+A
A-

الاحتفال بعيد الأم من مصر... إلى البحرين

عيد الأم هو يوم خاص لتكريم الأمهات ويتم الاحتفال به في الكثير من البلدان في جميع أنحاء العالم، وهو  معروف أيضًا باسم Mothering Sunday في المملكة المتحدة، ويحتفل به منذ سنوات في البحرين والعالم، فيا ترى لماذا نقوم بذلك سنوياً؟

في 21 مارس 1956، احتفلت مصر بعيد الأم القومي لأول مرة على الإطلاق، الاحتفال بيوم تكريم الأمهات كان من بنات أفكار الصحافي البارز الراحل مصطفى أمين، الذي كان مصدر إلهام لاقتراح يوم للاحتفال بالأمهات في مصر من خلال عمل منظمة المجتمع والناشطة الأميركية في القرن التاسع عشر آن ماريا ريفز جارفيس والذي بدأ العمل لعيد الأم للمساعدة في تعليم الأمهات كيفية رعاية أطفالهن بشكل صحيح في وقت الحرب الأهلية الأميركية (1860-1865).

بدأ الاحتفال بعيد الأم في العالم العربي، في مصر، ثم انتشر لباقي البلاد العربية في خمسينات القرن الماضي، وترجع بداية الاحتفال بعيد الأم للكاتب الصحافي على أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم، حيث طرح في مقال له فكرة الاحتفال بعيد الأم، قائلاً: "لماذا لا نتفق على يوم في أيام السنة نطلق عليه "يوم الأم"، ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق، وفي مثل هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها "شكراً" أو "ربنا يخليك"، لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمّهم كملكة فيمنعوها من العمل، ويتولوا هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها، ولكن أي يوم في السنة نجعله عيد الأم؟".

ولاقى المقال إعجاب الكثيرين من القراء، واستجاب الكثير من القراء لهذه الدعوة، ومنها تم اختيار يوم 21 مارس أول أيام فصل الربيع، ليصبح رمزاً للجمال وتفتح الزهور وللعطاء والحياة، وكان أول احتفال بعيد الأم في مصر بالعام 1956.

كانت جوليا وورد هاوي، وهي مؤلفة كتاب "Battle Hymn of the Republic" أول من اقترح الاحتفال بعيد الأم بأميركا بالعام 1872، وكان في البدء مخصصاً لتتمكن الأمهات من المشاركة في مسيرات للسلام.

وفي العام 1908 أطلقت آنا جافيس حملة وطنية للاحتفال بالأمهات تكريماً لوالدتها المتوفاة، وانتقدت جافيس بشكل سيء لبدئها هذا الاحتفال، حتى قبل وفاتها بالعام 1948 أبدت ندمها على بدء هذه العطلة. وفي 9 مايو 1914 قام الرئيس الأميركي وودرو ويلسون بالتوقيع على نص يقر بالاحتفال بيوم الأم كعيد وطني.

ويختلف تاريخ الاحتفال بعيد الأم من دولة لأخرى، حيث خصصت كندا يوم الاحتفال بعيد الأم في الأول من شهر مايو، وكذلك إسبانيا حيث يرتبط لديهم الاحتفال بتكريم السيدة العذراء، أما في دولة النرويج فيحتفلون بعيد الأم في الثاني من شهر فبراير، وفي الأرجنتين في الثالث من أكتوبر، أما في جنوب إفريقيا يحتفلون في الأول من شهر مايو.

وبالعودة لمصر، ففي 21 مارس 1956 بناءً على مبادرة الصحافي المصري مصطفى أمين احتفلت جريدة الأهرام، بأول عيد الأم في البلاد لمدة يومين متتاليين، وفي ذلك اليوم جاء العنوان الرئيسي في الصفحة 6 من الأهرام كالتالي: “مصر تحتفل بعيد الأم لأول مرة... الاحتفالات العامة في الجمعيات والمدارس والنوادي والأماكن العامة” وقالت القصة بالصحيفة العريقة: “تحت رعاية الرئيس جمال عبدالناصر تبدأ المدارس الاحتفال في سطورها الصباحية بالحديث عن أهمية ودور الأمهات، وفي الساعة 11:30 صباحًا ستشارك المدارس بثًّا خاصًّا عبر الإذاعة الوطنية مصممًا للطلاب، وتضمن البرنامج أغاني وأشعارًا تحتفل بالأمومة”.

في الصفحة 8 خصصت الأهرام قسمًا كاملًا للقراء لمشاركة تحياتهم بمناسبة عيد الأم، وفي النصف الآخر من الصفحة نشرت الصحيفة إعلانًا مخصصًا لهدايا عيد الأم وماذا تشتريها في يومها الخاص، وكانت إحدى المقابلات القصيرة الشيقة على هذه الصفحة هي مقابلة أجريت مع جمعية تحسين صحة المرأة، والتي احتفلت بحياة بيرج إستراند، المتطوعة السويسرية المتفانية التي تجاوزت السبعين من عمرها ورعت 450 يتيمًا تم تسجيلهم في الجمعية آنذاك.

في صباح اليوم التالي في 22 مارس 1956، خصصت الأهرام الصفحة الخلفية لصور احتفالات اليوم السابق. نص العنوان: “عيد الأم في كل مكان”.