+A
A-

رسائل 9 دقائق من بوتين.. وبداية عام جديد ملتهبة في أوكرانيا

مع بدء الساعات الأولى من سنة 2023، دوت صافرات الإنذار في جميع أنحاء أوكرانيا، وسط استمرار الهجوم الأكبر في العملية العسكرية الروسية على العاصمة كييف، فيما قال رئيس بلديتها إن نظام الدفاع الجوي "يعمل" للدفاع عن المدينة من ضربات موسكو المكثفة.

واستهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الجديد قائلا: "2022 كان عام قرارات صعبة وأحداثا مصيرية، وإن روسيا تقاتل من أجل استقلالها والحق الأخلاقي والتاريخي إلى جانبها".

رسائل الدقائق التسع

لأول مرة، لم يسجل بوتين كلمته بمناسبة عيد رأس السنة مع خلفية الكرملين، لكن وسط مجموعة من العسكريين المشاركين في العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا في كلمة وصفت بالأطول من حيث التوقيت منذ بدء الحرب وقال فيها:

• الغرب كذب بشأن السلام، بينما كان يستعد للعدوان، واليوم يعترف بذلك دون حياء وعلنا.

• الغرب يستغل أوكرانيا وشعبها لتقسيم وإضعاف روسيا ولن نسمح بذلك.

• جميع جنود العمليات الخاصة هم أبطال بالنسبة لنا.

• حرب عقوبات حقيقية أعلنت ضد روسيا، وتوقع أصحابها التدمير الكامل للبلاد، لكن ذلك لم يحدث.

وتعقيبا على كلمة بوتين، قال المحلل العسكري الروسي ألكسندر أرتاماتوف، إن كلمة الرئيس الروسي تدل على غلق باب التفاوض أو الجلوس للحوار مع الغرب والاعتماد على مبدأ الأمر الواقع، وهو تأمين حدود الأقاليم الأربعة التي ضمتها موسكو، مؤخرا.

وأضاف أرتاماتوف في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن التقدم الروسي يتم بالفعل بالقرب من باخموت وأفدييفكا في الشرق، وسط قصف متواصل لجميع خط الجبهة الشرقية واستهداف عمق العاصمة، مشيرا إلى أن النقطة الأكثر سخونة على الجبهة في الوقت الحالي هي باخموت، لعدة أسباب:

• تتيح قطع الدفاع الأوكراني في دونباس إلى النصف، ودفع زيلينكسي من دونيتسك.

• تقرير مصير المجموعة الأوكرانية في أفدييفكا، وهي نقطة أساسية، لأنهم يتخذونها لتهديد دونيتسك.

• فرض السيطرة على أفدييفكا، وبذلك تتوسع منطقة الأمان في دونيتسك.

• يحسّن موقع روسيا في الشرق من خلال فتح الطرق إلى مدن دونباس.

• يواصل الجيش الروسي في اتجاه دونيتسك تنفيذ عمليات هجومية ناجحة في منطقة أرتيموفسك.

بداية عام عنيف

مع الساعات الأولى للعام الجديد، أفادت أوكرانيا بأنها تعرضت لهجمات روسية باستخدام مسيرات انتحارية "كاميكازي"، كما تم استهداف العديد من المناطق بالصواريخ.

وحول هذا التصعيد العسكري، يقول الباحث في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية مايكولا بيليسكوف، إن موسكو تحاول حسم الوضع عسكريا خلال يناير.

وأوضح بيليسكوف في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن رهان بوتين الآن هو "تجميد" أوكرانيا، حيث تستهدف القوات الروسية محطات الطاقة في البلاد، لا سيما قبل حلول الشتاء، حيث تنخفض درجات الحرارة في بعض الأحيان إلى 20 درجة تحت الصفر، وهذا ما تدل عليه خريطة الاستهداف.

وركز بيليسكوف في حديثه على النقاط التالية:

• القوات الروسية حاولت التقدم بالقرب من باخموت وأفدييفكا في الشرق، بينما أطلقت النار على عدة بلدات وقرى، وقصفت نقاطا إلى الغرب في دونيتسك، بما في ذلك بلدة فوهليدار.

• قصف عدة بلدات بالقرب من كوبيانسك في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية التي استعادتها أوكرانيا في سبتمبر الماضي، إلى جانب قاط في منطقة لوهانسك حيث تأمل القوات الأوكرانية  التقدم بعد مكاسب الأسابيع الأخيرة.

• تعرضت مناطق من زابوريجيا، إلى الجنوب، لقصف روسي عنيف، على الجبهة الجنوبية، وتجددت الضربات الروسية التي استهدفت البنية التحتية في مدينة خيرسون

• في اتجاه باخموت ، ضرب الروس منطقة دونيتسك سبيرن، بيرستوب، سوليدار، باخموتسكي، بيدورودني، باخموت، كوستيانتينيفكا، بيلا هورا، كورديوميفكا، دروجبا، مايورسك ونيويورك.

وأكد بيليسكوف، أن مساعي روسيا لخلق أزمة طاقة داخل أوكرانيا سوف تكون لها تكلفتها الباهظة، ليس فقط على أوكرانيا ولكن على حلفائها من الدول الغربية وهو ما يؤكده النجاح الذي أحرزته الضربات الصاروخية الروسية الأخيرة بما ينذر أن أوكرانيا سوف تشهد أياما عصيبة في الفترة القادمة.