حسب قواميس اللغة فإن كلمة بربرية تعني “همجية، بدائية، تأخر الحضارة أو انعدامها” وهي تعني أيضاً “وحشية وفظاظة وقساوة بالغة وغير إنسانية”، فيقال هذا بربري وتلك جرائم بربرية. الجمع بربريات وبرابرة وبربريون وبرابر وبربر، والقول إن هذا تعبير بربري يعني أنه مخالف للأصول والذوق السليم. أول استخدام لهذه الكلمة كان في اليونان القديمة حيث كانوا يطلقونها على الناس الأغراب عن البلد أو الذين لا يتحدثون اليونانية، لكن تغير معناها فصارت تطلق على “كل عمل شرير” وهي تستخدم حديثا لتشير إلى الناس غير المتحضرين وأعمالهم الشريرة”.
البعض لا يستسيغ هذه الكلمة ويعتبرها شكلا من أشكال الإهانة، لهذا لم يقبل وصف الفعل الذي قامت به منظمة “حماس” في السابع من أكتوبر الماضي والذي كان أساسه القتل والخطف والأسر والترهيب بالبربري، ورد عليه بالقول إن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي اليوم في غزة هو عمل بربري أيضاً، وهو ما لا يمكن الاختلاف فيه حيث قصف المستشفيات والمدارس والبيوت والمباني وقتل الأطفال والنساء والعجزة والاعتداء على المرضى ومن لا علاقة له بالمقاومة لا يمكن وصفه بغير هذا الوصف. الكثير مما حدث في بعض مدن إسرائيل وغزة والضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الماضي وإلى الآن لا يمكن وصفه بغير هذا الوصف، وهو في النهاية مصطلح المراد منه بيان مدى الوحشية والقساوة والفعل غير الإنساني الذي ما كان ينبغي أن يحدث أبدا وتسبب في حصول خلل في إيقاع الحياة في كامل المنطقة.
ما يهمنا نحن أهل البحرين هو وضع حد لأعمال العنف في غزة وفي كامل فلسطين وكل المنطقة وإتاحة الفرصة للعقل والحوار بغية التوصل إلى ترجمة حقيقية لمعنى الأمن والسلام العادل والشامل والمستمر وتنفيذ الخطط المفضية إلى حل الدولتين، وهو ما ينبغي أن يعمل الجميع من أجله بقوة. ولا بأس لو “زعل” البعض من كلمة “بربري” وغضب.
*كاتب بحريني والمدير التنفيذي لاتحاد الصحافة الخليجية