ندخل في صلب الموضوع مباشرة ونقول وجهة نظرنا المتواضعة دون تردد، لا توجد في الأفق أية جدوى من تشكيل لجنة تحقيق برلمانية، فمن الواضح أمام المراقب ومن الوهلة الأولى وبما لا يدع مجالا للشك أنها لا تعدو كونها لجنة شكلية تم استخدامها للتهرب من المسؤولية البرلمانية تقدم بها 8 من النواب، وذلك حول تدني المستوى المعيشي للمواطنين “فالشمس طالعة والكل أيجوف، ولا نيّلس أنلف ودور ونضيع الوقت” على تشكيل مثل هذه اللجان، فكما هو معروف عند الكثير من شعب البحرين إذا أردت إضاعة الوقت في أمر مهم يخص شرائح كبيرة من المجتمع وتتابعه بدقة متناهية قم فورا بتشكيل لجنة تحقيق، بينما الحلول الناجحة والصائبة لا تأتي عبر اتخاذ مثل هذه التحركات والإجراءات والخطوات.

تدني الوضع المعيشي للمواطن خصوصا في السنوات الأخيرة قطعا لا يحتاج إلى لجان واجتماعات ونقاشات وهدر للوقت “وروح تعال”، صحافتنا المحلية من خلال كتاب أعمدتها وصحافييها، وأيضا منصات التواصل الاجتماعي “لو تنهز جان أمبطت” من كثر ما يطرح فيها من آراء وحلول ومقترحات وأفكار قيمة تخص هذا الملف المعيشي الخطير وتستحق الاهتمام بها ودراستها والتفاعل والأخذ بالكثير منها في صالح الوطن والمواطن، فلا يكاد يمر على شعب البحرين يوم واحد إلا وتخرج لنا مئات من القضايا والقصص والمواقف الموجعة، وجميعها تتحدث عن ضنك العيش، حيث يتحرك وسطها البحريني صاحب الدخل الشهري الضعيف والمتوسط الذي لا حول له ولا قوة.

الجميع على اطلاع شامل وكامل بالأسباب الحقيقية وبكل ما يتعلق بهذا الملف الذي يهم حياة البحريني المنتمي للطبقة الفقيرة وما تبقى من الأخرى المتوسطة والأوضاع المعيشية والحياتية التي أصبحت وأمست غاية في الصعوبة، فالوضع يحتاج إعادة الأوضاع المعيشية والحياتية إلى مستواها الطبيعي، وبذلك ينعم المواطن وأفراد أسرته بنسب مرتفعة من العيش الكريم فوق أرضه حاله كحال أشقائه وأبناء عمومته في دول الخليج العربي “غير هذا الكلام ما عندنه”. وعساكم عالقوة.

* كاتب بحريني