لم يعد خافياً على الجميع ذلك الدور والنشاط الإعلامي البارز الذي تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف المنصات، في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من الاتجاهات المهمة والمؤثرة في المجتمع، فالحديث عن الحراك الإعلامي المتسارع أصبح من الركائز الرئيسية في حياة المجتمعات الحديثة، والعامل الرئيسي في تكوين وتشكيل الوجدان العام والوعي المجتمعي والفكر السياسي للأفراد داخل المجتمع. ويمكننا القول إن الإعلام الحديث وما يمتلكه من مكانة مهمة وضرورية لدى جميع أفراد المجتمعات على مستوى العالم، أصبح ما يعرف بأنه لسان المجتمع وعقله الذي يخاطب به قطاعات كثيرة في الداخل ويخاطب المجتمع الإنساني في الخارج، وهذا يرجع إلى قوة هذه الوسيلة الإعلامية التي تنقل المحتوى أو الرسائل الإعلامية بشكل سريع ومباشر لأعداد كبيرة من البشر، فاليوم نرى التأثير المباشر الذي تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي على الأفراد في المجتمعات، بل وأحياناً يصل هذا التأثير إلى تنمية وتشكيل وعي مجتمعي لقضية أو موضوع معين، فإنه يجب علينا أن نستثمر هذه الوسيلة الإعلامية من أجل تمرير الرسائل التي نريد إيصالها إلى المجتمع الخارجي، وهنا أقصد أنه يجب علينا إبراز القضايا العربية التي نتأثر بها مباشرة، وأن نعمل على نقلها للخارج بالصورة المطلوبة.
فعلى سبيل المثال، أصبحت القضية الفلسطينية اليوم القضية المحورية التي تتحدث عنها جميع القنوات الإخبارية، خصوصاً أن الأراضي الفلسطينية تتعرض لدمار وهجمات وإبادة وتشريد للفلسطينيين، نعم إن العديد من الأوروبيين بدأوا ينظرون إلى القضية الفلسطينية بمنحى مختلف أكثر، وأصبحوا أكثر استيعاباً لما يحصل على الأراضي الفلسطينية، وأكثر تفهماً من السابق، إلا أننا نريد أن نعزز هذه المسألة في تكثيف إيصال الرسائل الواقعية والصورة الحقيقية لما يجري في فلسطين. لذا يجب علينا اليوم استيعاب الخطاب الأوروبي وتحسين لغة التواصل مع هذه المجتمعات لإيصال صوتنا بأساليب حديثة وعصرية، وأن نعمل على إيضاح أفكارنا التي عمل على تشويهها الإعلام الغربي منذ زمن، فنحن لدينا جيل من الشباب الذين أبدعوا في إيصال أفكارنا العربية والإسلامية بالشكل المطلوب، لذا يجب أن ندعمهم ونساعدهم في إيصال أفكارنا بالشكل المطلوب.
* كاتب بحريني