعاون الودي بينهما في المجالات كافة على نحو شامل؛ بما يخدم الشعبين بشكل أفضل، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الـ 35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.