+A
A-

محاكمة ترامب.. هل يكفي جبل من الأدلة لإدانة الرئيس؟

بينما يعاني المرشح الجمهوري دونالد ترامب الأمرين، بسبب إنفاقه 3.6 مليون دولار أتعابا للمحامين حتى مارس الماضي، ما قلل من تمويل الحملة الانتخابية، يشهد اليوم الاثنين جلسة المرافعات الافتتاحية في قضية "ولاية نيويورك".

وفيما تبدو حجج الولاية قوية حيث تشكّل إجراءات المحاكمة الجنائية في مانهاتن خطراً كبيراً على ترامب، قبل أقل من سبعة أشهر من الانتخابات التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر، تبقى الإدانة غير مضمونة على الإطلاق.

فهل يكفي جبل من الأدلة لإدانة ترامب؟

تُعرف القضية باسم "شعب ولاية نيويورك ضد دونالد ترامب"، وهناك شهود من الداخل، ومجموعة من المحلفين، وحقائق كثيرة قد تدين الرئيس، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

ومن المقرر أن يعرض المدعون القضية رسميا اليوم الاثنين على 12 من المحلفين المهمين، وذلك في أول محاكمة لرئيس أميركي، فيما ستبقى هويات النساء الخمس والرجال السبعة في هيئة المحلّفين سرية لضمان سلامتهم.

كما سيكون للمحاكمة التي يمكن أن تصنف ترامب كـ"مجرم" بينما يستعد لخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى، صدى في جميع أنحاء البلاد كونها ستختبر متانة النظام القضائي الذي يهاجمه الرئيس بطريقة لا يُسمح لأي متهم آخر بالقيام بها.

وعلى الرغم من أن المدعي العام ألفين براج قد جمع جبلاً من الأدلة، إلا أن الإدانة بالكاد تكون مضمونة، حيث سيستغل محامو ترامب على مدى الأسابيع الستة المقبلة، ثلاث نقاط ضعف واضحة، أولها مصداقية الشاهد الرئيسي، وثانيا مسؤولية الرئيس، وثالثا التعقيد القانوني للقضية.

كذلك سوف يسعى ممثلو الادعاء إلى المناورة حول نقاط الضعف هذه، وإبهار هيئة المحلفين بحكاية تمزج بين القضايا، خصوصا وأن ترامب يتمتع بسجل طويل من التهرب من العواقب القانونية، وفق التقرير.

كما سيسعون أيضا إلى تعزيز مصداقية الشاهد الرئيسي مايكل كوهين، المحامي السابق لترامب والذي اعترف سابقا بالذنب في جرائم فيدرالية بسبب دفع أموال للنجمة الإباحية، ستورمي دانيلز، خصوصا وأن دانييل هورويتز، محامي الدفاع الذي عمل سابقا في مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن، قال إنه من المتوقع أن يؤكد المدعون العامون قصة كوهين حيثما أمكن ذلك.

وأضاف: "لدى الادعاء طبقات من الأدلة لدعم ما يقوله مايكل كوهين".

حين يرى خبراء في المحاكمة الراهنة، أن ترامب قد يواجه عقوبة بالسجن أو دفع غرامة أو قد يتمّ وضعه تحت الرقابة.

غير أنّ المحاكمة التي تحظى بتغطية إعلامية مكثّفة ستُبقي ترامب بعيداً عن نشاطات الحملة الانتخابية لأربعة أيام أسبوعياً لفترة قد تتراوح بين ستة وثمانية أسابيع، بينما يواصل بايدن حملته مهاجماً منافسه الجمهوري في بعض الأحيان، بشكل مباشر أو غير مباشر، من البيت الأبيض وفي جميع أنحاء البلاد.

كما من المتوقع أن يشهد الإثنين مرافعات افتتاحية، تشكّل فرصة لكلّ جانب لعرض قضيته على المحلّفين ولشنّ هجمات استباقية على شهود الجانب الآخر.

إبطاء الإجراءات القانونية

يشار إلى أنه بعد أشهر من الطعون لتأجيل بدء المحاكمة، يسعى دفاع الرئيس السابق الآن إلى إبطاء الإجراءات القانونية مع اقتراب انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.

كما من المحتمل أن يكون هناك العديد من الاعتراضات والقضايا الجانبية أثناء المحاكمة لأن دفاع الرئيس يركز بالكامل على الحفاظ على كل قضية للاستئناف.

وفي الغالب ستكون الإجراءات الأمنية مشدّدة بشكل استثنائي الإثنين، بعد ثلاثة أيام على قيام رجل بإضرام النار في نفسه خارج قاعة المحكمة في حادث مروّع لم يكن على صلة بمحاكمة ترامب.

يذكر أن الرئيس الأميركي السابق البالغ 77 عاما، يواجه 34 تهمة تتعلق بالاحتيال التجاري كجزء من خطة للتستّر على مدفوعات لدانييلز مقابل شراء صمتها عن علاقته الجنسية المفترضة معها، وذلك قبيل الانتخابات الرئاسية لعام 2016 التي فاز فيها بفارق ضئيل عن منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.

ولكن هذه التهمة تبقى أقل شأنا من لوائح الاتهام التي تطاله في ثلاث دعاوى قضائية تدور حول انتقادات ترامب وهجماته على نتائج انتخابات العام 2020 التي خسرها أمام جو بايدن، واحتفاظه بوثائق رسمية سرية ونقلها معه من البيت الأبيض بعد انتهاء ولايته الرئاسية.

وقد دفع ترامب بأنه غير مذنب في جميع القضايا الأربع.